عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 05-02-2008, 11:07 PM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,573
الدولة : Lebanon
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مشرفتنا القديرة راجية الشهادة
ها أنا قد عدت لهذا الموضوع المهم
و سوف احاول أن أختصر قدر الإمكان إن شاءالله

طبعا أنا قرأت جميع المشاركات
مع أن عادتي تكون عند الرد على أي موضوع ، أن أكتب مداخلتي قبل قراءة أي مداخلة أخرى
حتى أستطيع أن أحيط بالموضوع من وجهة نظري دون أن أتأثر بكلام أي مداخلة و بعد ذلك اعود لقراءة المداخلات
و لكن في هذا الموضوع ، وجدتني متابعة كل مشاركة به ، و قرات المداخلات مرتين
لأن في كل مداخلة كان هناك أفكار جديدة و وجه جديد يتحدث عن ( الضمير ) و بقية الضمير

و أنا تقريبا مع كل ما تم ذكره سابقا
أكان سلبا أو إيجابا ، أكان تفاؤلا أو تشاؤما
و إن كنت أوافق أخونا الفاضل فكري دياب في محاولة النظر للأمر بنظرة تفاؤلية أكبر
لأننا معتادين أن نتوقع ، انا كل ما يحصل و سيحصل لنا خير بإذن الله
ومن هنا النظرة التفاؤلية الشاملة
و لكن مع هذا كل المعطيات الفعلية و النماذج المختلفة التي نراها بأوجه الضمير
تجعلنا نبتعد خطوتين في كل مرة نحاول ان نجد حلا تفاؤلياً
و مؤكد جميعنا مسؤولون عما يحصل
و بموافقتنا أكانت الإختيارية أو القسرية

و لكن سأحاول أن أنظر للأمر بشكل مختلف عما تم طرحه نوعا ما

فأنا أرى قصة الضمير هي امر حتمي و فطري مع الإنسان
و لكن يبدأ بالتغير تبعا للتربية و الظروف المحيطة أكانت بإختيار الشخص أو قسرا تبعاً للظروف الضاغطة
و خاصة في ظل التسارعات الحياتية و هو أمر أراه محيطاً بأمور كثيرة في حياتنا ( نغمة التسارعات الحياتية ) تكاد تقضي على أمور و قيم كثيرة بتغيريها لو لم يتم اللحاق بسرعة لهذه الوتيرة ، و بالتالي تكاد تكون عاملاً في تغير العديد من الأمور المعتادة
و مع أن الضمير الذي يجب أن يكون عنصرا غير متغيراً لأنه عنصر أنساني ينبض بمشاعر العقل ، و الأمور التي تتحرك بمشاعر العقل ، هي أكثر حساسية من الأمور التي تنبض بمشاعر القلب ..

المهم ، الضمير يبدأ نقياً ، مثل إسفنجة جاهزة لأن تمتص كل ما نعطيه إياه
بدءاً من تربية أهلينا لنا ، مدرستنا و مجتمعنا المحيط
و يبدأ بالتغير تلقائيا تبعا لكل ما يحصل في كل مما يحيط حولنا
فأما أن يبق الضمير نظيفا و نقياً و أما أن يبدا بالتغير مع الوقت
و حتى لا أدخل في متاهات كثيرة تم التحدث عنها و كل منها يحتاج إلى وقف بحد ذاته
فسأتحدث عن المثال الأول الذي تم طرحه من مشرفتنا القديرة راجية الشهادة
وهو ضمير الأطفال خلال الدراسة
و طبعا هنا لا نريد أن نعتبر أن هذا الضمير سيء ، و ليس هو من نوع الضمير المتعارف عليه بأخلاقياته العامة ،و لكن هو الضمير الإنساني الذي يترافق مع الحدث بالأهمية بين فعل و ردة فعل

فهناك ضمير حساس ، و هناك ضمير أفقدته الأمور المرافقة تلك الحساسية المفرطة التي ممكن أن تتغير بالكامل بين جيل و جيل و هذا هو ما أشارت إليه مشرفتنا القديرة

فايام زمان على الأقل على ايامنا ، ضميرنا الدراسي ، و إحساسنا بما يتكلفه أهلنا من مال و تعب و وقت من أجل دراستنا و متابعتنا ، كان يجعلنا أكثر حرصاً ( ضميريا ) على الإنتباه أكثر على كل ما يمت بصلة أو يتعرض لأي تأثير سلبي يقلل من أهمية ما يكابده الأهل من أجلنا
لذلك ، كنا نحرص اكثر على وقت الدراسة ، كنا نحرص أكثر على الأعتماد على أنفسنا بالدراسة أو التساعد مع أخوتنا دون أن نتعب أهلنا ، كنا نحرص أكثر على الإلتزام بالدارسة كامل وقت و أيام الدوام الدراسي ، فنعرف متى يكون هناك عطلة مدرسية من أجل أن نجدد نشاطنا لنبدأ أيام دراسة جديدة ، أو العطلة الصيفية التي كانت تعني لنا ( الإنتهاء من المدرسة ) حيث يمكننا أن نقوم و نمارس الكثير من الهوايات التي نحبها في العطلة الصيفية حصراً ، و تكاد تكون ممنوعة علينا طوال فترة الدراسة
و هذه لم تكن قسوة من الأهل ، بقدر ما كانت حرصاً علينا ، بتوجيهنا بالتربية الصحيحة

و مثال شخصي ، أنا كما أذكر حتى الرسوم المتحركة مثل توم و جيري و العصافير الثلاثة و سندباد ( ببرائتها ، كنا نمنع عنها ) خلال أيام الإمتحانات ، مع العلم أن أخوتي و أنا كنا من الأوائل و المتفوقين ، و لكن كان هذا جزء من التربية و التحديد أن لكل شيء وقته ، و من أجل أن نعرف كيف نتعامل مع الضمير العملي و المهني منذ الصغر و تحميلنا مسؤولية الوقت الذي يجب أن نستخدمه بما هو أنسب ، حتى نستطيع أن نستمتع بوقت آخر بما منعنا عنه سابقاً
بينما الآن الآولاد يتابعون البرامج التلفزيونية و أكثر من مجرد رسوم متحركة تتابعا يومياً ، دون إدراك لقيمة الوقت و الزمن ( الضميري )

و أيضا بالنسبة لأن نعتمد على أنفسنا بأن نتدارس مع أنفسنا أو اخوتنا دون أن نتعب أهلنا ، بينما الآن نجد أن الأهل هم من يدرسون و يجهزون أنفسهم للإمتحانات أكثر من الأولاد ، فالولد يدرس فقط عن نفسه، و الأهل يدرسون عن كل أولادهم ، وبالتالي كل هذا الجهد و التعب ، هو مرافقاً ( للضمير ) الذي يجب أن يكون مع الأولاد أنفسهم

طبعا أنا لا أنكر التغيرات الدراسية عن السابق التي تستدعي متابعة الأهل ، و لكن كل هذا هو نتيجة للتقدم الدراسي و التيسير للأولاد في دراستهم .

أيضا بالنسبة للأولاد ، كنا إذا شعرنا أن أحد أفراد العائلة متعب من الأهل أو الأخوة ، نجلس بهدوء ، و نحاول أن نتعاون فيما بيننا من أجل أن نشعر أهلنا بأننا متحملون للمسؤولية ، هذا الأمر الآن ايضا اصبح يفقد رويدا رويدا
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.85 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]