عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-12-2020, 10:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي نصيحتي للعائدين ..

نصيحتي للعائدين ..


أميمة الجابر



قصدت بيته الحرام ، وتركت الأهل والولد ، وبذلت ما بذلت من مال وجهد ، وفررت إلى رب غفور ، ورفعت الاكف للدعاء ، توسلت وتذللت إليه سبحانه ليقبلك ، وطمعت في الرحمات ..

جاهدت في أداء المناسك كما امر رسولك صلى الله عليه وسلم " خذوا عني مناسككم " ، وعظمت الشعائر، وأعلنت بالتلبية وأشهرت بالتوحيد ..

ورجعت ، عدت من هذه الأجواء الرائعة ، والمعاني السامية ، والصحبة الصالحة ، والعبادة المخلصة ، عدت من جوار البيت الحرام ، إلى طبيعة الحياة المعيشية المعتادة ، حيث الغفلة والانشغال ..

فاحذر ياصاحب النور أن يخبو نورك شيئا فشيئا ، وان تنأى معانيك الصالحة يوما بعد يوم ..

واحذر أن تنسى فضل الله عليك الذي اختارك وفضلك ومنحك الحج ، تلك المنة التي صارت صعبة المنال على ملايين المسلمين في الأرض ..

واحذر أن تنسى شكر ربك ليل نهار على هذه النعمة وعلى كل نعمة حصلت لك " ولئن شكرتم لأزيدنكم "

ياايها العائد ، لعلك أن تكون قد رجعت بالمغفرة ، فاحذر ان تخوض مع الخائضين في أعراض الناس ، فتظلم نفسك وتغمسها في حمأة متدنية ..

واياك أن تظلم غيرك بقول أو فعل ، أو أن تأخذ ماليس لك ، أو تنسى ان ترد الحقوق إلى أهلها ، إن أكل الحقوق مكدسة في النار ، ومغضبة للرب

ولا يكون ابدا حالك قبل الحج كحالك بعده ، بل تزود كما تزودت ، " فإن خير الزاد التقوى " ، تزود بنوايا صالحة ، وسلوكيات مخبتة ، وعبادات مخلصة ، وقلب سليم طاهر ..وذاك أفضل زاد

واحذر الإساءة لأهل بيتك ، أو اقاربك أو جيرانك ، واصبر على من اساء إليك منهم ، وسامح واعف " فمن عفا واصلح فاجره على الله "

واحذر أن تغفل عن ذكر الله سبحانه أو تنساه ، فبالذكر يطمئن قلبك ، وتستقر معاني الحج فيه ، وترتقي بك الدرجات .

وبادر إلى بر والديك ، واقترب منهما ، فثم الجنة ، واصبر عليهما فللصبر بشرى ، وقم بحقهما ، وارفق بهما ، ونل دعاءهما ، وافض عليهما السرور بالاقوال والأفعال ..

واياك ألا تعدل بين ابنائك ، وصاحبهم ، واهتم بهم ، وابذل لهم ، وأدبهم بأدب الإسلام الاوفى ، ومرهم بالصلاة واصطبر عليهم ، وكن لهم الراعي الواعي الحكيم ، وليس الآمر المسلط المتجبر ، تجد منهم الإحسان احسانا ، فيعينوك على شأن الدنيا والآخرة ..

واحذر أن يخالف باطنك ظاهرك ، فتزين نفسك أمام الناس وحالك مع الله مترد ، فإن ذلك سمت النفاق ، وطهر قلبك فإنه محل نظر الله إليك ، ولا تفرح بمدح الناس ولا تنتظر ثناءهم على عملك وعبادتك ، ففي الحديث القدسي " من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه "

وبينما أنت ياايها العائد سائرا في طرائق الحياة ، ليكن نصب عينيك ماعاهدت عليه ربك في يوم عرفة وغيره ، فأوف بالعهد ، واحذر من الانشغال بالعاجلة فتنسيك الآجلة .. فإنها قريب

وراع قلبك ، وداو أمراضه ، وسد خلله ، واقمع شهواته ، وثبت العقيدة الخالصة فيه ، الله سبحانه لايقبل غير القلوب السليمة يوم لاينفع مال ولابنون ..

ولتكن يقظا دائما ، واحذر السقوط في مراتع الذنب ، فتزل قدمك ، وتتلوث نفسك من مخالطته .

فاكثر من ذكر هاذم اللذات ، يتجدد في قلبك الخوف منه سبحانه ، وتتذكر الدار الآخرة ، والعمل لها ..

أما من فاتته الفرصة ، فليحسن الظن بربه ، وليدع الله كثيرا ، فالله سبحانه قريب يجيب دعوة الداع ..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]