عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-01-2023, 07:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي تعلق بي وأخاف من الذنب

تعلق بي وأخاف من الذنب


أ. لولوة السجا


السؤال:

الملخص:
فتاة أعجبتْ بزميل لها في العمل، والشاب أعجب بها بعدما لفتت نظره، ثم قررت ترك ذلك، بينما استمر إعجاب الشاب بها، وهي الآن تخشى مِن حَمل الوزر، ولا تدري ماذا تفعل.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة موظَّفة، وبحكم عملي فإنه لا بد مِن التعامل مع الرجال، لكن المشكلة أنني أعجبتُ بزميل لي في العمل، وهو شاب يكبرني بعدة سنوات، وهو محطُّ إعجاب الجميع لإخلاصه وتفانيه في العمل، واحترامه للجميع.

كان تعامُلي مع هذا الشاب رسميًّا، لكنني كنتُ أكنُّ له مشاعر الإعجاب، فحاولتُ في البداية التودُّد إليه، وبعد تَفكير طويل في أن ما أفعله حرام ولا يجوز، قررتُ أن أُبقي تعاملي معه ضمن حدود العمل، لكن الشاب بدأ يُعجب بي، أما أنا فبعد أن قررتُ أن ما أفعله لا يجوز حاولتُ تحاشي النظر إليه، وأنا خائفة من أن محاولات تودُّدي السابقة هي التي جعلَتْهُ ينظُر إليَّ هكذا.

لا أريد أن أقع في الخطأ، وأخاف أن يكون هذا الشخص متعلقًا بي، فأقعَ في الذنب وأُحاسَب لأني تقرَّبت منه!

أنا الآن أتحاشى تبادُل النظرات منذ أن علمتُ أن على الشخص أن يغضَّ بصره، لكنه ينظر إليَّ كثيرًا، وما يؤرِّقني أنني أنا السبب في حدوث ذلك، فأشعر لذلك بالإثم، وأخشى أن أبدو كفتاة سيئة السمعة.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فيا بنيتي، إنَّ الله جلَّ جلاله حين أمر النساء بلُزوم بيوتهنَّ وعدم الخروج إلا للحاجة، وأن يكون ذلك بشرط التزام الحِجاب وعدم مخالطة الرجال - فإنَّ مِن حكمته درءَ المفاسد، وخشية وقوع أمور مثل الذي ذكرتِ.

ولما تساهلَتِ النِّساء في الخروج والحِجاب شاعت الفِتَن، ووقَعَ المَحظور، وساءت الأحوال كما تَرين.

بنيتَّي، كيف تأمَن امرأة على نفسها وهي مُحاطة بالرجال في مكان واحد؟ ومما يزيد الأمور سوءًا حين تكون غير محجَّبة، وأقصد بغير محجَّبة أي: غير مُتستِّرة بالستر الشرعي.

أما ما تظنُّه النساء الآن أنه حجاب، وتَعتقد الواحدة منهنَّ أنها بارتدائها لملابس ضيِّقة مع إظهار وجهِها وهي شابة وأنها قد تحجَّبت، مع ما يَحصل من تساهل في وضع المساحيق التجميليَّة، فذلك مِن أشدِّ المُغالَطات حقيقةً في لبس الحِجاب.

نأتي الآن إلى مناقشة وضعِك، فأنتِ شعرت بالخطأ والحمد لله، واتَّخذتِ قرارًا اعتبرتِه هو الحل، ولكنه قرار غير حاسم حقيقة؛ فما زال الخطأ موجودًا.

والحلُّ عزيزتي يكون بالاستعانة بالله، والعزم على إكمال طريق التوبة الصادقة، وفِعْل الأسباب المُعينة على ذلك من لبس الحِجاب الشرعيِّ ومفارقة هذا المكان؛ لكونه مكان فتنة مستمرة.
وجاهِدي نفسَكِ؛ فالجنَّة غالية.

حفظك الله من الفِتن، ما ظهر منها وما بطن، وكفاكِ بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]