عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-03-2021, 04:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,080
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العقيدة والعبر من قصار السور

العقيدة والعبر من قصار السور
- الفيل


د. أمير الحداد





بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)





– نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل، سنة (571) في التقويم الميلادي.

– هل تعلم أن بعضهم حدد اليوم أنه (22/4/571)، وكان يوم اثنين، وولد النبي صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الفيل بخمسين يوما.

– كلا هذه معلومة جديدة.

كنت وصاحبي في مكتبي بعد صلاة العشاء نبحث في الحاسوب عن مسائل متنوعة، تابع حديثة عن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم .

– في سورة الفيل يقول الله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}، وهذه الواقعة حصلت قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرها، فكيف؟

– كيف يخاطبه الله بـ(ألم تر) وهو لم ير؟!

– هذا من أساليب اللغة العربية التي أصبحنا لا نجيد الحديث بها، وأبناؤنا بالكاد يقرؤونها أو حتى يتكلمونها؛ فالمراد بـ(الرؤية) العلم، والتذكير، وذلك أن الجميع كان يعرفه وكانوا على الكفر، وهذا الأسلوب كثيرا ما يرد في كتاب الله {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون}، ألم يعلموا، واستخدم أسلوب الاستفهام (كيف) هنا دون غيرها من الأدوات مثل (ما) أو (الذي)، وذلك للتعجب من الذي حصل وأنه خارق للعادة، واستخدم اسم (الرب) من الأسماء الحسنى، وإضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم (ربك) تكريما له، وفي ذلك تذكير للمشركين بأن الذي حماهم وصان البيت هو رب محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي يكفرون ببعثته، وكما هو أسلوب القرآن في مواضيع كثيرة، جاء بالتفصيل بعد التنبيه؛ ففصل بعد ذلك ما وقع لأصحاب الفيل، وإذا أردنا فهم السورة لاستخراج العقيدة منها فلنتعرف معاني الكلمات منها:

(تضليل) مجاز في أن أصحاب الفيل لم ينالوا مرادهم (أبا بيل) جماعات اسم جمع لا مفرد له، (سجيل) معرب من كلمة (سنك) حجر من آجر، كما في الحجارة التي نزلت على قوم لوط: {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود} حجارة من طين.

(العصف) ورق الزرع جمع عصفة.

أما العقيدة في هذه السورة:

1- قصص القرآن للعبرة وليس للتسلية، وهي أحسن القصص، وكل ما ورد في القرآن من قصص فقد وقع، وينبغي الاعتبار به والاتعاظ منه، وهو حق لا مراء فيه.

2 – عندما تنقطع الأسباب ويفقد العبد الرجاء، ويعلم يقينا ألا نجاة إلا باللجوء إلى الله ويلجأ إلى الله مضطراً، فإن الله يستجيب له {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}(النمل: 62).

3 – ينبغي على العبد أن يبقى على العهد مع الله حال السراء كما كان حال الاضطرار، وألا يغفل عن الله ويغتر بما ينال من الدنيا؛ لأن الذي أعطاه الدنيا قد يسلبه إياها؛ فلا ينبغي أن يأمن مكر الله، أي تدبيره من حيث لا يعلم: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}(الأعراف: 99).

4 – جنود الله لا حدود لها: {وما يعلم جنود ربك إلا هو}؛ لذا لا ينبغي لأمة الإسلام أن تلجأإلى غير الله في طلب النصرة والعزة، وإنما المطلوب منها الإعداد بقدر الاستطاعة، والطاقة، والثقة بالله -عز وجل- واليقين بأن الله لا يخذل عباده المؤمنين الصادقين الموحدين بآيات صريحة ثابتة في كتاب الله.

{الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}(النساء: 139)، {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}(فاطر: 10)، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}(المنافقون: 8)، {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}(المجادلة: 21)، {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}(آل عمران: 160).

وآيات محكمات كثيرة من كتاب الله العزيز.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]