عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 01-03-2021, 04:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,078
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العقيدة والعبر من قصار السور

العقيدة والعبر من قصار السور
- قريش


د. أمير الحداد




{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }(قريش: 1-4).

هذه السورة أربع آيات، هل تعلم معنى (قريش)؟!
- أظن أنه تصغير (قرش)، وهو السمك المعروف، ولكن لا أظن أن هذا المعنى صحيح؛ فما علاقة قبيلة في وسط الصحراء بالقرش؟!
كنا أربعة نفر في طريقنا إلى المقبرة، نفعلها بين فترة وأخرى، وإن كان أحب إليَّ أن أذهب منفرداً.
- نعم هو تصغير (قرش)، فعن معاوية أنه سأل ابن عباس: بم سميت قريش؟ قال: بداية في البحر تأكل ولا تؤكل، تعلو ولا تعلى، والتصغير للتعظيم، وهكذا حال هذه القبيلة.
- وماذا عن القول بأنه من (القرش) العملة المعروفة؟!
- نعم هناك قول بأنهم كانوا كاسبين في تجارتهم، ولكني أميل إلى القول الأول، و(الإيلاف) هو الاستئناس والموافقة.
- قاطعني.
- ومنه في اللهجة العراقية (ولفي) وليفي).
تابعنا حديثنا دون تعليق على ملاحظة (بوفواز).
- في هذه السورة يبين الله -سبحانه- أحد أسباب المنطقية لاستحقاقه للعبادة؛ فقد جعلهم أهل بيت يحج إليه الناس كلهم، فتسهلت لهم تجارة الشتاء والصيف إلى اليمن والشام، و(الفاء) فليعبدوا فاء السببية، وهذه أسباب ظاهرةملموسة تعيشها قريش، وذكر الله (العبادة) بين النعم، رحلة الشتاء والصيف، والإطعام من الجوع والأمن من الخوف، فهو -سبحانه- مستحق للعبادة.
تدخل (بوخالد).
- ولاحظ أن الله -سبحانه- عندما أمرهم بالعبادة أمرهم بعبادة (رب هذا البيت) والجميع يعظم البيت، ويعلمون أنه سبب ما هم فيه من نعم؛ فالبيت أولى بالتعظيم من أصنامهم، ومع ذلك أتى الأمر بعبادة (رب البيت) لا البيت، وفي قوله: (من جوع) و(من خوف) أي أنهم كلما جاعوا أطعموا، وكلما خافوا أمنوا، وجعل (جوع) و(خوف) نكرتان للتعظيم.
والعقيدة في هذه الآيات، أن الله يستحق العبادة الكاملة المطلقة، ولا تنبغي أن يصرف أي جزء منها لغيره -سبحانه.
من الناس من يحتاج أن يتذكر نعم الله عليه حتى يرجع إلى الله؛ فيتذكر نعمة الله عليه بنجاته من مصيبة، أو نعمة الله عليه بزيادة الخير عليه.
الأصل في النعم أن تزيد شكر الإنسان لربه وعبادته له، ولكن من الناس من يطغى بنعمة الله عليه، وهذا شر الناس، ونعمة الله عليه انقلبت إلى نقمة.

نعم الله في الدنيا تكون للمؤمن والكافر، والعاقل من لا يجعل أحوال الدنيا مقياسا لقربه من الله.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب، ولايؤتي الإيمان إلا من أحب، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.96%)]