الموضوع: الإيثار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-11-2022, 12:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,085
الدولة : Egypt
افتراضي الإيثار

الإيثار




الإيثارُ قيمةٌ أخلاقيةٌ غاليةٌ، فهو ينمُّ عن كرامة النفس وعِزَّتِها ونقائها، عن الجود بالنفس والعطاء بلا حدودٍ، عن الشهامة والرجولة والنقاء والصفاء والطِّيبة والصِّدْق والحِلْم والتفاني في القول والعمل.

مَن ارتدى رداء الإيثار كان شمعةً مُضيئةً لمن حوله، يَنطق بالخير ولا يَنْبِس بالكلمات المسيئة، مَن سَأله عونًا كان إلى جانبه بلا هوادةٍ، ولم ينظر لمصلحته الخاصة؛ إنما يرى مصلحته في مصلحة إخوانه وأقرانه.

الذي يُؤثِر غيره يَحظى باحترام الكُلِّ، لا يميِّز ولا يُفرِّق بين هذا وهذا، الكُلُّ على سُلَّم المساواة بين عينيه، يحترمُ الجميع ويُوقِّرهم ويُبجِّلهم، يضعُ الشَّابَّ في مقامه والكَهْلَ في مرتبته والشَّيخَ في مكانته.

المُؤثِر أصيلٌ، لامعٌ مثل الذَّهَب، دُرَرٌ مكنونة مُكتنزة، يحبُّ ولا يكره، يُقبِل ولا يُدبِر، يمدُّ اليد ولا يُولِّي بوجهه، إليكم أبياتًا قيِّمة لحاتم الطَّائي عن الكرم:
فلا الجودُ يُفني المالَ قبلَ فنائه *** ولا البُخْلُ في مالِ الشحيحِ يَزيدُ
فلا تَلْتَمِسْ بُخْلًا بعيشِ مقتِّــــرٍ *** لكُلِّ غدٍ رزقٌ يعودُ جديــــــــــــــدُ
ألم تَرَ أنَّ الرِّزْقَ غادٍ ورائــــــــحُ *** وأنَّ الذي يُعطيكَ سَوْفَ يَعـــــودُ

اغتنم فُرصة الإيثار، وارْسِم على مُحيَّاك الابتسامةَ، ابتهج مع الناس وبادِلْهم السعادةَ، لا تَكُنْ مُنكفئًا على نفسِك وذاتك، فمهما طال الأمدُ، ومهما مضيتَ في مسيرتك، ستكون مُحتاجًا للآخرين، القوي منهم والضعيف، الصغير والكبير، المتعلِّم وغير المتعلِّم؛ يقول تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 1 - 8].

يُسرانِ مع عُسْرٍ واحدٍ، رسالة ربانية بأن تَمضي في هذا السلوك باقتدارٍ، وتنقله لمن هُم في حاجة إليه، فالمشاعر الطيِّبة والإيجابية، وأحاسيسُ السماحة والجُود تنسابُ بين إنسان وإنسان؛ لأن طبيعة الفرد واحدة، طيِّبة ومِعْطاءة وكريمة.

كُنْ مُؤثِرًا وثِقْ أنه من نُبْل الأخلاق، لا تَدَعْ جانبك السلبي يغلبُ على الخَيْرِ فيك، الإيثار كرامةٌ وعِزَّة، من أَدْرَكَ مصدره شَرِبَ من نَبْعٍ مدرار ثرَّار، وقد لا يُحَصِّلُ المحرومون فضلَه.

__________________________________________________ ____
الكاتب: أسامة طبش









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]