عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 15-09-2013, 12:53 PM
المغيرة المغيرة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: sudan
الجنس :
المشاركات: 91
الدولة : Aland Islands
73 73 رد: مسابقة أجمل قصة قصيرة جداً (ق ق ج)

الخوف من الفضيلة ..

كانت تجلس بجواره في الإتوبيس ..
كانت ثيابه بالية وقديمة ..
يكسو وجهه الحزن والتعب ..
أسود اللون .. شاحب الوجه .. عيناه دامعتان .. كأنه جاء من غابة الأبنوس ...
وكانت هي على النقيض منه تماماً.. تبدو عليها الراحة والنعمة في جميع مظهرها .. وفجأة !! توقف الإتوبيس في محطة سلامات فنزلت مسرعة تجر خطاها ولسان حالها يقول: الحمدُ الله الذي أنجاني من شره لإن كنت من الهالكين ..

وما أن نزلت وتحرك الإتوبيس وإلا قام راكضاً بكل قوته نحوها يهرع ويتنهد بصوتٍ عالى ..توقفي .. توقفي .. توقفي ... إزدادت سرعة الإتوبيس .. والرجل يركض نحو الباب .. وجميع ركاب الأتوبيس في إندهاش تام ..
وما أن أنزل رجله اليمني من الإتوبيس وإلا سقط بوجه على الأرض وقام مسرعاً مهرولاً نحوها ويصيح بأعلى صوته يامرة ... يامرة!! (1)

فألتفت إليه وهي مرتعدة خوفاً منه .. ورأته مهرولاً نحوها وقد إزدات فظاعته إلى حدٍ بعيد فكادت لتجري لولا أن الخوف جمد رجليها..

وعندما وصل إليها صرخت في وجهه منتهرةً له بصوتٍ عالِ محروش تطغى على نبرته الخوف والإندهاش في آن واحد ... ماذا تريد مني يا رجل ؟؟ وماذا فعلتُ بحقك كي تفعل بي كل هذا ؟؟
فتنهد تنهد المُتعب الحزين وتنفس الصعداء ورقرقت عينتاه ومد يده نحوها وأجابها بصوتٍ جهوري مبحوح : هذه محفظتك وقعت منك في مقعد الأتوبيس جئتُ لكي أُعطيك إياها ..

المغيرة ..


(1) هذه الكلمة بلغتنا العامية السودانية والصحيح (إمرأة) ولكن منع من الإتيان بها الثقل وعدم المناسبة..
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 12.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.34 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.74%)]