عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-10-2021, 11:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال

يقول الناقد الإعلامي جورج غويتر: "إن الذين يشاهدون التلفزيون بكثرة يرون العالم أكثر عنفاً مما هو عليه، وهم أكثر شكاً من الذين لا يشاهدونه"[8].

ثم تحدث د. خالد عن: التلفزيون والجنس، وعن التلفزيون والمجتمع، ثم أشار إلى دراسات متنوعة في أماكن مختلفة عن آثار التلفزيون على الأطفال، ومنها:

1- دراسة لعلي أسعد طه حول المتغيرات التربوية للمشاهدة التلفزيونية عند الأطفال نشرتها مجلة جامعة الملك سعود (العلوم التربوية والدراسات الإسلامية) توصلت الدراسة إلى ما يلي:
أ- يؤكد الأطفال أهمية الدور التعليمي والتثقيفي للتلفزيون، وهم مقابل ذلك يعطون للمدرسة دوراً أكثر أهمية فيما يتعلق بهذا الدور.

ب- تؤكد نتائج الدراسة وجود شريحة واسعة من الأطفال الذين يتعرضون لتأثير أفلام الكبار والسهرة.

ج- هناك شريحة واسعة من الأسر التي لا تمارس أياً من عمليات ترشيد الاستهلاك الإعلامي التلفزيوني وتترك لأطفالها الحبل على الغارب في مشاهدة الأفلام غير المخصصة لهم، وبالإضافة إلى ذلك فإن أفراد هذه الأسر لا يوجّهون أطفالهم إلى مشاهدة أي من البرامج المفيدة.

تحتل الأفلام المتحركة المستوردة والتي تتسم بطابع العنف أولوية اهتمام الأطفال، ويلاحظ ندرة البرامج التعليمية والعلمية التي وردت في سلم أوليات إجابات الأطفال[9].


2- وتعد دراسة هلد ت. هيملويت (التلفزيون والطفل) من الدراسات الجيدة التي أجريت حتى اليوم على تأثير التلفزيون على الطفل، وقد أجري البحث على عينة بلغت 927 من الأطفال البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة من العمر، وقد تناولت الدراسة قضايا متعددة جداً حول مسألة العلاقة بين الطفل والتلفزيون، ومن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة: أن الأطفال الذين لا يشاهدون التلفزيون يفوقون الأطفال المشاهدين في مستوى الأداء المدرسي، وأن الأطفال يشاهدون التلفزيون من 13 إلى 15 ساعة أسبوعياً، وأن أكثرية الأطفال يشاهدون التلفزيون في المساء مع ذويهم، وتبين الدراسة ضعف مراقبة الآباء وتوجيههم فيما يتعلق بمشاهدة أطفالهم لبرامج التلفزيون.


وبعد استعراض هذه الدراسات ذكر د. خالد 18 عاملاً منالعوامل الوقائية لتلافي الآثار السيئة للقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى، ومنها:

1- التربية الإسلامية بمفهومها العام هي خير معين لتجنب وتقليل الآثار السلبية للقنوات، ودعم التأثير الإيجابي.

2- تهيئة البيئة الصالحة في البيت والمدرسة والجيران للحفاظ على فطرة الله من البداية.

3- الثقافة الوقائية؛ حيث يجب على الآباء تثقيف أنفسهم بمعرفة آثار التلفزيون على الأطفال ووسائل تجنب مخاطره. تقول إليزابيث ثومان التي تدير مركزاً يعطي دروساً لتوعية الآباء عن طريق دورات بعنوان: (الآباء في عصر التلفزيون) مدتها ثماني ساعات: "إذا كان الأطفال سيشاهدون 20.000 ساعة قبل التخرج في المدارس العليا أفلا يتوفر لدى الآباء ثماني ساعات للتأكد من أن وقت المشاهدة سيكون مثمراً أو على الأقل ليس مخرباً؟"[10].


كما يجب تحصين الأولاد وتثقيفهم ثقافة وقائية مما في الشبكة العالمية (الإنترنت)؛ وعدم التسليم بكل ما فيها، نظراً لوجود كثير من الأمور الباطلة في مواقع كثيرة في الشبكة، ومن ذلك:

- إثارة التحريف في كلام الله من خلال اختلاق قراءات جديدة.

- وجود كثير من الشُّبَه على الدين الإسلامي في مواقع منحرفة.

- مواقع الدردشة المفتوحة وما فيها من تضليل وانحراف.

- مواقع إسلامية غير موثوقة تنشر فتاوى مضللة أو معلومات منحرفة.

- مواقع بأسماء إسلامية لفرق إسلامية منحرفة تحوي عقائد باطلة.

- مواقع تتضمن منشورات ومعلومات ضد علماء الإسلام.

- مواقع تتضمن نشرات جنسية فاضحة.

- وغير ذلك من أساليب التضليل والإغواء.


4- إيجاد البدائل المفيدة.

5- التربية بالترويح من خلال ممارسة الأطفال والشباب كل ما يروح عنهم من ألعاب وترفيه بريء.

6- التربية بالقدوة: حيث من السهولة تأليف مؤلف في التربية أو وضع نظرية، ولكن من الصعوبة جعله بشراً يتحرك، ومن الصعوبة لعامة الناس أخذ المنهج من مؤلفات وكتب، ولكن من السهولة أخذه من نموذج حي. والتربية بالقدوة لها أثر بالغ في التربية الوقائية بل وفي صلاح الأمم، وما إرسال الرسل بشراً إلا ليقتدى بهم.

7- التربية بالتعليم: لما للتعليم من دور كبير في التربية الوقائية.

8- التربية بالأحداث: واستغلال المناسبات المختلفة؛ لأخذ العبر والعظات، فالحياة أحداث ومواقف متتالية، والأحداث والمواقف لها عواملها وأسبابها، ولها كذلك نتائجها ومخرجاتها، وفي كل حدث أو موقف يكمن درس ينبغي أن نعيه.

9- اكتشاف ميولهم ومواهبهم المفيدة وتنميتها، وهذا يساهم في صرفهم عن ميولهم الضارة كما سيساعدهم على تكوين ذواتهم وكمال شخصياتهم.

10- تعليمهم المسئولية، وتحميلهم إياها منذ الصغر، وإشراكهم فيها، ويرى جميع المربين أن تنمية الشعور بالمسئولية لدى الطفل ينبغي أن يكون الهدف الذي تسعى إليه تربيته وتعليمه.

11- التربية الوقائية بالحوار وتعويدهم الصراحة ومناقشتهم في كافة الأمور المفيدة، ومن ذلك مشاورتهم في الأمور العائلية، وإشراكهم في القرارات الأسرية كل حسب سنه ونضجه، وسماع آرائهم واحترامها، وهذا له دور في بناء شخصيتهم، وبناء القناعات المفيدة التي يتبناها الولد في المستقبل، والتي تساعده في الوقاية مما يسيء إليه.

12- وضع عدة تدابير وقائية مباشرة للحد من خطورة التلفزيون مثل:

أ- وضع نظام وقتي للمشاهدة يطبقه الأولاد بإشراف الوالدين برقابة ذاتية منهم، ويهدف إلى تقليل تأثير التلفزيون على نشاطاتهم الأخرى مثل الصلاة والقراءة والزيارات والواجبات الدراسية والنوم المبكر.

ب- وضع جهاز التلفزيون في مكان عام في المنزل حتى لا ينفرد الطفل أو المراهق بمشاهدته.

جـ- إغلاق التلفزيون يوماً في الأسبوع أو أياماً من الشهر أو أيام الاختبارات، وتعويد الأسرة الاستغناء عنه تلك الأيام دون الضجر من ذلك بل بقناعة كاملة، وهذا ما حصل في اكثر من ألف مدرسة بأمريكا منها 300 بمشقن شجعت الطلاب على إغلاق التلفزيون وأخذ إجازة منه أسبوعاً كل عام لأهمية ذلك على العلاقات الاجتماعية[11].


وهناك أم أمريكية اسمها فرانسيس مورلابي أدركت أن التلفزيون خطر على أولادها، وقد سجلت تجربة طوال عقد من الزمن ومارست خلاله عملاً دؤوباً في تربية أولادها بعيدا عن التلفزيون وسجلت هذه التجربة في كتاب بعنوان: (ماذا تفعل بعد إغلاق التلفزيون) أوضحت في الكتاب الفوائد النفسية والاجتماعية والتربوية والثقافية التي جنتها أسرتها من إغلاق التلفزيون، وأن صديقاتها اللاتي حذون حذوها أكدن ذلك"[12].


في شهر يناير 1995م وفي ولاية كيناتكت مول مجلس مكتبة فارمينغتن العامة وهيئة التعليم بالبلدة حملة لإغلاق التلفزيون لمدة شهر؛ ومع أن الاستجابة كانت متفاوتة وليست كبيرة إلا أن عدداً كبيراً من المدرسين لاحظوا التغيرات الإيجابية التي طرأت على الطلاب المستجيبين؛ فقد زاد انتباههم، وقلَّ الإرهاق، وتحسن مستوى تحصيلهم، تقول إحدى الطالبات من بلدة فارمينغتن: لقد قرأت في هذا الشهر مزيداً من الكتب، ومارست مزيداً من الألعاب، ووجدت وقتاً كافياً لترتيب غرفتي.

لذا يطالب الخبير التربوي هارفي ديوتيل بضرورة إغلاق التلفزيون من أجل القراءة ومن أجل حياة الأسرة ومن أجل الإبداع، وفي الأسبوع الأخير من إبريل 1996م نظمت جمعية من المربين وأولياء الأمور في أمريكا أسبوعاً لإغلاق التلفزيون على مستوى البلاد وأرسلوا دعوات عبر الإنترنت، وقد استجابت لذلك مليون أسرة، وتهدف هذه الدعوة إلى توفير أوضاع ملائمة لزيادة الاجتماعات العائلية والقراءة والتدريب والاستمتاع بالطبيعة والتفكير والإبداع والإنتاجية[13].


في الغرب تقوم هذه الدعوات لأجل الأسرة والقراءة والإبداع لما للإفراط في مشاهدة التلفزيون من آثار اجتماعية سيئة على الأسرة وسلبية على القراءة والإبداع والإنتاجية، وإضافة إلى هذه الأمور نحن كمسلمين لدينا من الدواعي الكثيرة التي تجعلنا أكثر حرصاً منهم كالحفاظ على ديننا وحياتنا وثقافتنا وأوقاتنا.


وفي نهاية هذا العرض والتقديم المختصر لما تفضل به د. إبراهيم الريس ود. خالد القا سم أسرد أسماء المحاضرات الأخرى التي أقيمت في هذه الندوة:

1- من معالم المنهج النبوي في تربية الأطفال والناشئة د. عادل الشدي.

2-فهم نفسية الأطفال أ.د. عمر المفدى.

3 - الغيرة بين الأبناء الأسباب والعلاج د.عبد الله الناصر.

4- الثواب والعقاب في التربية د.خالد الدريس.


وقد خرجت هذه الندوة بتوصيات عدة، من أبرزها:

1 - دعوة الجهات التربوية والإعلامية والمالية إلى إنشاء مؤسسات إنتاج متميّزة ومنافسة تقدم برامج الأطفال بإشراف تربويين مؤهلين.

2 - توجيه طلاب الكليات الإعلامية إلى دراسة أثر وسائل الإعلام في التربية، واقتراح مشاريع رائدة للمعالجة،وتدريب الكوادر التربوية للتعامل مع وسائل الإعلام.

3 - تكثيف الدورات لعامة الناس حول الطفولة وخصائصها النفسية، والعناية بالتربية الوقائية.

4 - دعوة الكليات التربوية إلى التواصل مع وسائل الإعلام الحديثة، مثل: الإنترنت، والفضائيات العربية، ومخاطبتها لزيادة البرامج الهادفة وحجب ما يسيء تربوياً للمشاهد.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مجلة المعرفة، العدد 24، ربيع الأول، 1418هـ، ص 54.
[2] دور البيت في تربيـة الطفل المسلم لـ خالد أحمد الشنتوت، دار المطبوعات الحديثة، جدة، الطبعة الرابعة، 1990م، ص 110.
[3] الفضائيات والإنترنت معالجة السلبيات لدى الناشئة تعزيزاً للإيجابيات، د. ذوقان عبدالله عبيدات، ضمن ندوة التربية الوقائية، مكتب التربية العربي لدول الخليج المنفذة في جده 8-9/4/1424هـ، ص: 15.
[4] مجلة الحرس الوطني، العدد 106، ذو الحجة ومحرم وصفر 1422/1423هـ، ص 34-38.
[5] مجلة الأسرة، عدد 96، ربيع الأول، 1422هـ، ص 23.
[6] آثار مشاهدة التلفزيون على تنمية عادة القراءة عند طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، كلية المعلمين بالدمام، الطبعة الأولى، 1412هـ، ص 7، 63.
[7] الأب الثالث والأطفال الاتجاهات الحديثة لتأثيرات التلفزيون على الأطفال، محمد معوض، دار الكتاب الحديث، الكويت، الطبعة الأولى، 1420هـ، ص 21، 27، 38.
[8] مجلة الأسرة، عدد 40، رجب، 1417هـ، ص11.
[9] مجلة جامعة الملك سعود، مجلد 8، العلوم التربوية والدراسات الإسلامية (1) ص 306-307.
[10] مجلة الأسرة، عدد 40، رجب، 1417هـ، ص 13.
[11] مجلة المعرفة، عدد37، ربيع الآخر، 1417هـ، ص 78.
[12] مجلة الأسرة، عدد 40، رجب، 1417هـ، ص 13.
[13] انظر مجلة الأسرة، عدد 40، رجب، 1417هـ، ص 13.
: تشير نظرية الغرس الثقافي إلى أن التلفزيون أصبح أحد أفراد العائلة؛ حيث يبدأ الأطفال بالارتباط به في سن مبكرة، كما يؤدي دوراً ثقافياً؛ فهو يزود المشاهدين بالمعلومات الدينية والتاريخية والجغرافية وسائر العلوم؛ وهذه من محاسن وفوائد هذا الجهاز، إلا أن هذه الفوائد محدودة بعدة أمور:وقد بدأ د. خالد حديثه بمقدمة ذكر فيها:"أن أهم ما يتميز به هذا العصر هو التطور السريع في وسائل الإعلام والاتصال، ويكفي في ذلك ما وصل إليه البث الفضائي وشبكة الإنترنت من تقدم هائل؛ حيث يمكن لأي فرد مشاهدة مئات القنوات التي تبث من شرق العالم وغربه، والاتصال عبر الشبكة العالمية والإطلاع على كثير من المواقع، وهذا كله أصبح متاحاً لجميع أفراد الأسرة حتى المراهقين والأطفال، ويزداد سهولة واستخداماً عاماً بعد عام. ، المتمثل في العري أو الغزل أو ملاحقة فتيات أو الصداقة بين فتى وفتاة يعيشان حياة المغامرة سويّاً ويواجهان الصعاب، وبهذا يعيش الطفل في حالة تناقض بين مايراه ويتمتع بمشاهدته في هذه الوسائل وبين ما يعيشه في مجتمعه ويتلقاه من تعليمات وتربية من أسرته أو مدرسته. ومن الأمثلة عل ذلك برنامج (كبتن ماجد)حيث يصوّر حضور الفتيات للمباريات وتشجيع اللاعبين والرقص والصراخ والمعانقة بين الجنسين حال تسجيل الهدف يصوّره أمراً عاديّاً جداً، ومن ثم تلاحق الفتاة لا عبها المفضل وتقدم له الهدية تعبيراً عن المحبة!!

__________________________________________________ ____
الكاتب: د. تيسير بن سعد بن راشد أبو حيمد

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]