عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-06-2022, 06:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ

ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (2)


أ. د. حامد طاهر





رأينا في الحلقة السابقة أن هذا هو العنوان الذي وضعته على رأس مجموعة لا بأس بها من: الأفكار، والآراء، والأمنيات الإصلاحية، التي أردتها لمجتمعنا المصري، وكلها بدون استثناء قابلة للتنفيذ.

ومعنى هذا: أنني لم أقترح في هذه الإصلاحات كلها أمرًا يفوق طاقة الجهاز التنفيذي الذي يتولى إصدار القرارات ويتابع تنفيذها، وحتى حين كنت أطالب العلماء والباحثين -أو حتى المصريين العاديين- بأمر إصلاحي، فقد كنت على ثقة من أنه في مقدورهم، وأنهم يستطيعون القيام به.

والواقع أن الأفكار -من حيث علاقتها بالواقع- يمكن أن تنقسم إلى قسمين: أحدهما بعيد التحقيق، والثاني قريب التحقيق.

أما نتيجتها، فهي مزيد من التقدم والتطور، وتأكيد المستوى الحضاري الحديث الذي تستحقه مصر في العصر الحاضر.
فإلى بقيتها؛؛

31- ماذا لو قدم رؤساء الأحياء جائزة رمزية لساكني كل منزل يزرعون أمامه شجرة، ويرعونها حتى تكبر، وتظلل المكان، وتملأ الجو بالأكسجين!

32- ماذا لو قمنا بتوعية الشباب حول عدم إرسال رسائل الـ "sms"، وتحمل تكاليفها التي تعيش عليها، وتتكسب منها -بصورة فاحشة- القنوات الفضائية العربية، ثم تبث لهم مادة إعلامية خالية من المضمون الجيد والهدف الأخلاقي؛ يعني: هم الذين يموِّلون من جيوبهم ما يضرهم!


33- ماذا لو أخلص رجال الأعمال عندنا نواياهم نحو خدمة مجتمعهم، بدلاً من أن ينفقوا أموالهم في الترويج لأنفسهم في قنوات فضائية، أو صحف مستقلة، أصبحوا يمتلكونها، ثم يدعون أنهم بعيدون تمامًا عن إدارتها؟ من يصدق ذلك!


34- ماذا لو قام كل منا بترشيد استهلاكه اليومي من الماء والكهرباء؛ إذًا لتوفرت منهما موارد وطاقة كبيرة، يمكن استغلالها في دفع حركة التنمية في المصانع والمزارع، لكن لا بد أن يتأكد المواطن من أن ما يوفره يصب مباشرة فيما يفيده!


35- ماذا لو قدمتم التحية معي لمصلحة الأحوال المدنية التي نجحت حتى الآن في إنجاز ملايين الأرقام القومية بصورة رائعة، وكذلك في الشكل الحضاري الذي أصبحت عليه شهادات الميلاد، بعد استخراجها من الكمبيوتر!

36- ماذا لو انتهت -ولغير رجعة- أعطال التليفونات الأرضية والمنزلية، ويتوقف عن اللف والدوران ذلك العامل الذي يحمل في يده سماعة، وعلى كتفه سلك، وفي عينيه نظرة تسول من صاحب التليفون العطلان، والتي تحولت مع مرور الوقت إلى نظرة تحد وانتقام!

37- ماذا لو تابع السادة المحافظون -وبكل حزم- سلوك بعض السكان الذين يمدون جنازير أمام أبواب منازلهم؛ لحجز مكان لسياراتهم في الشارع، الذي هو ملك الدولة، وليس ملكية خاصة لهم، إن هذا العمل يثير النفوس في المجتمع، كما ينعكس سلبًا على المظهر الحضاري لمصرنا المعاصرة لدى السائحين الأجانب!

38- ماذا لو خصصنا جائزة تميز للمحافظات؛ بحيث تكون هناك لجان قومية تتابع ما يحدث في كل محافظة من: تطوير، ونظافة، وتجميل، إلى جانب انضباط الأداء، وسيولة الإدارة في كل مصالح المحافظة، ثم تقوم بمنح جائزة سنوية لأفضل محافظة؛ وبالتالي أفضل محافظ!

39- ماذا لو خصص التلفزيون برنامجًا للتوعية الغذائية؛ بحيث يعرض فيه ما الذي تأكله شعوب العالم، وما الذي تتجنبه؛ إذًا لأدرك الشعب المصري أن الدهون -وأهمها: السمن البلدي، والنباتي- ضارة بالصحة، بل تكاد تكون قاتلة، فضلاً عن أنها أحد مسببات السمنة، التي يعمل الرجال والنساء معًا على التخلص منها، ولكن هيهات!


40- ماذا لو غير المهندسون المعماريون عندنا تصوراتهم حول بناء المساكن؛ بحيث يصبح المطبخ عبارة عن حجرة متسعة، وليس مكانًا ضيقًا، كما هو الحال وجرت عليه العادة.

إن هذا يوفر حجرة السفرة -التي لم يعد لها داع! - فالأسرة يمكن أن تتناول طعامها في المطبخ، ولا ترهق ربة البيت نفسها في نقل الطعام، وتنظيف الأماكن.

إن ما أطالب به يوجد في الغرب، وكذلك في البلاد العربية المحيطة بنا؛ فأين نحن!

41- ماذا لو خصصنا سنة كاملة للصيانة: أهميتها، وأنواعها، ودورها في الحفاظ على آثارنا القديمة، ومعمارنا الحديث، والآلات التي نستخدمها في مختلف مجالات حياتنا اليومية.

إن الصيانة هي الشيء الوحيد الذي لا يهتم به المصريون، مع أنه أساس كل البلاء وراء مظاهر التدهور والقبح، التي تشوه من حولنا صفحة البيئة الجميلة!

42- ماذا لو تفضل "الرادار" الذي يضعه رجال المرور على الطرق السريعة لمراقبة تجاوز حدود السرعة المقررة -وبالمناسبة هو يعمل بكفاءة عالية- فقام بتسجيل حركة السيارات التي تسير في عكس الاتجاه تمامًا! وهنا يمكن أن نتساءل: هل يسجل لوحاتها؟ وإذا سجلها، فهل يرصدها من الأمام، أم من الخلف؟

43- ماذا لو بدأنا ننشر في المجتمع ثقافة حسن استخدام "الملح والسكر"، وهما الأبيضان اللذان يتسببان في معظم أمراض: الضغط، والسكر، ولين العظام، بالإضافة إلى السمنة والبدانة، وأضرار أخرى يعرفها الأطباء وخبراء التغذية جيدًا.

وأنا أقترح هنا أن يخصص لهذا الموضوع الخطير في التلفزيون برنامج يكون عنوانه: "ملح وسكر"!

44- ماذا لو خصصت النوادي الرياضية محاضرات توعية مكثفة للاعبي كرة القدم تؤكد عليهم فيها عدم الاعتراض -بتاتًا- على قرارات الحَكَم، وأن يدرك هؤلاء اللاعبون: أن محاولة إرجاع الحَكَم عن قراراه بالتودد إليه، أو بالتشويح في وجهه، وأحيانًا بالاشتباك معه - لن يكون له أي أثر سوى الإساءة لتقاليد اللعبة الجميلة، ونفور الجمهور من الذين يقومون بهذا العمل!

45- ماذا لو أعيد النظر في إيجارات المساكن القديمة التي كادت تخرج تمامًا من ملكية أصحابها.

أليس من المآسي أن يستمر إيجار بعض الشقق في بعض الأحياء الراقية كـ: "الزمالك"، و"جاردن سيتي"، و"مصر الجديدة" بما لا يزيد عن خمسة أو ستة جنيهات في الشهر!

إن استمرار هذا القانون هو السبب الرئيسي في تراجع الناس عن بناء مساكن للإيجار، والكل أصبح يتجه للبيع فقط، وبأعلى الأسعار!

46- ماذا لو أصدر السادة المحافظون قرارًا بمنع استخدام بائعي "الروبابيكيا" للميكروفونات، التي أصبحت مصدر إزعاج لا يحتمل.

قال لي أحد الأصدقاء: لم أستطع أن أستقبل مكالمة مهمة من طبيبي، بينما ميكرفون "الروبابيكيا" يملأ الشارع كله بالضجيج!

47- ماذا لو قمنا بتغيير أسماء الشوارع والميادين التي تحمل أسماء لا تتماشى مع تاريخ مصر العريق، ولا نهضتها الحديثة.

مازلنا نشاهد: "لاظوغلي، و"سيمون بوليفار"، وهلم جرًّا، ولا نرى: "علي مبارك، ورفاعة الطهطاوي"، والأدباء، والفنانين، والعسكريين، والصحفيين، والأطباء، وكل من أضاء شعلة في مسيرة الوطن!

48- ماذا لو خصصنا جائزة لمذيع أو مذيعة التلفزيون التي تخاطب الضيوف بأسلوب مهذب، ولا تقاطعه أثناء حديثه، أو تتعالى عليه في جلستها!

49- ماذا لو اعترفنا بأن "الميكروباص" أصبح هو وسيلة النقل الجماعي الأولى في مصر، فإذا تم هذا الاعتراف -دون مكابرة- أمكن بعد ذلك وضع قوانين مرور تنظم سيره، وتضبط إيقاعه!

50- ماذا لو خصصنا مقررًا دراسيًّا في المدارس للأمثال الشعبية، التي تعد أحد كنوز الشعب المصري، والخارجة -مباشرة- من البيئة المصرية، والمعبِّرة عن خبرة أجدادنا وأسلافنا القدامى، والمجمع على صدقها وأصالتها!

الجيل الجديد لم يعد يعرف عن تلك الأمثال الرائعة شيئًا!

51- ماذا لو التزمنا -منذ الآن- بنشر الثقافة العلمية في المجتمع، وشجعنا أفراده على التزود المستمر بها، لكي نقضي على: الخرافات، والأقاويل المرسلة، والمعلومات المزيفة، وأهم من ذلك كله نُسكِت المروِّجين لها، سواء في المجالس الخالصة، أو على شاشات الفضائيات!

52- ماذا لو ردمت محافظة الإسكندرية الملاحات، وأتاحت أرضها الفسيحة للأهالي؛ لكي يبنوا عليها مساكن، ويقيموا فوقها مشاريع، بدلاً من تخصيصها حتى الآن لاستخراج ملح ملوث!

53- ماذا لو اعترفنا بأن أهم ثلاث مشكلات تستنزف جيوب المصريين، هي: المخدِّرات، والدروس الخصوصية، وفاتورة المحمول!


54- ماذا لو أجبرنا كل صاحب سيارة أن يؤمِّن عليها ضد الحوادث من خلال شركات متنافسة، بدلاً من ذلك التأمين الصوري الذي لا يعوِّض أحدًا عن خسارته!

55- ماذا لو تحلينا بالشجاعة، وواجهنا قانون الإيجار العتيق والظالم، الذي ما زال يربط إيجار الشقة القديمة في "جاردن سيتي"، و"الزمالك"، و"روكسي" بأربعة أو خمسة جنيهات، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي بملاك أمثال هذه الشقق إلى الجنون، وخاصة حين يشاهدون ملاك الأبراج المجاورة لهم يبيعونها بمئات الآلاف من الجنيهات!

56- ماذا لو عقدنا معاهدة مع "لندن" بالذات تقضي بإعادة المتهربين من سداد ديونهم لبنوك مصر، وكذلك المرتكبين جرائم في حق شعبها!

57- ماذا لو أدخلنا ضمن مناهج التعليم زيارة الآثار المصرية والمتاحف، وحددنا لها درجة في تقييم التلميذ الذي يشارك في الرحلة، ويتفاعل مع مدرِّسيه من خلال الأسئلة والاستفسارات!

58- ماذا لو التزمت المدارس بجدول الحصص اليومي، وأعلنت عنه للتلميذ كل أسبوع، كما كان يحدث في أيامنا، لكي لا يضطر إلى حمل جميع كتب المدرسة في حقيبته فوق ظهره، مما يستبب في انحنائه الدائم طوال العمر!


59- ماذا لو شجعت الحكومة كل محافظة في مصر على التخصص في صناعة محددة أو أكثر، كما هو الحال في محافظة دمياط، التي تخصصت: في الأثاث، والجبن، والحلويات!

60- ماذا لو أسرعنا بإصدار قانون الشاغلين، الذي يحمل مسؤولية صيانة المباني السكنية على من يَشغَلها، سواء بالتمليك أو الإيجار، لكن هذا يتطلب تخصيص قضاء نوعي يتولاه، وشرطة خاصة تهتم بمشكلاته!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 25-07-2022 الساعة 07:27 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.66 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]