عرض مشاركة واحدة
  #123  
قديم 10-05-2022, 08:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد



تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثانى
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(109)
الحلقة (123)
صــ 196إلى صــ 200


1210 - حدثت عن المنجاب قال ، حدثنا بشر ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( عوان ) ، قال : بين الصغيرة والكبيرة ، وهى أقوى [ ص: 196 ] ما تكون من البقر والدواب ، وأحسن ما تكون .

1211 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسن قال ، حدثني حجاج قال ، قال ابن جريج ، عن عطاء الخراساني عن ابن عباس : ( عوان ) ، قال : النصف .

1212 - حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : ( عوان ) نصف .

1213 - وحدثت عن عمار ، عن ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، مثله .

1214 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة : " العوان " ، نصف بين ذلك .

1214 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ، حدثنا شريك ، عن خصيف ، عن مجاهد : ( عوان ) ، التي تنتج شيئا بشرط أن تكون التي قد نتجت بكرة أو بكرتين .

1215 - حدثنا موسى قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " العوان " ، النصف التي بين ذلك ، التي قد ولدت وولد ولدها .

1216 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : " العوان " ، بين ذلك ، ليست ببكر ولا كبيرة .
القول في تأويل قوله تعالى ( بين ذلك )

قال أبو جعفر : يعني بقوله : ( بين ذلك ) بين البكر والهرمة ، كما : -

1217 - حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : ( بين ذلك ) ، أي بين البكر والهرمة .

فإن قال قائل : قد علمت أن " بين " لا تصلح إلا أن تكون مع شيئين [ ص: 197 ] فصاعدا ، فكيف قيل " بين ذلك " و " ذلك " واحد في اللفظ ؟

قيل : إنما صلحت مع كونها واحدة ، لأن " ذلك " بمعنى اثنين ، والعرب تجمع في " ذلك " و " ذاك " شيئين ومعنيين من الأفعال ، كما يقول القائل : " أظن أخاك قائما ، وكان عمرو أباك " ، ثم يقول : " قد كان ذاك ، وأظن ذلك " . فيجمع ب " ذلك " و " ذاك " الاسم والخبر ، الذي كان لا بد ل " ظن " و " كان " منهما .

فمعنى الكلام : قال : إنه يقول إنها بقرة لا مسنة هرمة ، ولا صغيرة لم تلد ، ولكنها بقرة نصف قد ولدت بطنا بعد بطن ، بين الهرم والشباب . فجمع " ذلك " معنى الهرم والشباب لما وصفنا ، ولو كان مكان الفارض والبكر اسما شخصين ، لم يجمع مع " بين " ذلك . وذلك أن " ذلك " لا يؤدي عن اسم شخصين ، وغير جائز لمن قال : " كنت بين زيد وعمرو " ، أن يقول : " كنت بين ذلك " ، وإنما يكون ذلك مع أسماء الأفعال دون أسماء الأشخاص .
القول في تأويل قوله تعالى ( فافعلوا ما تؤمرون ( 68 ) )

قال أبو جعفر : يقول الله لهم جل ثناؤه : افعلوا ما آمركم به ، تدركوا حاجاتكم وطلباتكم عندي ; واذبحوا البقرة التي أمرتكم بذبحها ، تصلوا - بانتهائكم إلى طاعتي بذبحها - إلى العلم بقاتل قتيلكم .
[ ص: 198 ] القول في تأويل قوله تعالى ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء )

قال أبو جعفر : ومعنى ذلك : قال قوم موسى لموسى : ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ؟ أي لون البقرة التي أمرتنا بذبحها . وهذا أيضا تعنت آخر منهم بعد الأول ، وتكلف طلب ما قد كانوا كفوه في المرة الثانية والمسألة الآخرة . وذلك أنهم لم يكونوا حصروا في المرة الثانية - إذ قيل لهم بعد مسألتهم عن حلية البقرة التي كانوا أمروا بذبحها ، فأبوا إلا تكلف ما قد كفوه من المسألة عن صفتها ، فحصروا على نوع دون سائر الأنواع ، عقوبة من الله لهم على مسألتهم التي سألوها نبيهم صلى الله عليه وسلم ، تعنتا منهم له . ثم لم يحصرهم على لون منها دون لون ، فأبوا إلا تكلف ما كانوا عن تكلفه أغنياء ، فقالوا - تعنتا منهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن عباس - : ( ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ) فقيل لهم عقوبة لهم : ( إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) . فحصروا على لون منها دون لون . ومعنى ذلك : أن البقرة التي أمرتكم بذبحها صفراء فاقع لونها .

قال أبو جعفر : ومعنى قوله : ( يبين لنا ما لونها ) ، أي شيء لونها ؟ فلذلك كان اللون مرفوعا ، لأنه مرافع " ما " . وإنما لم ينصب " ما " بقوله " يبين لنا " ، لأن أصل " أي " و " ما " ، جمع متفرق الاستفهام . يقول القائل بين لنا أسوداء هذه البقرة أم صفراء ؟ فلما لم يكن لقوله : " بين لنا " أن يقع على الاستفهام متفرقا ، لم يكن له أن يقع على " أي " ، لأنه جمع ذلك المتفرق . وكذلك كل ما كان من نظائره فالعمل فيه واحد ، في " ما " و " أي " . [ ص: 199 ] واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( صفراء ) . فقال بعضهم : معنى ذلك سوداء شديدة السواد .

ذكر من قال ذلك منهم :

1218 - حدثني أبو مسعود إسماعيل بن مسعود الجحدري قال ، حدثنا نوح بن قيس ، عن محمد بن سيف ، عن الحسن : ( صفراء فاقع لونها ) ، قال : سوداء شديدة السواد .

1219 - حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة . والمثنى بن إبراهيم قالا حدثنا مسلم بن إبراهيم قال ، حدثنا نوح بن قيس ، عن محمد بن سيف ، عن أبي رجاء ، عن الحسن مثله .

وقال آخرون : معنى ذلك : صفراء القرن والظلف

ذكر من قال ذلك :

1220 - حدثني هشام بن يونس النهشلي قال ، حدثنا حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن الحسن في قوله : ( صفراء فاقع لونها ) ، قال : صفراء القرن والظلف .

1221 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثني هشيم قال ، أخبرنا جويبر ، عن كثير بن زياد ، عن الحسن في قوله : ( صفراء فاقع لونها ) ، قال : كانت وحشية . [ ص: 200 ] 1222 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا مروان بن معاوية ، عن إبراهيم ، عن أبي حفص ، عن مغراء - أو عن رجل - ، عن سعيد بن جبير : ( بقرة صفراء فاقع لونها ) ، قال : صفراء القرن والظلف .

1223 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : هي صفراء .

1224 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( إنها بقرة صفراء فاقع لونها ) ، قال : لو أخذوا بقرة صفراء لأجزأت عنهم .

قال أبو جعفر : وأحسب أن الذي قال في قوله : ( صفراء ) ، يعني به سوداء ، ذهب إلى قوله في نعت الإبل السود : " هذه إبل صفر ، وهذه ناقة صفراء " يعني بها سوداء . وإنما قيل ذلك في الإبل لأن سوادها يضرب إلى الصفرة ، ومنه قول الشاعر :


تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]