عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2021, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي نفسية ابنتي متعبة بسبب تأخرها الدراسي!

نفسية ابنتي متعبة بسبب تأخرها الدراسي!


أ. شروق الجبوري





السؤال

ابنتي تأخَّرتْ سنتين دراسيين، وهي الآن في الصفِّ التاسع، ونحن نعيشُ عند أخي بسبب ظُروف بلدنا، وهي تحاول أن تُخفِي أنها في الصف التاسع أمام أولاد عمِّها، فبِمَ ترشدونني؟




الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم



أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يُسعدنا أن نُرَحِّبَ بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.



مِن خلال وصفِك المقتضب لحالة ابنتِك، أستشفُّ أنها تُعاني امتعاضًا، وعدم رضا كبيرين، بسبب تخلُّفها عن اللحاق برفيقاتها في الدراسة لمدة سنتين، وهو أمرٌ يعني الكثيرَ للطلبة عمومًا، وللفتيات خصوصًا اللائي يتَّسِمْن بالحساسية العاطفية، والتي تُؤجِّجها المقارناتُ مع مَن هنَّ في سنِّهن في جميع المناحي، ومن بينها الناحية الدراسية.



كما أنَّ الظروف الصعبة والغير المستقرَّة التي تعانون منها - أعانكم الله تعالى عليها - كأفرادِ أسرتها، ومجتمعها عمومًا، وما يتولَّد بسببها من أفكارٍ، ومشاعر قلق، وهواجس، بالإضافة إلى افتقادها الاستقرار المعيشي الذي كان يُوفِّره لها بيتكم وسريرها الخاص - يزيد مِن ثقلِ معاناتها، وربما المبالغة في حساباتها الشخصية التي تفرضها المرحلةُ العمريةُ التي تمرُّ بها، وتعاقُب تبعات الظروف الصعبة.



ولذلك - يا أخي - فإنَّ التعامل مع مشكلة ابنتِك، لا بد أن يكونَ ضِمْن إطارين اثنين: أوَّلهما يكون في تغيير نمط أفكارها الخاصة، ورؤيتها الشخصية في تحليل وتفسير الأحداث والمواقف التي تُواجهها، ويكون ذلك باختيارِ شخصٍ يتَّسِم بطلاقة اللسان، والقدرة على التأثير مِن خلال المحاجَّة المنطقيَّة؛ كأن تكون إحدى مدرِّساتها، أو مديرة مدرستها، أو مساعدتها، أو المُخْتَصَّة الاجتماعية، أو أية سيدة أخرى من المقرَّبات إلى نفسها وتحظى بإعجابها بشخصيتها.



وبعد اختيارك لتلك السيدة، تقوم بإجراء مُقابلة معها دون علم ابنتك بذلك، وتشرح لها ما تُعَانِي منه، وتلتمس منها أن تتحدَّثَ إليها، وتُحاوِرها في أسباب تلك المعاناة، وتطلعها على قصصٍ واقعيَّةٍ لكثيرات تحدَّينَ ظروفًا أصعب من ظروفها بقوة إيمانهم ويقينهم بالله تعالى، وبإرادتهم وتجاهُلهم الآراء المُحبِطة مِن قِبَل الآخرين، وبأن الزوال هو مَصير كلِّ ظرف صعب، وأن التحدِّي والإصرار والاجتهاد تستمرُّ ثمراته، إن أحسن الإنسان تعامُله مع تلك الظروف، وما إلى ذلك.



أما المحورُ الثاني، فيكون بالتوقُّف - أو التخفيف - من الحوارات الأُسْرِية التي تتناول الأحداث والوقائع الصعبة الحالية، والتي لا شك أنها تغلب على الأحاديث الأخرى، والإكثار من الأحاديث التي تقوِّي الإيمان، وتزيد من العزيمة، فإن ذلك له وقْعٌ إيجابي كبير في نفسها، وفي أنفسِكم أيضًا، وهو الهدف من هذه الخطوة؛ لأن التغيُّر النفسي المنشود مِن حوارات ابنتِك مع تلك السيدة، لا يكتمل تأثيرُه دون إجراء تغييرٍ اجتماعي وأسري في محيطها.




وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى تعالى أن يُصلِحَ أمر ابنتك وينفع بها، وينعم عليكم بالنصر والتمكين والأمان، وسنسعد بسماع الأخبار الطيبة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]