عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 14-10-2021, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(15)
من صـــ 157 الى صـــ 164

وعن ابن مسعود قال: كنا نعد من يقرأ سورة البقرة من الفحول. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتى على جماعة من شيوخ الصحابة كان يحسن سورة البقرة. وقال صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما" وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"يا على من قرأ سورة البقرة لا تنقطع عنه الرحمة ما دام حيا، وجعل الله البركة فى ماله: فإن فى تعلمها ألف بركة، وفى قراءتها عشرة آلاف بركة، ولا يتعاهدها إلا مؤمن من أهل الجنة، وله بكل آية قرأها ثواب شيث بن آدم عليهما السلام. فمن مات من يوم قرأها إلى مائة يوم مات شهيدا".

بصيرة فى الم. الله
من أسمائها سورة آل عمران، والسورة التى يذكر فيها آل عمران، والزهراء.
وعمران المذكور هو عمران والد موسى وهارون عليهما السلام وهو ابن يصهر بن فاهث بن لاوى بن يعقوب. وأما عمران والد مريم فهو ابن ماتان بن أسعراد بن أبى ثور.

وهذه السورة مدنية باتفاق جميع المفسرين. وكذلك كل سورة تشتمل على ذكر أهل الكتاب. وعدد آياتها مئتان بإجماع القراء.
وكلماتها ثلاثة آلاف وأربعمائة وثمانون. وحروفها أربعة عشر ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرون حرفا.
والآيات المختلف فيها سبع: الم، {الإنجيل} الثانى، {أنزل الفرقان} {ورسولا إلى بنى إسراءيل} ، {مما تحبون} ، {مقام إبراهيم} ، والإنجيل الأول فى قوله بعضهم.
مجموع فواصل آياتها (ل ق د اط ن ب م ر) يجمعها قولى: (لقد أطنب مر) والقاف آخر آية واحدة {ذوقوا عذاب الحريق} والهمز آخر ثلاث آيات {لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السمآء} {إنك سميع الدعاء} {كذلك الله يفعل ما يشآء} .
ومضمون السورة مناظرة وفد نجران، إلى نحو ثمانين آية من أولها، وبيان المحكم، والمتشابه، وذم الكفار، ومذمة الدنيا، وشرف العقبى، ومدح الصحابة، وشهادة التوحيد، والرد على أهل الكتاب، وحديث ولادة مريم، وحديث كفالة زكريا، ودعائه، وذكر ولادة عيسى، ومعجزاته، وقصة الحواريين، وخبر المباهلة، والاحتجاج على النصارى، ثم أربعون آية فى ذكر المرتدين، ثم ذكر خيانة علماء يهود، وذكر الكعبة، ووجوب الحج، واختيار هذه الأمة الفضلى، والنهى عن موالاة الكفار، وأهل الكتاب، ومخالفى الملة الإسلامية.
ثم خمس وخمسون آية فى قصة حرب أحد، وفى التخصيص، والشكوى من أهل المركز، وعذر المنهزمين، ومنع الخوض فى باطل المنافقين، (وتقرير قصة الشهداء، وتفصيل غزوة بدر الصغرى، ثم رجع إلى ذكر المنافقين) فى خمس وعشرين آية، والطعن على علماء اليهود، والشكوى منهم فى نقض العهد، وترك بيانهم نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكور فى التوراة، ثم دعوات الصحابة، وجدهم فى حضور الغزوات، واغتنامهم درجة الشهادة. وختم السورة بآيات الصبر والمصابرة والرباط.
وأما الناسخ والمنسوخ فى هذه السورة فخمس آيات: {وإن تولوا فإنما عليك البلاغ} . م بآية السيف ن {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى تمام ثلاث آيات م {إلا الذين تابوا} ن نزلت فى الستة الذين ارتدوا ثم تابوا وأسلموا {اتقوا الله حق تقاته} {وجاهدوا في الله حق جهاده} م {فاتقوا الله ما استطعتم} ن.
وأما المتشابهات فقوله: {إن الله لا يخلف الميعاد} وفى آخرها {إنك لا تخلف الميعاد} فعدل من الخطاب إلى لفظ الغيبة فى أول السورة، واستمر على الخطاب فى آخرها؛ لأن ما فى أول السورة لا يتصل بالكلام الأول، كاتصال ما فى آخر السورة به؛ فإن اتصال قوله {إن الله لا يخلف الميعاد} بقوله {إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه} معنوى، واتصال قوله {إنك لا تخلف الميعاد} بقوله {ربنا وءاتنا ما وعدتنا} لفظى ومعنوى جميعا؛ لتقدم لفظ الوعد. ويجوز أن يكون الأول استئنافا، والآخر من تمام الكلام.
قوله {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله} كان القياس: فأخذناهم لكن لما عدل فى الآية الأولى إلى قوله {إن الله لا يخلف الميعاد} عدل فى هذه الآية أيضا لتكون الآيات على منهج واحد. قوله {شهد الله أنه لا إلاه إلا هو} ثم كرر فى آخر الآية، فقال: {لا إلاه إلا هو} لأن الأول جرى مجرى الشهادة، وأعاده ليجرى الثانى مجرى الحكم بصحة ما شهد به الشهود.
قوله {ويحذركم الله نفسه} كرره مرتين؛ لأنه وعيد عطف عليه وعيد آخر فى الآية الأولى، فإن قوله {وإلى الله المصير} معناه: مصيركم إليه، والعقاب معد له، فاستدركه فى الآية الثانية بوعد وهو قوله {والله رءوف بالعباد} والرأفة أشد من الرحمة.
قيل: ومن رأفته تحذيره.
قوله {قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر} قدم فى السورة ذكر الكبر واخر ذكر المرأة، وقال فى سورة مريم {وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا} فقدم ذكر المرأة لأن فى مريم قد تقدم ذكر الكبر فى قوله {وهن العظم مني} ، وتأخر ذكر المرأة فى قوله {وإني خفت الموالي من ورآئي وكانت امرأتي عاقرا} ثم أعاد ذكرهما، فأخر ذكر الكبر ليوافق (عتيا) ما بعده من الآيات وهى (سويا) و (عشيا) و (صبيا) .
قوله {قالت رب أنى يكون لي ولد} وفى مريم {قالت أنى يكون لي غلام} لأن فى هذه السورة تقدم ذكر المسيح وهو ولدها، وفى مريم تقدم ذكر الغلام حيث قال {لأهب لك غلاما زكيا} .
قوله {فأنفخ فيه} وفى المائدة (فيها) قيل: الضمير فى هذه يعود إلى الطير، وقيل إلى الطين، وقيل إلى المهيأ، وقيل إلى الكاف فإنه فى معنى مثل. وفى المائدة يعود إلى الهيئة. وهذا جواب التذكير والتأنيث، لا جواب التخصيص، وإنما الكلام وقع فى التخصيص وهل يجوز أن يكون كل واحد منهما مكان الآخر أم لا.
فالجواب أن يقال: فى هذه السورة إخبار قبل الفعل، فوحده؛ وفى المائدة خطاب من الله له يوم القيامة، وقد سبق من عيسى عليه السلام الفعل مرات والطير صالح للواحد والجمع.
قوله {بإذن الله} ذكره هنا مرتين، وفى المائدة {بإذني} أربع مرات لأن ما فى هذه السورة من كلام عيسى، فما تصور أن يكون من قبل البشر أضافه إلى نفسه، وهو الخلق الذى معناه التقدير، والنفخ الذى هو إخراج الريح من الفم. وما [لا] يتصور أضافه إلى الله وهو قوله {فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص} مما [لا] يكون فى طوق البشر، فإن الأكمه عند بعض المفسرين الأعمش، وعند بعضهم الأعشى، وعند بعضهم من يولد أعمى، وإحياء الموتى من فعل الله فأضافه إليه.
وما فى المائدة من كلام الله سبحانه وتعالى، فأضاف جميع ذلك إلى صنعه إظهارا لعجز البشر، وأن فعل العبد مخلوق الله. وقيل (بإذن الله) يعود إلى الأفعال الثلاثة. وكذلك الثانى يعود إلى الثلاثة الأخرى.
قوله {إن الله ربي وربكم} وكذلك فى مريم و [فى] الزخرف فى هذه القصة {إن الله هو ربي وربكم} بزيادة (هو) قال تاج القراء إذا قلت: زيد قائم فيحتمل أن يكون تقديره: وعمرو قائم.
فإذا قلت زيد هو القائم خصصت القيام به، وهو كذلك فى الآية. وهذا مثاله لأن (هو) يذكر فى هذه المواضع إعلاما بأن المبتدأ مقصور على هذا الخبر (وهذا الخبر) مقصور عليه دون غيره والذى فى آل عمران وقع بعد عشر آيات نزلت فى قصة مريم وعيسى، فاستغنت عن التأكيد بما تقدم من الآيات، والدلالة على أن الله سبحانه وتعالى ربه وخالقه لا أبواه ووالده كما زعمت النصارى.
وكذلك فى سورة مريم وقع بعد عشرين آية من قصتها. وليس كذلك ما فى الزخرف فإنه ابتداء كلام منه فحسن التأكيد بقوله (هو) ليصير المبتدأ مقصورا على الخبر المذكور فى الآية وهو إثبات الربوبية ونفى الأبوة، تعالى الله عند ذلك علوا كبيرا.
قوله {بأنا مسلمون} فى هذه السورة، وفى المائدة {بأننا مسلمون} لأن ما فى المائدة أول كلام الحواريين، فجاء على الأصل، وما فى هذه السورة تكرار كلامهم فجاز فيه التخفيف (لأن التخفيف) فرع والتكرار فرع والفرع بالفرع أولى.

قوله {الحق من ربك فلا تكن} وفى البقرة {فلا تكونن} لأن ما فى هذه السورة جاء على الأصل، ولم يكن فيها ما أوجب إدخال نون التأكيد [فى الكلمة؛ بخلاف سورة البقرة فإن فيها فى أول القصة {فلنولينك قبلة ترضاها} ] بنون التأكيد فأوجب الازدواج إدخال النون فى الكلمة فيصير التقدير: فلنولينك قبلة ترضاها فلا تكونن من الممترين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]