عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 02-06-2021, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

حكم قراءة البسملة في غير الصلاة




أجمَعَ أهل العلم على مشروعية التسمية، واستحبابها بعد الاستعاذة؛ تقديمًا للتخلية على التحلية عند قراءة أول السورة في غير الصلاة، سواء في ذلك سورة الفاتحة، أو غيرها من السور، سوى سورة براءة[1]؛ لأنها آية من القرآن الكريم، نزلت مع كل سورة سوى براءة.







لكن اختَلَف القُرَّاء في قراءتها في حال الوصل بين السور؛ فقرأ ابن كثير، وقالون، وعاصم، والكسائي بالفصل بالتسمية بين السور، سوى الأنفال وبراءة[2].







ورُويَ عن بعض القراء تركُها في الوصل منهم حمزة، وروي عن ورش الفصل وعدمه، واختُلِف عن الباقين، وهم: خلف وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب ونافع، بين الفصل بالبسملة والوصل بين السورتين، أو السكت بينهما[3].







والأَولى الفصل بالتسمية بين جميع السور سوى سورة براءة، فلا يفصل بالتسمية بينها وبين ما يُقرأ قبلها من السور، سواء سورة الأنفال أو غيرها؛ لأن الله أنزل التسمية مع كل سورة سوى سورة براءة، وكذا لو كرَّر السورة فوصَلَ بين آخرها وأولها، فالأولى الفصلُ بالبسملة[4]، وإن كانت ليست آية من كل سورة، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يَعرِفُ فصل السورة، حتى تنزل عليه: بسم الله الرحمن الرحيم"[5]، ولأن ذلك هو الموافق لرسم المصحف، ومن شرط صحة القراءة موافقتُها لرسم المصحف[6]، باتفاق أهل العلم؛ ولهذا فأكثرُ القراء على الفصل بها بين السور، وكل من رُويَ عنه الوصل فقد رُويَ عنه خلافه.












والأولى: في حال الابتداء بأول السورة أن يَستعيذ ثم يقف، ثم يُسمي ويقف، ثم يشرع في أول السورة؛ لأن الوقف على الاستعاذة تام، وكذا الوقف على البسملة، ولأن الثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها أنه كان يُقطِّع قراءته آيةً آية[7].







ويجوز أن يصل الاستعاذة بالبسملة، ثم يقف، ثم يشرع بأول السورة، ويجوز أن يستعيذ ثم يقف، ثم يسمِّي ويصل البسملة بالسورة، ويجوز وصل الجميع؛ وصل الاستعاذة بالبسملة، ووصل البسملة بالسورة[8].











وفي حال الوصل بين سورة وأخرى، الأولى الوقف على نهاية السورة الأولى؛ لأن أواخر السور من أتم التمام، ثم يسمِّي ويقف، ثم يبتدئ بأول السورة الأخرى، سواء كانت السورتان متواليتين في ترتيب المصحف أم غير متواليتين.







ويجوز أن يقف على آخر السورة، ثم يبسمل، ويصل البسملة بأول السورة الأخرى، ويجوز وصل آخر السورة بالبسملة ووصل البسملة بأول السورة الأخرى، وهو دون الثاني.







ويمتنع وصل البسملة بآخر السورة، ثم الوقف عليها؛ لأن البسملة إنما شُرِعت في الابتداء، لا في الانتهاء[9].











أما في أوساط السور، فيتعوذ فقط، ولا يبسمل عند أكثر أهل العلم، وهو الصحيح، وقيل: يستعيذ ويبسمل، وقيل: يبسمل فقط[10].







وقد تقدَّم هذا في الكلام على الاستعاذة.







[1] انظر: "التبصرة" لمكي ص (249-250)، "الإقناع في القراءات السبع" (1/155)، "النشر" (1/263-264).



[2] انظر: "التبصرة" لمكي ص (246)، "العنوان في القراءات السبع" ص(65)، "الإقناع في القراءات السبع" (1/158)، "النشر" (1/259).



[3] انظر: "التبصرة" لمكي ص(247-248)، "العنوان في القراءات السبع" ص(65)، "الإقناع في القراءات السبع" (1/158-162)، "النشر" (1/259-260).



[4] انظر: "النشر" (1/270).



[5] سبق تخريجه.



[6] انظر: "مجموع الفتاوى" (22/352).



[7] سبق تخريجه.



[8] انظر: "الإقناع في القراءات السبع" (1/154)، "النشر" (1/265-268).



[9] انظر: "التبصرة" لمكي ص(248-249)، "الإقناع في القراءات السبع" (1/158)، "النشر" (1/267-270).



[10] انظر: "التبصرة" ص(249)، "الإقناع في القراءات السبع" (1/162-163)، "النشر" (1/265).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]