عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14-04-2021, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ثلاثون درسا للإسرة المسلمة خلال شهر رمضان المبارك


الدرس الثاني

خطة الاستفادة من رمضان
لتكن خطة الاستفادة من رمضان للوصول لهذا المقام كما يلي:
* العزم الصادق على التوبة النصوح والندم على ما فات من تقصيرك في جنب الله. فوالله إنها لفرصة ثمينة أن يبادر المسلم إلى التوبة العاجلة قبل أن يفاجئه الأجل.
*حفظ الصيام عن كل ما يفسده من السماع المحرم كالغناء
والنظر المحرم من مشاهدة ما يعرض على شاشات التلفاز من مسرحيات هازلة وأفلام خليعة وبرامج لا تنفع بل تضر والابتعاد عن الكلام البذيء والسباب واللعن والغيبة والنميمة والكذب وغيرها من آفات اللسان وكل ذلك من نواقض الصوم ونواقصه قال صلى الله عليه وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " وقال جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء".

* الإكثار من قراءة القرآن الكريم وحفظه وتعلم أحكام تجويده، فينبغي أن يكون هناك درس يومي في وقت مناسب من اليوم أو الليلة لمدارسة القرآن وحبذا لو كان جماعيا مع أفراد الأسرة أو الجارات القريبات من بعضهن ليعم نفعه على أكبر عدد ممكن، وهذه فرصة ثمينة لدراسة القرآن في شهر القرآن.
* التقليل من النوم: تعود كثير من الناس إمضاء شهر رمضان في
النوم حتى لا يشعروا بالجوع في أثنائه، وكم ضيعت من صلوات وكم مضى من العمر الثمين من أوقات في النوم حتى قال قائلهم مستدلا على تفريطه "النوم عبادة"؟!
* لا إفراط ولا تفريط: وينبغي على المسلمة أن تنظم أوقاتها في هذا الشهر مس
بقا حيث لا يطغي جانب على جانب فبعض النساء يغلبن جانب إعداد الأطعمة على جانب التعلم والتفقه. وقد يحدث أن تعمد بعض الفتيات إلى تغليب جانب التعلم على جانب الخدمة في البيت والمساهمة في العمل المنزلي المناط بها. وهنا يجب أن ننتبه إلى ضرورة التوسط والاعتدال في هذا الأمر بل في جميع شئون حياتنا وأن نعطي كل ذي حق حقه فلا إفراط ولا تفريط، ولنجتهد في تقسيم الوقت ما بين الراحة والنوم والخدمة المنزلية والتعلم ومدارسة القرآن والجلوس مع الأهل والأحباب وبذلك يتحقق الاستغلال الأمثل لأوقات حياتنا الثمينة ونحتسب كل ذلك في طاعة الله.
ملاحظة هامة

مشكلة:
من المناظر المؤلمة التي نشاهدها في كل سنة في رمضان ازدحام النساء في الأسواق طوال ليالي رمضان ويزيد هذا الازدحام ويصل ذروته في العشر الأواخر منه!!
كل ذلك بحجة الاستعداد لعيد الفطر وشراء الملابس والحاجات الخاصة بالاحت
فال به. عجبا لهذا التصرف.. كأننا أمرنا بالاجتهاد في التسكع في الشوارع والأسواق في ليالي العشر من رمضان ولم نؤمر بالاجتهاد في العبادة وتحري ليلة القدر والأجر العظيم المترتب على ذلك.
الحل:
على المرأة أن تتقي الله في شهرها وأن تجتهد في شراء ما تحتاجه هي
وأولادها قبل وصول الشهر الكريم ولهذا الحل مميزات:
1- تفريغ الأوقات في هذا الشهر للعبادة والتقرب إلى الله.
2- شراء الحاجات المطلوبة بيسر وسهولة ودون الحاجة للمزاحمة.
3- ومن ناحية اقتصادية فإن كثيرا من التجار يزيدون في أسعار البضائع كلما قرب انتهاء الشهر وعلموا حاجة الناس للشراء.
المشروع الثاني: تعزيز الأخلاق الإسلامية:

ينبغي على أفراد الأسرة أن ينفقوا على تطبيق الأخلاق الإسلامية فيما بينهم، وفيما بينهم وبين الناس، وأن يكون هذا ديدنهم طوال الشهر، وأن يستمروا على ذلك بعد رمضان؛ لأن هذا هو روح الإسلام, والمقصد الأسنى من بعثة النبي r؛ لقوله r: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [أحمد والحاكم، وصححه الألباني].
وهو أيضا المقصد الأسنى لصيام رمضان وغيره؛ لقول النبي r: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، وإنما من اللغو والرفث» [رواه ابن حبان].
وقال النبي r: «الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث, ولا يصخب، فإن سبابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم» [متفق عليه].
إن الصيام لا بد أن يزكي الأنفس, ويطهرها من الشح والأثرة والكبر والعجب وسائر الدناءات. وإذا كان الصيام لا يردع عن غيبة أو نميمة أو كذب أو حسد أو بغضاء أو سخرية أو استهزاء فما فائدته؟ وما تأثيره على صاحبه؟ قال r: «من لم يدع قول الزور والعمل به والبغي، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].
وهذه ملحوظات عامة؛ منها ما هو فقهي، ومنها غير فقهي، وهي كالتالي:

4- تأخير الصلاة عن وقتها بسبب النوم، فلا تصلي الظهر إلا مع العصر، ولا تصلي العصر إلا مع المغرب، وهذا خطأ كبير، وتفريط عظيم، فهذه يخشى على صيامها ألا يقبل بسبب ذلك.
وقد قال جمع من العلماء في قوله – تعالى: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{: هم الذين يؤخرونها عن وقتها.
5- بعض الأخوات – هداهن الله – يقضين أوقاتهن في رمضان سواء في الليل أو النهار بالنظر إلي ما حرم الله عليهن، أو سماع المزمار والطرب، فتراها تتابع المسلسلات أو أِشرطة الفيديو التي لا يعرض فيها إلا ما يغضب الله، أو تقرأ مجلات ليس فيها إلا صور ماجنة، أو أخبار ساقطين وساقطات من الممثلين والممثلات وأشباههم.
أختي المسلمة، إن عمرك وسمعك وبصرك ستسألين عنه يوم القيامة، كما قال ربك – سبحانه: }إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا{. فما يكون جوابك بين يدي الله يوم القيامة؟ كما قال r: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع» ومنها: «وعن عمره فيما أفناه».
أختاه: إن كان لديك فراغ من الوقت فاسمعي أشرطة الخير، من: قرآن، أو محاضرات، أو فتاوى، وغيرها؛ لتكون في ميزانك، واشتري مجلات إسلامية تقرئين فيها الآية، والحديث، والقصة الإسلامية، وما ينفعك دنيا وآخرة، بدلاً من مجلات لا تجمعين من قراءتها والنظر إليها إلا الوزر والإثم.
6- النبي r قد سن لنا أورادًا تقال في الصباح والمساء، فكم من الأخوات ينسينها بحجة عمل البيت أو نزول ضيف.
فنقول: أختاه احرصي عليها؛ لما لها من الحفظ لك من شياطين الجن والإنس، وتكونين في حصن رباني من كل سوء، ويحصل لك الأجر والثواب المرتب ع
ليها.
فَتَاوَى النِّسَاءِ للعَلَّامَةِ ابنِ بَازٍ
حكم صيام المستحاضة

المستحاضة : هي التي يكون معها دم لا يصلح حيضا ولا نفاسا، وحكمها حكم الطاهرات، تصوم، وتصلي، وتحل لزوجها، وتتوضأ لكل صلاة، كأصحاب الحدث الدائم من بول أو ريح أو غيرهما, وعليها أن تتحفظ من الدم بقطن أو نحوه ؛ حتى لا يلوث بدنها ولا ثيابها، كما صحت الأحاديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم صيام النفساء إذا طهرت قبل الأربعين(
[1])
يجوز لها أن تصوم، وتصلي، وتحج وتعتمر، ويحل لزوجها وطؤها في الأربعين إذا طهرت، فلو طهرت لعشرين يوما اغتسلت وصلت وصامت، وحلت لزوجها. وما يروى عن عثمان بن أبي العاص أنه كره ذلك فهو محمول على كراهة التنزيه، وهو اجتهاد منه رحمه الله ورضي عنه، ولا دليل عليه.
والصواب: أنه لا حرج في ذلك، إذا طهرت قبل الأربعين يوما، فإن طهرها صح
يح، فإن عاد عليها الدم في الأربعين، فالصحيح أنها تعتبره نفاسا في مدة الأربعين، ولكن صومها الماضي في حال الطهارة وصلاتها وحجها كله صحيح، لا يعاد شيء من ذلك ما دام وقع في حال الطهارة.
المرأة ترى الدم في الأربعين فلا تصلي، ولا تصوم، ولا يحل لزوجها وطؤها، حتى تطهر أو تكمل أربعين، فإن استمر الدم حتى كملت الأربعين ؛ وجب أن تغتسل عند نهاية الأربعين ؛ لأن النفاس لا يزيد عن أربعين يوما على الصحيح، فتغتسل، وتصلي، وتحل لزوجها، وتتحفظ من الدم بالقطن ونحوه؛ حتى لا يصيب ثيابها وبدنها، ويكون حكم هذا الدم حكم دم الاستحاضة لا يمنع من الصلاة ولا من الصوم، ولا يمنع زوجها منها، وعليها أن تتوضأ لكل صلاة، أما إن رأت الطهر قبل الأربعين فإنها تغتسل، وتصلي، وتصوم، و
تحل لزوجها ما دامت طاهرة ولو لم يمض من الأربعين إلا أيام قليلة، فإن عاد عليها في الأربعين، لم تصل، ولم تصم، ولم تحل لزوجها، حتى تطهر أو تكمل الأربعين، وما فعلته في أيام الطهارة من صلاة أو صوم فإنه صحيح، ولا تلزمها إعادة الصوم.

حكم صوم النفساء إذا طهرت ثم عاد إليها الدم وهي في الأربعين([2])
إذا طهرت النفساء في الأربعين فصامت أياما ثم عاد إليها الدم في الأربعين، فإن صومها صحيح وعليها أن تدع الصلاة والصيام في الأيام التي عاد فيها الدم؛ لأنه نفاس حتى تطهر أو تكمل الأربعين، ومتى أكملت الأربعين وجب عليها الغسل وإن لم تر الطهر؛ لأن الأربعين هي نهاية النفاس في أصح قولي العلماء، وعليها بعد ذلك أن تتوضأ لوقت كل صلاة حتى ينقطع عنها الدم، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك المستحاضة، ولزوجها أن يستمتع بها بعد الأربعين وإن لم تر الطهر؛ لأن الدم والحال ما ذكر دم فساد
لا يمنع الصلاة ولا الصوم، ولا يمنع الزوج من استمتاعه بزوجته. لكن إن وافق الدم بعد الأربعين عادتها في الحيض فإنها تدع الصلاة والصوم وتعتبره حيضا.

([1]) (مجلة الدعوة) العدد (953) وتاريخ 9 \ 11 \ 1404 هـ
([2]) (مجلة الدعوة) العدد (1525) بتاريخ 20 \ 8 \ 1416 هـ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]