عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-01-2021, 07:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,626
الدولة : Egypt
افتراضي أدلة وجوب العباءة

أدلة وجوب العباءة
فهد بن سعد أباحسين



الحمد لله وبعد:
الحجاب يُستعمَلُ في الكتابِ والسُّنَّةِ بمعنى الحاجِزِ الساتِرِ بين شيئَيْن.

وهو بالاستقراء لدلالات النصوص يتكون من أحد أمرين:
الأول: الحجاب بملازمة البيوت، لأنها تحجبهن عن أنظار الرجال الأجانب، والاختلاط بهم، ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33].
الثاني: حجابها باللباس وهو يتكون من "الجلباب والخمار" ويقال "العباءة والمسفع" وهذا إذا خرجت من بيتها.

"مستفاد من كتاب حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد".ص33.
والأصل أن قرار المرأة في بيتها ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33].
فإذا خرجت وجب عليها أن تلتزم بالشروط التي جاءت بها الشريعة للخروج.

وبعض المسلمات في هذا الوقت لا يعرفن ادلة وجوب لبس العباءة، ولا شروطها، مع أن الله جل وعلا ذكر شأن الجلباب الذي بمعنى العباءة في القرآن فقال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59].

وحتى تتضح ادلة وجوب العباءة اذكر فتوى للجنة الدائمة في هذا الباب مع تعليق يسير عليها.
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء "رقم الفتوى 21352".

عن عباءات انتشرت في الآونة الأخيرة عباءة مفصلة على الجسم وضيقة، وتتكون من طبقتين خفيفتين من قماش الكريب، ولها كم واسع، وبها فصوص وتطريز، وهي توضع على الكتف. فما حكم الشرع في مثل هذه العباءة؟

الجواب:
العباءة الشرعية للمرأة وهي (الجلباب) هي: ما تحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة.

وبناء على ذلك فلا بد لعباءة المرأة أن تتوافر فيها الأوصاف الآتية:
أولا: أن تكون سميكة لا تظهر ما تحتها، ولا يكون لها خاصية الالتصاق. " هذا هو الشرط الأول.

تعليق:
فلا بد أن تكون العباءة سميكة فلا تكون شفافة.
أما السماكة فلأن الستر لا يتحقق إلا به.
وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة. والحجاب انما شرع لمنع الفتنة.

ثانيا: أن تكون ساترة لجميع الجسم، واسعة لا تبدي تقاطيعه.

تعليق:
يعني: تكون فضفاضة حتى لاتصف شيئا من جسمها: وذلك لأن الغرض من العباءة إنما هو رفع الفتنة، ولا يحصل ذلك إلا بالواسع الفضفاض.

ثالثا: أن تكون مفتوحة من الأمام فقط، وتكون فتحة الأكمام ضيقة.

تعليق:
فلا تكون فتحة الأكمام واسعة فتخرج يد المرأة وساعدها.

رابعا: ألا يكون فيها زينة تلفت إليها الأنظار، وعليه فلا بد أن تخلو من الرسوم والزخارف والكتابات والعلامات.
تعليق: لأن المقصود من الأمر بالجلباب إنما هو ستر زينة المرأة، فلا يعقل حينئذ أن يكون الجلباب نفسه زينة.
فلا يجوز أن تكون العباءة فيها تطاريز، أو رسوم، أو ألوان تجذب الأنظار. إلى غير ذلك من أنواع الزينة.

خامسا: ألا تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال.
سادسا: أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداء.

التعليق: يعني لا توضع على الأكتاف. وإنما على هامة الرأس. والله جل وعلا يقول ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59] والإدناء يكون من أعلى الرأس إلى الأسفل.

و الله جل وعلا ذكر في القرآن لفظين وحكمين في جانب حجاب المرأة:
الأول: الجلباب"، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59].

والثاني الخمار، قال تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].

أما الجلباب فهو: كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها "انظر كتاب الأساس للشيخ عبدالله السعد ص7" نقله الشيخ عبدالله السعد من البحرالمحيط ".

الجلباب: كساء كثيف فضفاض فوق الخمار تشتمل به المرأة من رأسها إلى قدميها، ساتر لجميع بدنها وما عليه من ثياب وزينة. ويقال له: الـمُلاءة، والـمِلْحَفة، والرداء، والدثار، والكساء. وهو المسمى عندنا بـ"العباءة".

وصفة لبسها: أن تضع الجلباب فوق رأسها ضاربة بها على خمارها وعلى جميع بدنها وزينتها، حتى تستر قدميها.
وبهذا يعلم أن من وظيفة الجلباب ستر تفاصيل بدن المرأة وما عليها من ثياب وحلي.
"انظر حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد "ص36".

يقول الشيخ عبدالله الجبرين رحمه الله: فإذا لبست المرأة العباءة على الكتف كان في ذلك إبراز رأسها وحجم المنكبين وبيان بعض تفاصيل الجسم كالصدر والظهر ونحوه مما يكون سببا للفتنة وقرب أهل الفتنة، كما أن في ذلك تشبها بالرجال.

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: في وجوب وضع العباءة على هامة الرأس قال:
لأن لبسها على الكتفين يخالف مُسَمَّى الجلباب الذي افترضه الله على نساء المؤمنين، ولما فيه من بيان تفاصيل بعض البدن، ولما فيه من التشبه بلبسة الرجال، واشتمالهم بأرديتهم وعباءاتهم. حراسة الفضيلة 36".

وإذا تأملت في الآية ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59] تبين لك أن الجِلْباب ليس غطاءً خاصّاً بالوجهِ وحدَه، ولكنَّه للوجهِ وغيرِه؛ ولذا قال: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]؛ يعني: تأخُذُ شيئاً مِن جلبابِها وتُنْزِلُه على وجهِها.
والجلبابُ في الأعلَى، فأُمِرَتْ أن تُنزِلَهُ على وجهِها وتُرْخِيَه عليه.

قال الزمخشريُّ: «يقالُ إذا زَلَّ الثوبُ عن وجهِ المرأةِ: أَدْنِي ثوبَكِ على وجهِكِ» انظر كتاب الحجاب للشيخ عبدالعزيز الطريفي ص100.

وقد فَسَّرَ جمع من الصحابة والتابعين إدناءَ الجلابيبِ بتغطيةِ الوجهِ في هذه الآيةِ وغيرِها. منهم ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، وعائشةَ رضي الله عنها، ومِن التابِعِين: عن عَبِيدةَ السَّلْمانيِّ، ومحمَّدِ بنِ سِيرِينَ، وابنِ عَوْنٍ.

عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنه قال «أمَرَ اللهُ نساءَ المؤمِنِين إذا خَرَجْنَ مِن بيوتِهِنَّ في حاجةٍ أنْ يُغطِّينَ وجوهَهُنَّ مِن فوقِ رؤوسِهِنَّ بالجلابيبِ، ويُبْدِين عيناً واحدةً»، أخرَجَهُ ابنُ جريرٍ وغيره.

وقالت عائشةَ رضي الله عنها «تَسْدُلُ المرأةُ جلبابَها مِن فوقِ رأسِها على وجهِها»؛ أخرَجَه سعيدُ بنُ منصورٍ في «سُنَنِه» بسندٍ صحيحٍ.

وعن محمَّدِ بنِ سيرينَ، قال: سألتُ عَبيدةَ السَّلْمانيَّ عن قولِ اللهِ تعالى: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]؛ فغَطَّى وجهَهُ ورأسَهُ وأبرَزَ عينَه اليُسْرَى؛ رواه ابنُ جريرٍ.

"انظر كتاب الحجاب الشيخ عبدالعزيز الطريفي"
والمقصود أن الجلباب هو اللفظ الأول الذي ذكر في القرآن.

وأما اللفظ الثاني والأمر الثاني فهو الخمار.
والخمار هو: ما تغطي به المرأة رأسها ووجهها وعنقها وجيبها. ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].
والمراد بالجيب: الفتحة التي تكون أعلى الصدر.

وقد ذكر ابنُ خزيمةَ في «الصحيح» قال « إذ الخِمَار الذي تَسْتُرُ به وجهَها " (صحيح ابن خزيمه 4/203).
فتجعل المرأة الخمار على رأسها ثم تنزله حتى يصل إلى جيبها.

وصح عن فاطمة بنت المنذر قالت: "كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر" رواه مالك في الموطأ برقم "919".

ويشترط لهذا الخمار: ألا يكون رقيقًا يشف عما تحته من شعرها ووجهها وعنقها ونحرها وصدرها وزينتها عن أم علقمة قالت: رأيت حفصة بنت عبدالرحمن دخلت على عائشة رضي الله عنها وعلى حفصة خمار رقيق، فشقته عائشة، وكستها خمارا كثيفا ". (رواه الإمام مالك في الموطأ وغيره)." 2651".

ومما يذكر في هذا الباب:
أن المرأة لا يجوز أن تخرج متبخرة متطيبة: ففي صحيح الإمام مسلم 443 (142) عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ، فَلَا تَمَسَّ طِيبًا ".

وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا ". رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح برقم "2784" ورواه النسائي "5126".

ثم ذكرت اللجنة الدائمة بأن العباءة لابد أن تكون بالشروط المذكورة. وإذا لم تتوفر الشروط في العباءة فلا يجوز لبسها، ولا يجوز حينئذ استيرادها، ولا تصنيعها، ولا بيعها وترويجها بين المسلمين؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والله - جل وعلا - يقول: ﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

واللجنة إذ تبين ذلك فإنها توصي نساء المؤمنين بتقوى الله تعالى، والتزام الستر الكامل للجسم بالجلباب، والخمار عن الرجال الأجانب؛ طاعة لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبعدا عن أسباب الفتنة والافتتان. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
ومما ينبه اليه في هذا الباب لبس الكاب على العباءة من بعض النساء، فلا يجوز لبسه، لأن الواجب على المرأة أن تضع الجلباب فوقه، وقد أفتى بذلك الشيخ عبدالله الجبرين رحمه الله.

والمرأة عورة وفتنة، وفتنتها عظيمه قال صلى الله عليه وسلم:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ". رواه مسلم 2742"".

ولا شك أن كل لباس يلفت النظر وتحصل به الفتنة فإنه حرام.
والأصل في العباءة أنها صيانة للمرأة وستر لجمالها. فإذا كانت العباءة فاتنة فقد وقعت المرأة في المحذور.

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ حِينَ ذُكِرَ الْإِزَارُ: فَالْمَرْأَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " تُرْخِيهِ شِبْرًا ". قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: إِذَنْ يَنْكَشِفُ عَنْهَا. قَالَ: " فَذِرَاعًا، لَا تَزِيدُ عَلَيْهِ ".رواه مالك في الموطأ 2658 وصححه السعد في كتابه الأساس في بيان اللباس وصححه الترمذي وابن حبان.

فالأصل أن الاسبال للثوب والإزار محرم. أما المرأة فمأمورة بالستر.
قال البيهقي عند هذا الحديث: "وفي هذا دليل على وجوب ستر قدميها ". الكبرى 2/233.

وفي نهاية المطاف لابد أن يعلم أننا حينما نتحدث عن الحجاب، فلا ينتظر أحد أن نراعي الأنظمة الغربية الفاسدة فالغرب الذي يبيح الدعارة لن يفهم الحجاب، ولن يفهم تحريم الخلوة والاختلاط.

ولا يقدر أحكام الحجاب وتحريم الوسائل، من لم يعرف خطر الغايات، وعظم تحريمها.
أما أهل الإيمان فيعرفون خطر الزنا ومقدماته، يعرفون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال "إن الله ليغار أن يزني عبده أو تزني أمته " 1044 صحيح البخاري.

فمن لم يبالِ بغيرة الله فلا نراعيه. بل نغلظ القول على المنافقين ﴿ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 73].
لا نبالي بمن يريد أن يجعلنا في قضية المرأة في منتصف الطريق، بين النظرة الغربية ونظرة الكتاب والسنة، بأي مسمى سماه.

لا نبالي بمن يريد أن يعيدنا ونساء المسلمين إلى الجاهلية الأولى ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33].
وإنما نأخذ بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح.

يقول الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله:
الحجاب في الإسلام بيَّنه القرآن؛ وهو أن المرأة المسلمة ينبغي أن تكون عفيفة، وأن تكون ذات مروءة، وأن تكون بعيدة عن مواطن الشُّبه، بعيدة عن اختلاطها بالرجال الأجانب، هذا هو معنى الحجاب!

بالإضافة إلى ستر وجهها ويديها عن الرجال الأجانب. أ-ه.
"فتاوى حجاب المرأة المسلم 28 جمع أشرف عبدالمقصود".

والله جل وعلا يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

وهذا خطاب موجه لأمهات المؤمنين بأن الخطاب معهن يكون من وراء حجاب، يعني لا ترى أمهات المؤمنين منتقبة أو كانت غير منتقبة، فالخطاب يكون من وراء جدار أو باب ونحوه.

لما؟ ﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].
وهن أطهر قلوبا، وأعمق علما، وأعظم ديانة من نساء وقتنا! والصحابة أجلّ وأفضل وأطهر قلوبا من أهل زماننا.
ومع ذلك قال سبحانه: ﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].
فكيف بنا نحن في هذا الزمان.

ثم يأتي هولاء الفسقه ليهونوا مِن ميلِ الجنسَيْنِ بعضِهما إلى البعضِ، وأنْ لا حاجةَ لتنافُرِ الجنسينِ، وأنه يجبُ كَسْرُ ما بينَهما، وينفرون ممن يحتاطُ للغاياتِ التي حرَّمَ اللهُ الوسائلَ لأجلِها، مكابرين للفطرةِ، والله تعالى يريد الطهارة لقلوب المؤمنين ﴿ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

حفظ الله نساء المسلمين في كل مكان، وزادهم حشمة وسترا وعفافا.
بارك الله ولكم....

الخطبة الثانية
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا؛ قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ".رواه مسلم 2128


قال بعض العلماء:
يلبسن ثيابا رقاقا يصف ما تحتها، فهن كاسيات في ظاهر الأمر عاريات في الحقيقة.
وقيل: كاسيات يكشفن بعض جسدهن، ويلبسن الخمر من ورائهن.
فتنكشف صدورهن، فهن كاسيات بمنزلة العاريات، إذا كان لا يستر لباسهن جميع أجسادهن.
"انظر كتاب الأساس في بيان حالات المرأة في اللباس 27".

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن هذا الحديث كما في موقعه:
فسرها العلماء بأنهن كاسيات بالاسم عاريات، لأن الكسوة قصيرة أو رقيقة، الاسم كسوة، لكن ليست ساترة، إما لقصرها وعدم وفاءها، أو لأنها رقيقة شفافة، فهذا هو المعنى، وهن بهذا آثمات ا.هـ.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.99 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]