الموضوع: الطوفان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-02-2024, 01:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,680
الدولة : Egypt
افتراضي الطوفان

الطوفان


. عبدالحميد ضحا




.
وَتَجَمَّعَتْ كُلُّ الذِّئَابِ لِتُجْرِمَا
فِي نَخْبِهِمْ يَتَقَاسَمُونَ الْأَعْظُمَا
لَمْ يَشْبَعُوا مِنْ لَحْمِ أُمَّتِنَا وَلَا
كَانَتْ دِمَانَا لِلرَّوَاءِ بَلْ الظَّمَا
وَالْمُرْجِفُونَ نِدَاؤُهُمْ مَلَأَ الْفَضَا
كُونُوا حَمَائِمَ للسَّلَامِ فَنَسْلَمَا
وَالْخَادِمُونَ يُهَيِّئُونَ فَرَائِسًا
وَأَكُفُّهُمْ حُمْرٌ تُغَطِّيهَا الدِّمَا
الْخَائِنُونَ اللَّابِسُونَ جُلُودَنَا
وَكَأَنَّهُمْ جُنْدٌ وَحُرَّاسُ الْحِمَى
أَيْدِي الْعَدُوِّ وَسَيْفُهُ فِي ظَهْرِنَا
وَهَبُوا الْحِمَى كُلَّ الْأَعَادِي مَغْنَمَا
بَاعُوا الْبِلَادَ مَعَ الْعِبَادِ وَحَارَبُوا
أَهْلَ الْإِبَاءِ وَمَنْ بِبَأْسٍ قَدْ رَمَى
وَقُلُوبُهُمْ بِالْحِقْدِ تَلْعَنُ جَهْرَةً
أَحْرَارَ أُمَّتِنَا الْأُبَاةَ الْأَنْجُمَا
يَتَهَانَؤُونَ بِنَخْبِ أَفْجَرِ سَكْرَةٍ
كَأْسِ الْخِيَانَةِ وَالتَّجَبُّرِ وَالْعَمَى
الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى يَئِنُّ وَيَشْتَكِي
بَأْسَ الْقُيُودِ، الدَّمْعُ مِنْهُ قَدْ هَمَى
قَالُوا: مَلَكْنَا الْقُدْسَ ذَاكَ سِلَاحُنَا
مَا لِلْفَرَائِسِ غَيْرُ أَنْ تَسْتَسْلِمَا
نَامَ الذِّئَابُ مُظَلَّلِينَ بِسَعْدِهِمْ
فَالْأَرْضُ مَلْأَى بِالْفَرَائِسِ وَالدِّمَا
فَمَتَى أَرَادُوا، يَطْعَمُوا بِلُحُومِهَا
وَشَرَابُهُمْ مِنْ ذِي الدِّمَا لَنْ يُعْدَمَا
يَتَخَايَلُونَ عَلَى الْفَرَائِسِ قَوْلُهُمْ:
تَسْتَرْحِمُونَ الذِّئْبَ، لَا لَنْ نَرْحَمَا
مَا تَمْلِكُونَ سِوَى الْفِرَارِ أَوِ السُّجُو
دِ أَوِ الْفَنَاءِ عَبِيدَ صِهْيَوْنٍ سَمَا
فَإِذَا بِأُسْدِ اللهِ هَبَّتْ كَالرَّدَى
مِنْ كُلِّ فَجٍّ كَالْخِضَمِّ عَرَمْرَمَا
وَإِذَا الزَّئِيرُ يُزَلْزِلُ الطُّغْيَانَ مَا
لِلْمُجْرِمِينَ سِوَى الْخُنُوعِ تَحَطُّمَا
فِي فَجْرِ يَوْمٍ أُعْدِمَتْ ظُلُمَاتُه
وَالنُّورُ سَادَ الْكَوْنَ قَدْ بَلَغَ السَّمَا
وَبَشَائِرٌ غَرِقَتْ بِبَحْرِ الضَّيْمِ قَدْ
لَاحَتْ بِأُفْقِ الْعِزِّ أَوْ تَتَبَسَّمَا
وَإِذَا الصُّقُورُ لَهَا السَّمَا قَدْ عَانَقَتْ
تَنْقَضُّ تَفْتِكُ بِالْفَرَائِسِ مَغْنَمَا
وَتَنَادَتِ الْحِيتَانُ: هَيَّا فَاغْنَمُوا
لَيْسَ الصُّقُورُ عَلَى حِمَانَا أَكْرَمَا
طُوفَانُ أَقْصَانَا الَّذِي ضَامَ الْعِدَا
حُمَمٌ تَثُورُ تُبِيدُ ظُلْمًا أَجْرَمَا
هَذَا نِدَاءُ الحَقِّ: مَنْ رَامَ الْعُلَا
فَالْحَقُّ يُعْلِيهِ عَزِيزٌ أَقْدَمَا
مَا الْحَقُّ يَعْلُو دُونَ سَيْفٍ بَاتِر
وَحُمَاةِ صِدْقٍ صَارَ كُلٌّ ضَيْغَمَا
مَنْ يَحْيَ فِي ضَيْمٍ فَذَاكَ مَمَاتُهُ
أَمَّا الشَّهِيدُ فَنِعْمَ حَيًّا مُنْعَمَا


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.66 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]