الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 28-09-2023, 04:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1174


الفرقان



وجعل منها زوجها ليسكن إليها
قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: افتتح الله -تعالى- هذه السورة بالأمر بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك، وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه؛ لأنه {رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم {مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}، خلق مِنْهَا زَوْجَهَا أي: خلق من آدم زوجته حواء؛ لأجل أن يسكن إليها؛ لأنها إذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر، فانقاد كل منهما إلى صاحبه، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور، وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد، ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض، وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به، وفي قوله: {وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا} تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة.
ما أجمل التسامح!
ما أجمل خلق التسامح حينما يتصف به المسلم عموما! وفي يوم العيد خصوصا، فلا يخرج المرء من داره إلا وقد خلا قلبه من كدر الأحقاد، وتتابعت على قلبه آيات العفو كالبرد على الظمأ: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} (الشورى: 37)، {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (الشورى: 43)، فيهتف قد صبرت وغفرت، فترتاح نفسه ويزداد عزا لوعد رسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه مسلم: «ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
فضل صلة الأرحام

(1) صلة الرحم من الإيمان: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» رواه البخاري.
(2) صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر: عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» رواه البخاري، وعن علي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:» من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه». رواه البزار والحاكم.
(3) صلة الرحم سبب لصلة الله -تعالى- وإكرامه: عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». رواه مسلم.
(4) صلة الرحم من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يأيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
أخطاء تقع في العيد
إن مما ينبه عليه مع إقبال العيد وبهجته بعض الأمور التي يفعلها بعض الناس جهلاً بشريعة الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك:
١- اعتقاد بعضهم مشروعية إحياء ليلة العيد
وهذا من البدع المُحدثة التي لم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما روي في ذلك حديث ضعيف: «من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» وهذا حديث لا يصح، ضعفه الشيخ الألباني -رحمه الله-، فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بالقيام من بين سائر الليالي، بخلاف من كان عادته القيام في غيرها فلا حرج أن يقوم ليلة العيد.
٢- زيارة المقابر في يومي العيدين
وهذا يناقض مقصود العيد وشعاره من البشر والفرح والسرور، ومخالفة هديه - صلى الله عليه وسلم - وفعل السلف.
3- اختلاط النساء بالرجال في المصلى وفي غيره
وفي ذلك فتنة عظيمة وخطر كبير، والواجب تحذير النساء والرجال من ذلك، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك ما أمكن، كما ينبغي على الرجال والشباب عدم الانصراف من المصلى أو المسجد إلا بعد تمام انصرافهن.
4- خروج بعض النساء غير ملتزمات بالحجاب
وهذا مما عمت به البلوى، وتهاون به الناس والله المستعان، حتى إن بعض النساء -هداهن الله- إذا خرجن إلى المساجد للتروايح أو لصلاة العيد أو غير ذلك، فإنها تتجمل بأبهى الثياب، وأجمل الأطياب، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: « أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ».
أحكام صلاة العيد للنساء
أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء بحضور صلاة العيدين، قالت أم عطية -رضي الله عنها-: «كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ»، فيُسنُّ للمرأة حضور صلاة العيد مع التزامها ببعض الأحكام وهي كما يأتي:
- ألا تكون متطيبة.
- أن يعتزلن الرجال.
- أن يكون لباسها لباسًا شرعيا.
- أن يتجنبن كثرة الحديث وارتفاع الصوت.
- وأن تحرص المرأة أن تلتزم آداب يوم العيد، ومنها أكل تمرات وتراً قبل الخروج للصلاة، والإفطار من الأضحية في عيد الأضحى، ومخالفة طريق الذهاب والعودة، والإكثار من التكبير، لكن بصوت منخفض.
الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك
المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل، لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك بمثله لم يكن واصلاً بل هو مكافئ، فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب؛ عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: « ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها». رواه البخاري.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.70 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]