الموضوع: من أحلام بدر !!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-01-2022, 06:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي من أحلام بدر !!

من أحلام بدر !!
د مشعل الفلاحي




في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة كانت غزوة بدر الكبرى (٣٠٠) مقاتل من المسلمين مقابل (١٠٠٠) مقاتل من المشركين .


واليوم نحن في السادس عشر في العام ١٤٣٦ في ذات الشهر رمضان والفاصل بين الزمانين ١٤٣٤ سنة .


ومن تلك الحقبة إلى يومنا هذا والإسلام يزيد ولا ينقص ويكثر ولا يقل ويتوسع ولا يضيق يمضي في رحاب السنة الكونية ( ويأبي الله إلا أن يتم نوره ) ويسير في موكب النصر ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) وسيظل ماضياً إلى النهاية ولن ينجح فرد ، أو تنظيم في إيقاف هذا الزحف المثير له في عالم الأرض .


فسيروا يا أصحاب الوحي ، امضوا أيها الدعاة ، واصلوا طريقكم أيها الأخيار ، فالحياة أبهج ما تكون بدين الله تعالى .. رددوا في كل مرة ( ولينصرن الله من ينصره ).


ثانياً : من تلك الحقبة إلى يومنا هذا والباطل من خسارة إلى أخرى ، ومن ضيق إلى حرج ، ومن أمل إلى بؤس ويأس وشقاء ، هذه هي الحقيقة الواقعية وهي جزء من تلك الحقيقة النظرية ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) يا أهل الحق تمسكوا بدينكم ومدوا في أثره وكونوا من أنصاره ورابطوا في سبيله تكونون في النهاية من الشرفاء .


ثالثاً : الشجاعة من معالم الكبار ، والجبن عار في تاريخ إنسان ، والمبادرة تشعل فتيلاً في الظلام .


خرج ثلاثة من فرسان قريش طالبين المبارزة فقام إليهم ثلاثة من الأنصار فرفضوهم طالبين مبارزة بني قومهم فخرج إليهم الكبار صناع التاريخ وحماة المجد حمزة وعلي وعبيدة فكان نصر البدايات شرارة التحدي الكبير ، وما هي إلا لحظات حتى غسلوهم بدمائهم فلله در الشجعان في صفوف أمتهم !


وقال سعد بن معاذ حين عرف مراد نبيه صلى الله عليه وسلم : امض بنا يارسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله .



أليس في الأمة اليوم أبطال يقودون مشروعاً إصلاحياً ينهاضون به العدو ؟



أليس في الأمة من يملك زمام المبادرة ويصنع حراك النصر بفكرة حية ومشروع مثير في الواقع ؟


مؤسف يا صاحبي هذا القعود لأفراد الأمة والاكتفاء بالفرجة ؟


مؤسف هذه الجموع التي ترابط على “الواتس” ولا تستطيع أن ترابط على المشاريع والأفكار ..


ما أحوج الأمة إلى صاحب مشروع يسد للأمة حاجة ، ويفتح لها أبواباً من الأمل في زمن القعود .



ما مشاريعكم أيها القرّاء ؟


ما الأفكار الحية التي قررتم أن تعيشوا بها ولها ما بقي من أعماركم ؟ واشوقاه إلى الكبار !


رابعاً : لا ينتصر الحق بكثرة ! ولا تقوم للأمة كلمة من خلال جموع يزيد أفرادها وتقل فاعليتها .


من فجر التاريخ إلى يومنا هذا كانت الفئة الضعيفة المرابطة هي أقدر على النصر من الجموع الكثيرة ..


فلا عليكم أيها المرابطون في ساحات العمل والبناء من قلة إعدادكم ، أرسموا رؤاكم ،وحددوا أهدافكم ، ورابطوا على مشاريعكم فلكم في بدر ذكريات .



وأخيراً : هذا نصف رمضان رحل وبقي نصفه الآخر .



هذه أيام رمضان تودع مجهداً أضناه العمل وأشقته المشاريع ، وتودع مرتاحا مسوفاً في النهايات .


كم من شمس أضحت تبحث عن صانع للحياة وها هي تغرب مشتاقة لروّاد الإصلاح ..! وأنت أيها القارئ بعض تلك الأحلام .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]