عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-05-2023, 02:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي أخاف أن يرفضه والدي

أخاف أن يرفضه والدي
أ. لولوة السجا

السؤال:

الملخص:
فتاة تَقَدَّم لها رجل مطلق، ولديه ولد، وتخاف أن تتعلق به ثم يرفضه والدها كما حدث ذلك مِن قبلُ.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كانتْ لي تجربة غير ناجحة في الارتباط؛ فقد خُطبتُ مدة 3 سنوات ثم فُسِخ الارتباط بسبب رفْضِ والدي، وفجأةً شعرتُ بالانكسار والعُزلة، ولم يَعُدْ لي تواصلٌ مع أيِّ أحدٍ.

خسرتُ مشاعري وإحساسي وحياتي الجميلة، وأصبح الدمعُ الشيءَ الوحيد المسيطر عليَّ، وحاولتُ أخرج مِن عُزلتي فبدأتُ أتعرَّف على شبابٍ عبر مواقع التواصل، أعرف أنَّ هذا خطأ، لكن كنت أظن أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من حالتي.

تقدَّم لي شابٌّ للزواج مني، لكن وجدتُه مطلقًا ولديه ولد، وبعد الرؤية وجدتُه شخصًا عاقلًا وأعجبتُه وأعجبني، وتم الاتفاق مع والدي، والعقدُ قريب إن شاء الله تعالى.

بداخلي خوف شديد؛ فأخاف أن أتعلق به ثم يرفُضه والدي كما حدَث سابقًا، أخاف من الخذلان والحسرة.

أخبِروني هل يُمكن أن أتعامَل مع رجلٍ له تجربة سابقة؟ وكيف أُخفي مشاعري عنه لو شعرتُ نحوه بميلٍ أو حبٍّ؟


الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فبنيتي، حماك الله من الخذلان، سألتني: هل يمكن...؟ وأجيب فأقول: نعم، تستطيعين.

فكلُّ شيء بعون الله وتوفيقه، يُمكنك التغيير، يُمكنك التعايش مع كل موقف ببساطة، الأمرُ بسيط وهَيِّن، ولا يحتمل كل هذا القلق وتلك المخاوف وذلك التحسُّس.

ثم إنَّ التجارب التي يراها البعضُ فاشلةً، ويجعلها بداية لشعوره بالحزن والإحباط، إنما هي بداية النجاح حقيقة، فلولا الخطأُ ما كان الصوابُ، ومَن لا يقع لا يَتَعَلَّم حقيقةً، فلا تنظري للحياة بمثالية، وإنما خذي مِن الأمس عبرةً لليوم.

تفاءلي، وأوكلي الأمور إلى الخالق جل جلاله، ولا تقلقي، والْزَمي الدعاء بأن يَشْرَحَ الله صدرَك، ويُيَسِّر أمرك، ويكفيك ما أَهَمَّك، ويُسَخِّر لك مَن حولك.

ابدئي صفحةً جديدة مع هذه العائلة الصغيرة (زوجك وابنه)، وما يدريك فلعلك تكونين شيئًا جميلًا لزوجك وابنه الذي يعدُّ كاليتيم، ويحتاج منك لمشاعر الأُمّ؟

وأظنك أهلًا لذلك، ولا تربطي حاضرك بماضيك المزعج بالنسبة لك، ولا تحدثي زوجك بشيء عن والدك، ولا أرى أي داعٍ لذلك ألبتة، حتى لو سألك فعليك أن تجيبيه على قدر السؤال، وتحدثيه عن الشيء الجميل فقط.

لا تهتمي كثيرًا، ولا تُبالغي يا بنية، وأقْبِلي بكل هدوء وتفاؤل، وأوصيك بالصلاة وقراءة القرآن والمحافظة على الأذكار، حتى ينشرح صدرك، وتقوى هِمَّتُك، وتَتَبَدَّد كل تلك المخاوف، وقبل ذلك لكي يرضى الله عنك، فإن رَضِيَ سبحانه أرضاكِ وكفاكِ؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال جل جلاله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].

أسأل الله أن يشرحَ صدرك، ويُيَسِّر أمرك، ويَكفيك ما أَهَمَّك



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]