عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-05-2021, 05:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,332
الدولة : Egypt
افتراضي صفة الحج ودخول مكة






صفة الحج ودخول مكة










الشيخ عبد القادر شيبة الحمد




عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج، فخرجنا معه، حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس، فقال: اغتسلي واستثفري بثوب، وأحرمي. وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به على البيداء أهلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. حتى إذا أتينا البيت استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا ثم أتى مقام إبراهيم فصلى، ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158] أبدأ بما بدأ الله به. فرقى الصفا حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم دعاء بين ذلك ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعد مشى إلى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا. فذكر الحديث وفيه: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس فأجاز حتى أتى عرفة، فوجد قبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فأتى بطن الوادي فخطب الناس، ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم قام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئًا، ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص، ودفع، وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس، السكينة، السكينة. كلما أتى حبلًا أرخى لها قليلًا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، حتى أتى بطن محسر، فحرك قليلًا، ثم سلك الطريق الوسطى، التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات -يكبر مع كل حصاة منها- مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر. رواه مسلم مطولًا.











المفردات:



صفة الحج ودخول مكة: أي بيان مناسك الحج مرتبة وبيان كيفية وقوعها، وأوقاتها، وماذا يفعل عندما يصل إلى البيت.







حج: أي حجة الوداع.







ولدت أسماء بنت عميس: أي محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم.







واغتسلي: أي غسل نظافة لا غسل طهارة كما تقدم.







واستثفري بثوب: الاستثفار هو أن تشد المرأة على وسطها شيئًا ثم تأخذ خرقة عريضة تجعل في محل الدم وتشد طرفيها من ورائها ومن قدامها إلى ذلك الذي شدته في وسطها. والمقصود منه التحفظ من انتشار الدم.







في المسجد: أي مسجد الشجرة بذي الحليفة.







القصواء: بفتح القاف وسكون الصاد هي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، لقبت بذلك.







البيداء: هي المفازة التي تقع بعد ذي الحليفة من الجنوب كما تقدم.







أهلَّ: أي لبى.







استلم الركن: أي مسح الحجر الأسود بيده المباركة صلى الله عليه وسلم.







رمل ثلاثًا: أي أسرع في المشي مع تقارب الخطى. وهز منكبيه صلى الله عليه وسلم في الأشواط الثلاثة الأول.







ومشى أربعًا: أي بدون إسراع، في الأشواط الأربعة الباقية.







مقام إبراهيم: أي الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم الخليل عليه السلام وهو يبني البيت وقد أثرت قدماه فيه فلا تزال باقية آية من آيات الله تعالى على حد قوله تعالى ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [آل عمران: 97] وفيه يقول أبو طالب في لاميته:



وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة ♦♦♦ على قدميه حافيًا غير ناعل







فصلى: أي ركعتين وهي سنة الطواف.







ثم رجع إلى الركن: أي بعد صلاة ركعتي الطواف عاد إلى الحجر الأسود فمسحه بيده صلى الله عليه وسلم.







من الباب: أي باب بني مخزوم الذي صار يسمى باب الصفا.







دنا من الصفا: أي اقترب منها. والمراد بالصفا الجبل المعروف بجوار البيت، والصفا جمع صفاة وهي الحجر الأملس.







بما بدأ الله به: حيث قال ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158] فبدأ الله بذكر الصفا قبل ذكر المروة والمروة هو الجبل المعروف بجوار البيت.







فرقى الصفا: أي صعد على الصفا حتى رأى البيت.







فوحد الله: أي قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.







وكبره: أي عظمه.







أنجز وعده: أي حقق وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم بنصره وتأييده ودخوله البيت آمنًا.







ونصر عبده: أي رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم.







وهزم الأحزاب: أي خذل الجماعات التي تحزبت ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمرهم.







دعا بين ذلك ثلاث مرات: أي كرر هذا الذكر ثلاث مرات.







ثم نزل إلى المروة: أي انحدر من جبل الصفا متجهًا إلى جهة المروة.







انصبت قدماه في بطن الوادي: أي انحدرتا في بطن الوادي وهو المنخفض بين الصفا والمروة.







سعى: أي رمل وهرول، وقد وضع على أول مكان الهرولة ومنتهاه أعمدة خضر تحدد مكان بطن الوادي، لتحديد محل الهرولة.







حتى إذا صعد: أي حتى إذا خرج من بطن الوادي وبدأ يرتفع إلى المروة.







مشى: أي بدون هرولة.







ففعل على المروة كما فعل على الصفا: أي من استقباله القبلة وذكره الله عز وجل بما ذكره به على الصفا وتكرير ذلك ثلاث مرات.







فذكر الحديث: أي فأتم الحديث.







وفيه: أي وفي بقية الحديث الذي ذكره.







يوم التروية: هو اليوم الثامن من ذي الحجة. وسمي بذلك لما كانوا يتروون فيه، إذ لم يكن بعرفة ماء.







فأجاز حتى أتى عرفة: أي فسار من منى متجاوزًا المزدلفة فلم يقف بها حتى وصل إلى عرفة أي بالقرب منها.







قبة: أي خيمة.







ضربت له: أي نصبت له صلى الله عليه وسلم.







بنمرة: هو موضع بجنب عرفات وليس من عرفات.







زاغت الشمس: أي زالت الشمس عن كبد السماء ودخل وقت صلاة الظهر.







فرحلت له: أي جعل عليها رحلها ليخطب عليها صلى الله عليه وسلم.







فأتى بطن الوادي: أي منخفض نمرة، وهو محل مسجد نمرة وبعض هذا المسجد بنمرة وبعضه بعرفة.







ثم أذن: أي أمر المؤذن فأذن لصلاتي الظهر والعصر.







ثم أقام: أي أمر المؤذن فأقام لصلاة الظهر.








ثم أقام: أي أمر المؤذن فأقام لصلاة العصر جمعًا لها في وقت الظهر.







ولم يصل بينهما شيئًا: أي ولم يتنفل بين صلاتي الظهر والعصر.







حتى أتى الموقف: أي عرفات أو المراد الموقف الذي عرف بموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات.







إلى الصخرات: هي صخرات سود مفترشات في أسفل الجبل المعروف بجبل الرحمة من عرفات.







حبل المشاة بين يديه: أي مجتمع المشاة أو طريق الرجالة ويطلق الحبل كذلك على الجبل الصغير.







حتى غاب القرص: أي اختفى قرص الشمس. وهذا تأكيد لقوله: حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلًا.







ودفع: أي أفاض من عرفات ورحل منها.







وقد شنق للقصواء الزمام: أي لم يرخ لناقته العنان، بل كان يشد زمامها ويضيق عليها حتى لا تنطلق بسرعة.







مورك رحله: المورك والموركة هي المرفقة التي تكون عند قادمة الرحل ليضع الراكب رجله عليها ليستريح من وضع رجله في الركاب. وإنما كان رأسها يصيب مورك رحله بسبب أنه صلى الله عليه وسلم كان يبالغ في جذب رأسها إليه ليكفها عن سرعة السير وقد كانت ناقته نشيطة.







ويقول بيده: أي ويشير بيده.







السكينة السكينة: أي الزموا الرفق والطمأنينة والوقار في سيركم وعدم المزاحمة.







كلما أتى حبلًا أرخى لها: أي كلما واجهه في طريقه جبل صغير أو مرتفع من الرمال أطلق لناقته العنان ليسهل عليها صعوده وتجاوزه.







المزدلفة: ويقال لها جمع، أما تسميتها بالمزدلفة فلأن الناس يزدلفون إلى الله أي يتقربون إليه بالوقوف فيها وسميت جمعًا لأن الناس يجتمعون بها. وفيها المشعر الحرام وقيل سميت المزدلفة لازدلاف آدم إلى حواء بها. كما قيل إنها سميت بجمع لأن آدم اجتمع مع حواء بها.







وإقامتين: أي إقامة للمغرب وإقامة للعشاء.







ولم يسبح بينهما شيئًا: أي ولم يصل بينهما شيئًا من النوافل.







حين تبين له الصبح: في نسخ بلوغ المرام: حتى تبين له الصبح، والذي في صحيح مسلم: حين تبين له الصبح. أي حين اتضح له الفجر وبزغ، والمراد أنه بادر بصلاة الصبح في أول وقتها.







حتى أتى المشعر الحرام: أصل المشعر المعلم، وسمي هذا المكان الذي وقف عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم المشعر لأن الله تعالى جعله معلمًا من معالم العبادة، ووصفه بالحرام لأنه من الحرم أو لحرمته. وهو جبيل بالمزدلفة كان يقال له في الجاهلية قزح وكان يسمى الميقدة لأن الناس كانوا يوقدون عنده.







حتى أسفر جدًا: أي إسفارًا بليغًا وظهر نور النهار ظهورًا قويًا واقترب طلوع الشمس.







حتى أتى بطن محسر: هو واد بين المزدلفة ومنى، سمي بذلك لأن الفيل حسر فيه أي كل وأعيا. ومحسر من منى.







فحرك قليلا: أي أسرع السير قليلًا أي بمقدار رمية حجر.
يتبع











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.54 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]