[ابوالوليد المسلم]

هن قدوتي (9):

أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها

أم تميم
أم المؤمنين صفية بنت حييّ رضي الله عنها


صفية بنت حييّ بن أخطب من بني إسرائيل، من سبط هارون بن عمران، أمها برّة بنت سموأل، وكانت عند سلام بن مشكم، وكان شاعراً ثم خلف عليها كِنانة بن أبي الحقيق، وهو شاعر، فقتل يوم خيبر، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة 7 هـ.

♦ لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وقعت صفية رضي الله عنها في سهم دحية الكلبي، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، واعتقها وتزوجها، وجعل صداقها عتقها.

الوليمة (وليمة العرس) .. بسط نطعاً (بساط من الجلد) فجعل الرجل يجيء بالإقط ، وجعل الرجل يجيء بالتمر ، وبالسمن ، فحاسوا حيساً ، تمر وإقط وسمن تخلط وتعجن كالثريد.

وكانت شريفة عاقلة ذات حسن وجمال ودين رضي الله عنها.

♦ ذكر اختيار صفية رضي الله عنها الله ورسوله:
قُتل في خيبر أباها وأخاها وزوجها، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزعت شيئاً كانت جالسةً عليه فألقته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم خيرها بين أن يعتقها فترجع إلى من بقي من أهلها ، أو تسلم فيتخذها لنفسه ، فقالت أختار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

♦ ذكر قوله صلى الله عليه وسلم لصفية إنك لابنة نبي:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: لما بلغ صفية أن حفصة رضي الله عنها قالت: بنت يهوديّ، فبكت ، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة بنت عمر إني ابنة يهوديّ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيما تفخر عليك). ثم قال: (اتق الله يا حفصة) خرجه الترمذي وقال حسن صحيح.

وعنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فذكرت ذلك له ، فقال: ألا قلت فكيف يكونان خيراً مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى صلوات الله وسلامه عليهم.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا نتخوف أن تحيض صفية قبل أن تفيض ، قالت: فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحابستنا صفية؟ قلت: قد أفاضت قال: فلا إذاً. اخرجاه

♦ ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلم من معتكفه تكرمةً لصفية:
عن صفية رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ، فقمت لأنقلب ، فقام ليقلبني (بيتها في دار أسامة بن زيد) فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حييّ فقالا: سبحان الله يا رسول الله .. فقال : (إن الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا). اخرجاه.

♦ فائدة من القصة:
على المسلم أن لا يُرى حيث يقع في أمره شبهه ويتوجه عليه تهمه ، ولو كان عند نفسه بريئاً ، فإذا تعرض للتهم خسر نفسه وخسر إخوانه ، وأدخل على نفسه البلاء منهم ، وأدخل البلاء عليهم به خصوصاً إذا كان ممن يقتدى به.

فعلى الإنسان إذا كان في موقف مشروع وخاف أن تتطرق إليه خواطر الناس بشبهة أن يبادر للتصريح بحقيقة حاله والتعريف بمشروعية موقفه.

وليس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أن يغتر بمنزلته عند الناس فلا يبالي بما قد يخطر لهم.

♦ ذكر حِلْم صفية رضي الله عنها وصلتها رحمها:
عن عمر رضي الله عنه وقد بلغه من جارية لصفية أنها تحب السبت وتصل اليهود وأنه بعث إليها يسألها فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أن أبدلني الله يوم الجمعة ، وأما اليهود فإن لي منهم رحماً فأنا أصلها. ثم قالت للجارية ما حملك على ما صنعتِ؟ قالت: الشيطان ، فقالت صفية رضي الله عنها: اذهبي فأنتِ حرّه. أخرجه أبو عمر وقال: كانت صفية حليمة عاقلة فاضلة رضي الله عنها.

♦ ذكر وفاتها:
قال أبو عمر: توفيت صفية رضي الله عنها في رمضان سنة 50 هـ في زمن معاوية رضي الله عنه ودفنت بالبقيع.

رضي الله عنها وأرضاها.