عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2022, 07:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان بالقدر خيره وشره (س/ج)

الإيمان بالقدر خيره وشره (س/ج)
الشيخ محمد جميل زينو


س1- هل يجوز الاحتجاج بالقدَر؟
ج1- يجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب، لأنها واقعة بقضاء الله وقدره.
قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلا بِإذْنِ اللَّهِ ﴾. [التغابن: 11].

(قال ابن عباس: بأمر الله، يعني عن قدره وقضائه). [انظر ابن كثير 4/ 475].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((اِحرِص على ما ينفعك، واستعِن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان))؛ [رواه مسلم].

وأما الاحتجاج بالقدر على المعاصي فهو من خصال المشركين الذين قال الله فيهم: ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 148].

والمحتج بالقدر إما جاهل مُقلِّد أو ملحد معاند، وهو متناقض في دعواه لا يقبل أن يعتدي عليه أحد، ثم يقول: هذا قضاء الله وقدره! لقد أرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتب ليُبيِّنوا للناس طريق السعادة والشقاء، وتكرَّم على الإنسان بالعقل والتفكير، وعرَّفه الضلال والهدى. قال الله تعالى: ﴿ إنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إمَّا شَاكِرًا وَإمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان 3].

وقال تعالى: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس 8 - 10].

فإذا ترك الإنسان الصلاة أو شرب الخمر استحق العقوبة لمخالفة أمر الله ورسوله وعندها يحتاج إلى التوبة، ولا ينفعه احتجاجه بالقدر.

س2- هل نتركُ العملَ ونتَّكلُ على القدر؟
ج2- لا نترك العمل لقول الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾. [الليل: 5 - 7].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له))؛ [رواه البخاري ومسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، اِحرص على ما ينفعك واستعِن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لَو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قلْ: قدَّر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان))؛ [رواه مسلم].

يُستفاد من الحديث:
إن المؤمن الذي يحبه الله هو المؤمن القوى الذي يعمل ويحرص على نفعه، ويستعين بالله وحده، ويأخذ بالأسباب؛ فإن أصابه بعد ذلك أمر يكرهه، فلا يندم، بل يرضى بما قدَّره الله: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾. [البقرة: 216].

س3- ما هي الحكمة مِن نزول المصائب والكروب؟
ج3- إن الإنسان عندما يُحس بالقوة ويستكبر، فيعتقد أنه لن ينهزم أمام شيء، فإذا رأى قوته تتضاءل حتى يدركها العجز ورأى الكرب يشتد حتى لم تعد له قوة. عندها يرى نفسه على حقيقتها ويزول الكبر والطغيان والتجبر، ويلجأ إلى الله موقنًا أنه وحده الذي ينقذه، وكل ما عداه هباء. قال الله تعالى: ﴿ وَإذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 51]. "انظر الأجوبة المفيدة للدوسرى".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]