عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 29-07-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في شعر باشراحيل

خَلَّفْتَ مِنْ أَثَرِ الْعُلُو
مِ بَرَاعَةً بَيْنَ السُّطُورْ

فِيهَا غُرُوسُكَ لَمْ تَزَلْ
جَذْلَى بِأَطْيَابِ الزُّهُورْ


ويقدم باشراحيل أسانيدَه على صِدْقِ رِثَائِه لهذا الرجل الذي استمعتْ له الدُّنيا مُصغية؛ لجدارته العلمية والأدبية:
أَصْغَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَأَنْ
تَ بِمَا حَمَلْتَ لَهَا جَدِيرْ

حَمَلُوكَ قَدْ حَمَلُوا النَّدَى
وَالصَّرْحُ بَعْدَكَ قَدْ يَمُورْ

حَمَلُوا رُفَاتَكَ لِلثَّرَى
فَجُعِلْتَ لِلْأَجْدَاثِ نُورْ

مَا كَرَّمُوكَ وَأَنْتَ أَوْ
لَى مَنْ تُكَرِّمُهُ الْعُصُورْ



وفي رثاء الشاب محمد أسعد الفريح تتبدى عاطفةُ باشراحيل الإيمانية أمامَ عظمة الموت، الذي لا تقفُ أمامَ قوته أَيَّةُ قوة، مُخاطبَا والده بأسلوبٍ ينضح إيمانًا ويقينًا وعزاءً بأَنَّ ما عند الله هو خيرٌ مِمَّا في الدُّنيا الزائلة:
وَدِّعْهُ وَدِّعْ حَبِيبَ الْقَلْبِ وَالْكَبِدِ
وَقُلْ لَهُ لِجِنَانِ الْخُلْدِ يَا وَلَدِي

حَقًّا هُوَ الْمَوْتُ مَنْ فِي الْكَوْنِ يُنْكِرُهُ
وَكُلُّنَا فِي انْتِظَارِ الْمَوْعِدِ الْأَبَدِي

سَرَى (مُحَمَّدُ) نَحْوَ النُّورِ مُنْدَهِشًا
وَغَابَ فِي رَحْمَةِ الدَّيَّانِ وَالْأَحَدِ

رَأَى الْغُيُوبَ وَفِي أَنْدَائِهَا أَلِقٌ
رَأَى النَّعِيمَ وَصَوْتَ الْبُلْبُلِ الْغَرِدِ



وإلى أبي محمد ينصحُه باشراحيل بالتسلُّح بسلاح الصبر؛ لأنَّنا مُبْتَلَون في هذه الدنيا بفقد الأحبة:
(أَبَا مُحَمَّدِ) صَبْرًا أَنْتَ مُمْتَحَنٌ
وَالصَّبْرُ بِاللَّهِ يَشْفِي حُرْقَةَ الْكَمَدِ


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]