عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 29-07-2021, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في شعر باشراحيل

مَنْ عَانَقَ الْأَطْفَالَ بِالْحُبِّ الْعَطِرْ
مَنْ يَحْمِلُ الْعَطْفَ الْكَبِيرَ الْمُسْتَمِرّْ

مَنْ قَاسَمَ الْفُقَرَاءَ أَمْوَالَ الْعُمِرْ
قَدْ كَانَ يَزْهَدُ بِالنَّعِيمِ وَبِالدُّرَرْ

ثم يهيب باشراحيل في تعداد مَزايا والده؛ حيث يتشوَّق إليه صوتُ الآذان وسور القرآن الكريم:يَشْتَاقُهُ صَوْتُ الْمَآذِنِ وَالسُّوَرْ
وَيَقِينُهُ بِاللَّهِ بِالذِّكْرِ الْعَطِرْ

عَفُّ اللِّسَانِ عَنِ التَّنَدُّرِ بِالْبَشَرْ
إِلاَّ حَدِيثَ الْخَيْرِ أَوْ طِيبِ السِّيَرْ



ولأن والده كان حكيمًا متمرسًا، فقد واجه الصِّعاب بعقل مستنير، ودافع الظلم برجاحته وفطنته:يَا سَيِّدِي وَالْمَوْجُ يُنْذِرُ بِالْخَطَرْ
وَسَلَكْتَ بِالسُّفُنِ الْمَلِيئَةِ تَحْتَذِرْ

يَا سَيِّدِي وَالرِّيحُ تَعْصِفُ تَعْتَصِرْ
وَوَقَارُكَ الضَّافِي عَلَيْهَا يَنْتَشِرْ

يَا سَيِّدِي وَقِرَاعُ إِنْسَانٍ أَشِرْ
تَلْقَاهُ مُغْتَرًّا بِثَغْرٍ مُزْدَهِرْ

يَا سَيِّدِي وَالظُّلْمُ مِنْ صُنْعِ الْبَشَرْ
تَأْبَى الْمَكَارِمُ فِيكَ أَلاَّ تَنْتَصِرْ



وإذا كان عِلْيَةُ القومِ يُدنون الأثرياءَ والوُجَهاء من مَجلسهم، فإنَّ أباه - على العكس من ذلك - كان يُدني الفُقراء، ويُقرِّبهم إليه؛ لأنَّه خاشع القلب، تنهمر دُمُوعه لرُؤية هؤلاء المساكين الذين يبرُّ بهم، ويعطف عليهم:يَا صَاحِبَ الْفُقَرَاءِ فِي لَيْلِ الْكَدَرْ
كَمْ كُنْتَ تُدْنِيهِمْ لِمَجْلِسِكَ الْعَطِرْ

يَا مَنْ يَخَافُ اللَّهَ بِالْحَقِّ ائْتَزِرْ
وَالْقَلْبُ يَخْشَعُ وَالْمَدَامِعُ تَنْهَمِرْ







يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.87 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]