عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26-05-2021, 05:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,517
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

حكم الاستعاذة عند قراءة القرآن، في الصلاة أو خارجها
















الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم




اختلف أهل العلم في حكم الاستعاذة عند القراءة.







فذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة في الصلاة وخارجها[1]، منهم عطاء[2]، واختاره ابن حزم في المحلى[3]، وانتصر له.







وقد استدل من ذهب إلى هذا القول بظاهر الآية: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِï´¾ [النحل:98].







قالوا: فالأمر يقتضي الوجوب، كما استدلوا بمواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم على التعوذ وتعليمه ذلك لأصحابه، وبأن شر الشيطان يجب دفعه بكل وسيلة، وأعظم وسيلة لدفعه هي اللجوء إلى الله، والاستعاذة به من شر الشيطان، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.







فعلى هذا إذا نسي القارئ أن يستعيذ قطع القراءة فتعوذ، وابتدأ من حيث وقف، وقيل من أول الحزب.







وجمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أن الاستعاذة مستحبة قبل كل قراءة للقرآن، سواء كان ذلك في الصلاة، أو خارجها.







وهذا مروي عن ابن عمر، وأبي هريرة[4]، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي، والأوزاعي، والثوري[5].







وهو قول أبي حنيفة، وأصحابه[6]، وأحمد بن حنبل، وأصحابه[7]، وإسحاق[8]، وهو الذي اختاره أكثر الشافعية، وصححوه عن الشافعي[9].








وحملوا الأمر في الآية: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِï´¾ على الندب والاستحباب، كقوله تعالى:ï´؟ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ ï´¾ [النساء:3]، وقوله تعالى: ï´؟ وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ ï´¾ [النور:32][10].







وقد استدلوا لهذا القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر كثيرًا من الآيات ضمن الأحاديث التي صحت عنه، وما نقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ، فدل هذا على أن الأمر هنا ليس للوجوب.







وقال الطبري[11]: «يستدل له بإجماع الجميع على عدم وجوبها».







وقال السرخسي في «المبسوط»[12] بعد أن ذكر قول عطاء بوجوبها: «وهو مخالف لإجماع السلف فقد كانوا مجمعين على أنها سنة».







وقال ابن عطية[13]: «أجمعوا على استحسان ذلك والتزامه في كل قراءة في غير الصلاة».







وقال ابن هبيرة في «الإفصاح»[14]: «واتفقوا على أن التعوذ في الصلاة على الإطلاق قبل القراءة سنة إلا مالكًا، فإنه قال: لا يتعوذ في المكتوبة».







وقال النووي في «التبيان»[15]: «ثم إن التعوذ مستحب وليس بواجب، وهو مستحب لكل قارئ، سواء كان في الصلاة أو في غيرها».







وقال ابن كثير[16]: «وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة، ليست بمتحتمة يأثم تاركها».







ومعلوم أن التعوذ إنما شرع للتلاوة المجردة، وشرع في الصلاة؛ لأجل التلاوة[17]، لا لأنه من واجبات الصلاة أو سننها، بل لأنه مستحب قبل قراءة القرآن مطلقًا؛ لعموم قوله تعالى: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِï´¾ فذلك شامل للقراءة في الصلاة وفي غيرها.







وإذا قطع القراءة في غير الصلاة لعذر كعطاس أو كلام يتعلق بمصلحة القراءة فإنه لا يعيد الاستعاذة، وأما لو قطعها إعراضًا عن القراءة، أو لكلام لا يتعلق بالقراءة، فإنه يستأنف الاستعاذة استحبابًا[18].







♦♦♦♦♦



المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »









[1] انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «التفسير الكبير» (1/ 60)، «الجامع لأحكام القرآن» (1/ 87-88)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32)، «النشر» (1/ 258).




[2] أخرجه عبدالرزاق في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2574).




[3] (3/ 247-250).




[4] انظر: «المجموع» (3/ 325).




[5] انظر: «المغني» (2/ 145)، «المجموع» (3/ 325).




[6] انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «فتح القدير» لابن الهمام (1/ 291).




[7] انظر: «التحقيق» (1/ 290)، «المغني» (2/ 145)، «إغاثة اللهفان» (1/ 152).




[8] انظر: «المغني» (2/ 145)، «المجموع» (3/ 325).




[9] انظر: «المجموع» (3/ 325-326).




[10] انظر: «أحكام القرآن» للجصاص (3/ 191)، «الكشف عن وجوه القراءات السبع» لمكي (1/ 9).




[11] انظر: «جامع البيان» (14/ 173) طبعة عيسى الحلبي.




[12] (1/ 13).




[13] في «المحرر الوجيز» (1/ 48).




[14] (1/ 125).




[15] ص(64-65).




[16] في «تفسيره» (1/ 32).




[17] انظر: «تفسير ابن كثير» (1/ 32).




[18] انظر: «المجموع» (3/ 325)، «البرهان» (1/ 460)، «النشر» (1/ 259).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.47 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]