26-05-2021, 04:12 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة :
|
|
رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله
صيغ الاستعاذة الصحيحة
فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم
أ- الصيغة الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وعلى هذا اللفظ دلَّ الكِتَاب والسُّنَّة.
قال الله تعالى: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ï´¾ [النحل:98][1].
وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبًا، قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»،فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال: إني لست بمجنون[2].
وهذه الصيغة هي المختارة عند أكثر القرَّاء[3]، منهم: أبوعمرو البصـري، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وعبدالله بن كثير المكي[4]. وبها كان يتعوَّذ جمهور السلف من الصحابة والتابعين، منهم: عمر بن الخطاب وابنه عبدالله بن عمر[5] رضي الله عنهما.
وهي اختيار: أبي حنيفة[6]، والشافعي[7]، وأحمد بن حنبل[8]- رحمهم الله.
قال مكي بن أبي طالب القيسي في كتابه «الكشف عن وجوه القراءات السبع[9]»: «الذي عليه العمل وهو الاختيار أن يقول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. للآية».
وقال ابن عطية في «تفسيره»[10]: «وأما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور الناس هو لفظ كتاب الله تعالى: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)».
ب- الصيغة الثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
يدل على هذا اللفظ ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة في الليل، وفيه: ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم- الحديث وسيأتي بتمامه».
كما استدلَّ له بقوله تعالى: ï´؟ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ غڑ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ï´¾ [الأعراف:200].
وبقوله تعالى: ï´؟ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ غ– إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ï´¾ [فصلت:36].
وهي اختيار طائفة من القرَّاء[11] منهم حمزة[12]، وسهل بن أبي حاتم[13]، وهي مروية عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه[14]- وبها يقول الحسن البصري[15] ومحمد بن سيرين[16]، والحسن بن صالح[17]، والشافعي[18]، وأحمد بن حنبل في رواية النيسابوري[19].
قال أبوعمرو الداني في جامعه: «إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين، والعراقين، والشام»[20].
ج- الصيغة الثالثة: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.
يدل على هذا اللفظ ما رواه أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كَبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه»[21].
وقد خصَّها بعض أهل العلم بقيام الليل لحديث أبي سعيد.
د- الصيغة الرابعة: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه.
يدل على هذا ما رواه عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وهمزه ونفخه ونفثه»[22].
وهي مروية عن بعض أهل العلم، منهم الحسن البصري[23]، وإسحاق بن راهويه[24].
هـ- الصيغة الخامسة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[25].
جمعا بين أدلة الصيغة الأولى، وأدلة الصيغة الثانية والثالثة.
وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي[26]، وهي مروية عن حمزة وعن أبي عمرو وقد رُويت عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ومحمد بن سيرين[27].
وهي اختيار سفيان الثوري[28] والأوزاعي[29]، ومسلم بن يسار[30]، وأحمد في رواية، اختارها القاضي أبويعلى، وابن عقيل[31].
و- الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم.
لما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»[32].
وهناك صيغ أخرى رُويت عن بعض القرَّاء، وبعض أهل العلم.
منهـــا: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم[33].
ومنها: أعوذ بالله العظيم، السميع العليم، من الشيطان الرجيم[34].
ومنها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[35].
ومنها: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[36].
ومنها: أستعيذ بالله، أو نستعيذ بالله، من الشيطان الرجيم[37].
ومنها: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي[38].
ومنها: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد[39].
ومنها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين[40].
ومنها: أعوذ بالله السميع الرحمن الرحيم، من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني[41].
ومنها: رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم[42].
ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون[43].
وهذه الصيغ وإن رُويت عن بعض السلف، فإن ما صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الأولى بالاتباع.
المصدر: «عون الرحمن في تفسير القرآن»
[1] انظر: «الكشف عن وجوه القراءات السبع» (1/ 8-9).
[2] أخرجه البخاري- في الأدب- باب الحذر من الغضب (6115)، ومسلم- في البر- باب فضل من يملك نفسه عند الغضب (2610).
[3] انظر: «النشر» (1/ 243).
[4] انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «غرائب القرآن» للنيسابوري (1/ 15)، «مجمع البيان» (1/ 18).
[5] أخرجها عن عمر: ابن أبي شيبة- في الصلاة- في التعوُّذ كيف هو قبل القراءة أو بعدها (1/ 237)، والبيهقي في الصلاة، باب التعوُّذ بعد الافتتاح (2/ 36)، وأخرجها عن عبدالله بن عمر ابن أبي شيبة في الموضع نفسه.
[6] انظر: «فتح القدير» لابن الهمام (1/ 291).
[7] انظر: «الأم» (1/ 107)، «أحكام القرآن» للشافعي (1/ 62)، «المهذب» للشيرازي (1/ 79)، «التبيان» للنووي ص(64)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32).
[8] انظر: «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).
[9] (1/ 8).
[10] (1/ 48).
[11] انظر: «التبيان» للنووي، ص(64).
[12] انظر: «الإقناع في القراءات» (1/ 150-151)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).
[13] انظر: «غرائب القرآن» (1/ 15)، «النشر» (1/ 249).
[14] أخرجها عن عمر ابن أبي شيبة- في الصلاة- التعوُّذ كيف هو (1/ 237).
[15] أخرجها عن الحسن عبدالرزاق- في الصلاة- متى يستعيذ (2591)، وابن حزم في «المحلى» (3/ 249).
[16] انظر: «إغاثة اللهفان» (1/ 153).
[17] انظر: «المجموع» (3/ 325).
[18] انظر: «أحكام القرآن» للشافعي (1/ 62)، «المجموع» (3/ 323).
[19] انظر: «مسائل الإمام أحمد» للنيسابوري، ص(50) فقرة (238)، «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 153).
[20] انظر: «النشر» (1/ 249).
[21] أخرجه أحمد (3/ 50)، وأبوداود- في الصلاة- باب مَن رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك (775)، والترمذي في- أبواب الصلاة- باب ما يقول عند افتتاح الصلاة (242) قال الترمذي: «وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب» والنسائي في الصلاة- باب نوع آخر من الذكر بعد افتتاح الصلاة (2/ 132)، وابن ماجه في الإقامة (804). وصححه أحمد شاكر في تحقيق سنن الترمذي (2/ 11)، والألباني في «صحيح سنن أبي داود» (701)، وحسَّنه الأرناؤوط في تحقيقه لزاد المعاد (1/ 205)، وقد أخرج هذا الحديث من حديث عائشة أبوداود (776)، والترمذي (243)، وابن ماجه في الإقامة (806)، والدارقطني (1/ 112)، والحاكم (1/ 235)، ورجاله ثقات فالحديث صحيح.
[22] أخرجه ابن ماجه- في إقامة الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (808)، وابن خزيمة- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة قبل القراءة (472). وصحَّحه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (658). وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف- في الصلاة- التعوُّذ كيف هو (1/ 238).
[23] أخرجها عن الحسن عبدالرزاق في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2580).
[24] انظر: «إغاثة اللهفان» (1/ 154).
وقد أخرج عبدالرزاق في الموضع السابق (2557)، وابن حزم في «المحلى» (3/ 249) عن ابن عمر أنه كان يقول: «اللهم أعوذ بك من الشيطان الرجيم».
[25] انظر: «غرائب القرآن» (1/ 15)، «إغاثة اللهفان» (1/ 154).
[26] انظر: «الإقناع في القراءات السبع» (1/ 150)، «المبسوط» (1/ 13)، «مجمع البيان» (1/ 18)، «النشر» (1/ 10).
[27] انظر: «النشر» (1/ 10).
[28] انظر: «التفسير الكبير» (1/ 61)، «المجموع» (3/ 325)، «إغاثة اللهفان» (1/ 154)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32)، «النشر» (1/ 250).
[29] انظر: «التفسير الكبير» (1/ 61)، «لباب التأويل» (1/ 10)، «تفسير ابن كثير» (1/ 32).
[30] أخرجها عنه ابن أبي شيبة في المصنف في الصلاة- في التعوذ كيف هو (1/ 237).
[31] انظر: «المغني» (2/ 146)، «إغاثة اللهفان» (1/ 152، 154).
[32] أخرجه أبوداود في الصلاة (441) وصححه الألباني.
[33] ذكرها ابن الباذش في «الإقناع في القراءات السبع» (1/ 149)، وقال: «هي رواية أهل مصر عن ورش فيما ذكر الأهوازي». وانظر: «النشر» (1/ 249).
[34] رواها هبيرة عن حفص فيما ذكر ابن الباذش في «الإقناع» (1/ 150)، وانظر: «المبسوط» (1/ 13).
[35] انظر: «النشر» (1/ 250).
[36] انظر: «المجموع» (3/ 325).
[37] نسبت لحمزة الزيات ومحمد بن سيرين. انظر: «المبسوط» (1/ 13)، «مجمع البيان» (1/ 18)، «غرائب القرآن» للنيسابوري (1/ 15)، وقد نفى ابن الجزري صحتها عن حمزة. انظر: «النشر» (1/ 246).
[38] قال ا بن الباذش في «الإقناع» (1/ 151): «اختارها بعضهم لجميع القراء».
[39] انظر: «المحرر الوجيز» (1/ 49).
[40] انظر: «النشر» (1/ 251).
[41] أخرجها عبدالرزاق عن عطاء- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2574).
[42] أخرجها عبدالرزاق- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة (2578) عن طاوس.
[43] أخرجها ابن أبي شيبة في الصلاة- في التعوذ كيف هو 1/ 238 عن محمد بن سيرين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|