الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-01-2023, 03:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,943
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة - 1153
الفرقان

الإمام مالك نموذج - أمهات صنعن رجالاً
كان السر في نجابة الإمام مالك وظهوره يكمن في أمه العاقلة، تلك التي أحسنت توجيه أبنائها، واختارت لهم الطريق السوي، وهيأت لهم أسباب النجاح، وفي قصتها يأخذنا العجب كل مأخذ حين نعلم أن مالكًا الطفل لم يكن يريد أن يتجه إلى العلم، وإنما رغب في أن يتعلم الغناء ويجيده، ومن ثم يصبح مغنِّيًا! لكن أم الإمام مالك العاقلة لم ترضَ لولدها ذلك، فبلطفٍ شديد ولباقة جمة، استطاعت أن تصرف ولدها عن فكرته، وأن تختار بديلاً سريعًا له، وهو العلم.
يقول الإمام عن تلك الحادثة: نشأتُ وأنا غلام، فأعجبني الأخذ عن المغنين؛ فقالت أمي: يا بني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يُلتَفَت إلى غنائه؛ فدع الغناء واطلب الفقه، فتركت المغنيين وتبعت الفقهاء، فبلغ الله بي ما ترى، فهذه الأم الفاضلة العاقلة لم تكذب على ولدها وتقول له: إنه قبيح الوجه؛ إذ لم يكن مالك كذلك، بل كان وسيمًا ذا شقرة، وإنما هي أرادت أن توحي إليه بما يصرفه عن عزمه، فقالت قولتها تلك اللبقة المهذبة. ولم يتوقف دور أم مالك عند ذلك، ولم تكتف بتوجيهه إلى طلب العلم وحسب، بل إنها ألبسته ثياب العلم ووجَّهته إلى من يتعلَّم منه، يقول مالك في ذلك: فألبستني ثيابًا مشمرة، ووضعت الطويلة على رأسي -يعني القلنسوة الطويلة- وعمَّمتني فوقها، ثم قالت: اذهب فاكتب الآن، ثم تختار له المعلِّم والأستاذ- وكان أشهرهم آنذاك ربيعة بن أبي عبد الرحمن - فتقول له: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه، ومقصدها بالطبع هو تعلُّم العلم والأدب جميعًا، وبذلك يبتدئ الصبي الصغير مالك بن أنس مسيرته الطويلة في طريق العلم حتى يصير إمامًا فذًّا من أئمة المسلمين، فيكون أثمن عطية، وأغلى هدية، من أم فاضلة تجيد التربية وتحسن التوجيه.
الزواج حب وتعاون وتكامل
دعوة المساواة في تحمل المسؤوليات بين الزوجين هي دعوة تخلو من أي فهم لطبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة التي تقوم على التناغم والتكامل لا الندية والمنافسة، فلا ينبغي أن ينظر كل طرف للآخر على أنه ند، فالعلاقة الزوجية الطبيعية خالية من أي شبهة تحدٍّ أو ندية، ولا يمكن أن يكون هناك تطابق في طبيعة المرأة والرجل، فهما مختلفان تشريحيا وفسيولوجيا ونفسيا، فليتحمل كل منكما مسؤولياتـه، وليحمل أي منكما الآخر على كتفيه إذا كان هذا الآخر عاجزاً عن تحمل قدر من مسؤولياته، فالزواج ليس شركة وليس مؤسسة وليس تجارة، وإنما هو حب وتعاون وتكامل وحياة مشتركة ومصير واحد.

كيف نحبب أبناءنا في القرآن الكريم؟
هناك العديد من الوسائل التي ينبغي مراعاتها لتحبيب أطفالنا في القرآن نذكر منها ما يلي: - القراءة أمامه، ولا سيما لو كان الوالدان يقرآن معًا. - إهداء الطفل مصحفًا خاصًّا به، يتجاوب معه ويشعر بملكيته ومكانته. - تحفيزه وتشجعيه على دخول المسابقات القرآنية. - تسجيل صوته وهو يقرأ، فهذا يشجعه ويحثه على التجويد والتحسين. - الدفع به إلى حلقات المسجد، وحثه على إمامة المصلين في النوافل. - الاهتمام بأسئلة الطفل حول القرآن، والحرص على الإجابة عن هذه الأسئلة بطريقة مبسطة وميسرة.
- أن نقص عليهم قصص القرآن فالأطفال عموما يحبون القصص.
من أجل حوار أسري هادئ مثمر وبناء
من المهم جدًا لإنجاح الحوار بين الزوجين تفهم كل طرف لطبيعة الآخر، ومن ثم كيفية التعامل معه، فمن المهم أن تدرك الزوجة أنَّ الزوج عادة ما يميل إلى تفسير الأمور من حوله (بعقله لا بعاطفته)، وذلك على عكس الزوجة التي عادة ما تميل إلى تفسير الأمور (بعاطفتها لا بعقلها)، سواء كان ذلك في إحساسه أو طريقة تفكيره أو حتى في تصرفاته أو كلماته التي ينطق بها، وهذا الأمر نابع من وجود بعض الاختلافات بين شخصية الرجل وشخصية المرأة في ذلك؛ ونتيجة لذلك يجب على كل زوج أن يخاطب عاطفة زوجته أكثر من عقليتها في أثناء الحوار معها، وفي المقابل يجب على الزوجة أيضًا أن تخاطب عقلية زوجها أكثر من عاطفته في أثناء الحوار، وذلك من أجل الوصول إلى حوار أسري هادئ مثمر وبناء.

البيت نعمة
قال الله -تعالى-: {والله جعل لكم من بيوتكم سكناً} سورة النحل الآية 80، قال ابن كثير -رحمه الله-: «يذكر -تبارك و-تعالى-- تمام نعمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون فيها وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع «، فماذا يمثل البيت لأحدنا؟ أليس هو مكان أكله ونومه وراحته؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده؟ أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها؟ قال -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (الأحزاب: 33)، وإذا تأملت أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة، عرفت نعمة البيت، وإذا سمعت مضطربا يقول ليس لي مستقر، ولا مكان ثابت، أنام أحيانا في بيت فلان، وأحيانا في المقهى، أو الحديقة أو على شاطئ البحر، ومستودع ثيابي في سيارتي، لعرفت معنى التشتت الناجم عن حرمان نعمة البيت.

اجعلوا البيت مكانا لذكر الله
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت»، فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه، سواء ذكر القلب، وذكر اللسان، أم الصلوات وقراءة القرآن، أم مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة، وكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها! كما جاء في الحديث، بل ما هو حالها إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء، والغيبة والبهتان والنميمة؟ وكيف حالها وهي مليئة بالمعاصي والمنكرات، كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم، أو الجيران الذين يدخلون البيت؟ كيف تدخل الملائكة بيتا هذا حاله؟ فأحيوا بيوتكم -رحمكم الله- بأنواع الذكر.

لا تظهروا خلافاتكم أمام أبنائكم
يندر أن يعيش جماعة في بيت دون نوع من الخلافات، والصلح خير والرجوع إلى الحق فضيلة، ولكن مما يزعزع تماسك البيت، ويضر بسلامة البناء الداخلي ظهور تلك الخلافات أمام الأبناء، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر، ويتشتت الشمل، فضلا عن الأضرار النفسية عليهم وعلى الصغار خصوصا، فتأمل حال بيت يقول الأب فيه للولد: لا تكلم أمك، وتقول الأم له: لا تكلم أباك، والولد في دوامة وتمزق نفسي، والجميع يعيشون في نكد، فلنحرص على عدم وقوع الخلافات قدر الإمكان، وإن حدثت نخفيها قدر المستطاع عن الأبناء.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.65 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]