الموضوع: المرأة والأسرة
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-01-2023, 10:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,044
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة - 1152
الفرقان

حرية المرأة في ظل الإسلام
الحقيقة الواضحة أن قضية حرية المرأة بالمفهوم الغربي لا محل لها من الإعراب في المنهج الإسلامي، فالغرب له ما يسوغه حين يطالب بحرية المرأة الغربية؛ فهو من الأساس قد احتقر المرأة وعاملها كسقط متاع، وعدها مصدر كل الشرور، ومن ثم فالمرأة لم تكن حرة فطالبوا بحريتها.
أما في الإسلام فالأمر على النقيض تمامًا، فالمرأة في الجاهلية كانت محتقرة أيما احتقار! وكان وأد البنات منتشرًا في القبائل العربية، وكانت المرأة في الجاهلية تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، فقد قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسَّم لهن ما قسم» (متفق عليه).
ولم يكن لها حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: «لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وهو الرجل». فإذا مات الرجل ورثه ابنه، فإن لم يكن فأقرب من وجد من أوليائه أبًا كان أو أخًا أو عمًّا، على حين يُضم بناته ونساؤه إلى بنات الوارث ونسائه، فيكون لهن ما لهن، وعليهن ما عليهن، ويكفيك أن تعلمي حال أحدهم حين يبشر بأنثى من صلبه: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (النحل: 58-59).
وكانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها؛ فهم أحق بها من أهلها، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا} (النساء: 19). وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر، ويسيء عشرتهن، فجاء الإسلام فكرمها وأعلى من شأنها، ونظر إليها نظرة متوازنة، تراعي الفروقات الفطرية بينها وبين الرجل؛ ولذلك لم نسمع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه من بعده عن نساء طالبن بحريتهن من قيود الإسلام.
عمل المرأة في بيتها ليس بالأمر الهين
الإنصاف يقتضي أن نعترف بأن عمل المرأة في بيتها ليس بالأمر الهين أو اليسير، كما أنه ليس تعطيلاً لها أو مسوغاً لأن يحرمها دعاة التغريب من توصيفها بأنها امرأة عاملة، فإن قيام المرأة بمهمة أعمال البيت والإشراف عليه ورعاية أسرتها يعد بمثابة إدارة شؤون دولة مصغرة، ويحتاج إلى التفرغ الكامل والوقت الكافي والذهن الصافي، وهو مجال إن قامت المرأة بحقه وصرفت له ما يستحقه، لم يبق معها وقت تصرفه في أي عمل آخر خارج بيتها.

الأم صانعة الأبطال
في تاريخنا الإسلامي العريق، نماذج مشرفة ومشرقة لأمهات صنعن بجهدهن وكدهن ومثابرتهن علماء وقادة، أناروا للعالم طريقه، وقد اخترنا بعضًا من تلك النماذج لنذكر بدور المرأة الأم الرائع في حياة أبنائها.
أم عبد الرحمن الناصر
الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر الذي حكم الأندلس، وأحيا الخلافة الأموية هناك، ثم خاض المعارك والملاحم مع الأوروبيين، وأصبحت قرطبة في عهده مقر خلافة يحتكم إليها أمراء أوربا وملوكها، ويذهب إلى جامعتها طلاب العالم، سر هذا كله أمه التي ربته، فقد نشأ عبد الرحمن يتيما، فاعتنت أمه بتربيته ورعايته حتى أصبح من أعظم الخلفاء المسلمين في أوربا كلها.
أم محمد الفاتح
كانت أم السلطان محمد الفاتح تأخذه وهو صغير وقت الفجر؛ ليشاهد أسوار القسطنطينية وتقول له: أنت يا محمد تفتح هذه الأسوار، اسمك محمد كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحمد الصغير يقول: كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة؟! فترد قائلة: بالقرآن والسلطان والسلاح وحب الناس.
كوني متفائلة مع الجميع
تقول إحداهن: حدثتني صديقتي البارحة عن امتحانها، ومدى خيبة الأمل التي أصابت صاحباتها في ذلك الامتحان؛ فحاولتْ زرع قليل من تفاؤل وأملٍ في قلوبهن، وأصبحت تتحدثُ إليهنّ بأسلوبٍ رقيق عن أنَّ الأمر لا يعدو عن كونه مُجرد درجات، تتفاجأ بمن يخبرهنّ أن يبتعدن عنها، لأنها ذات ايمان قوي!.
نعم أولئك هن المتشائمات، ولكن لم يقف الأمر عندهن، بل لازلن يردن من يفقد الأمل معهن؛ ليكن كالغرقى في بحرٍ واسع، يتخبطن بالماء البارد حتى غرقن بأفكارهن المتشائمة!
كوني متشائمة لكن رجاءً، لوحدك!
ضعي لنفسك أسوأ الاحتمالات لتوطني نفسك على تقبلها، لكن رجاء أعطي غيرك بذرة أمل وإن لم تزرعيها.
وكوني متفائلة لكن رجاءً، مع الجميع!
تفاءلي بأن الغد مشرق، وارسمي لنفسكِ لوحة جميلة، لكن رجاء ادعي الأخريات يشاركنك لوحتكِ تلك.
كيف تُهدم حضارتنا؟
قالوا: إذا أردت أن تهدم حضارة أمّة فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة، وهدم التعليم، وإسقاط القدوات.
لكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) فاجعلها تخجل من وصفها بـ (ربّة بيت).
ولكي تهدم التعليم: عليك بــ(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع، وقلّل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
ولكي تُسقط القدوات: عليك بـ(العلماء)، فاطعن فيهم، وقلِّل من شأنهم، وشكِّك فيهم، حتى لا يُسمع لهم، ولا يقتدي بهم أحد، فإذا اختفت (اﻷم الواعية)، واختفى (المعلم المخلص)، وسقطت (القدوة)، فمن يُربّي هذا النشء الجديد على القيم والمبادئ والأخلاق؟!
حكاية مثل شعبي سببه الحياء
من الأمثال الشعبية المشهورة: (اكفي القِدرة على فُمها تطلع البنت لأمها)، وكثير من الناس يفهمونه على غير مقصده، فكثير من الناس يظن أنَّ هذا المثل معناه أن البنت تكاد تكون مثل أمها تماما لكن حقيقة هذه القصة أن الأمهات في العهد العثماني كن ينشرن الملابس على الأسطح، وكان طلوع الأسطح للبنت غير المتزوجة عيبا، وكانت الأم عندما تصعد بالملابس على السطح وتنشرها كانت تحمله في قدر نحاسي كبير، ولصعوبة الصعود والنزول على الأم، ‏فكانت الأم إذا تبقى بعض الملابس المغسولة (تكفي القدرة وتضرب عليها حتى تسمع البنت في الأسفل فتصعد لأمها على باب السطح وذلك بدلاً من أن تناديها باسمها لسببين، الأول: حتى لا ترفع الأم صوتها فيسمعها من في الشارع أو الجيران؛ لأن ذلك كان من العيب والمكروه في المجتمع حينها، والثاني: حتى لا يعرف من ‏ بالشارع أن في البيت بنت اسمها فلانة، لذلك كانت الأم تستخدم الضرب على القدر المكفي فتصعد البنت لأمها وترفع لها باقي الغسيل، ومن هنا جاءت المقولة: «اكفي القدرة على فُمها تطلع البنت لأمها».
الأم نبعُ عطاءٍ متدفق لا ينضب
الأم نبعُ عطاءٍ متدفق لا ينضب، وحبٌّ لا يعرف الأسباب ولا ينتظر المقابل، وقدرةٌ استثنائية على التضحية لا تماثلها قدرة، ورغبة متوهجة في دفع أبنائها لطرائق النجاح فتنثني أمامها العقبات.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]