عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-07-2010, 12:26 AM
الصورة الرمزية بشرى فلسطين
بشرى فلسطين بشرى فلسطين غير متصل
مشرفة ملتقى فلسطين والأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: فلسطين ..يوما ما سأعود
الجنس :
المشاركات: 3,319
الدولة : Palestine
افتراضي رد: شعب الصمود " موضوعات بشرى فلسطين"

بسم الله الرحمن الرحيم


نكبة ال48 ذكريات أليمة ومآسٍ لا تنسى.




كان وعد بلفور مغريا لليهود ، فقد وعدهم بوطن بديل بعد سنوات طويلة من التيه والتشرد ، وبعدما أباد هتلر منهم الآلاف في محارق جماعية ، وسرعان ما سال لعاب الصهاينة لهذا العرض الذي لم يحلموا به أبدًا، فشعب منبوذ كهذا سيصبح له وطن ، بدأ المشروع الصهيوني بالتطبيق وبدؤوا يزحفون إلى فلسطين ، حاولوا بشتى الوسائل تضييق النطاق على أهالي المنطقة ، وأغروا الأهالي بالمال ، ولكن كل هذا لم يحقق لهم سوى 7% من مخططاتهم الاستعمارية ، بدأت الأهالي يستشعرون الخطر الصليبي المحدق بهم فجمعوا الجموع واعدُّوا العدَّة .


حارب الفلسطينيون الزحف الصليبي الغادر بكل ما أوتوا من قوة حتى نفذ العتاد ، في الوقت الذي أرسلت بريطانيا لحلفائها السلاح معززا بطائرات ودبابات وترسانة أسلحة لتشكيل ميليشيا صهيونية مسلحة ، قامت بالسطو على قرى ومدن فلسطين في وضح النهار ، لتعمل على تخريب وتدمير ممتلكات الأهالي والتعدي على أرواحهم وأعراضهم ، بشتى الطرق التي لا يستوعبها عقل ولا يقبلها ضمير.


لم تترك الصهاينة أسلوبا من أساليبهم الوحشية إلا واستخدموه مع الأهالي ، ولقد جمعت لكم بعض القصص يرويها الناجون من العدوان:


دخل جنود الغدر على إحدى القرى في وضح النهار ، تحميهم دباباتهم وطائراتهم ، فقد صدق فيهم قوله تعالى : ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنةٍ أو من وراء جدر) ، بدأ القصف على أهالي القرية من كل مكان جوا وبرا، ليمهدوا الطريق لدخول القرية ، وبعد أن دخلوها اقتادوا شباب القرية إلى الساحات لإذلالهم ، وسط صيحات النساء والأطفال ، أخذ القائد يتصفح وجوه شبان القرية ومن يقع عليه الاختيار يقتل ويرمى على الأرض هكذا بدون سابق إنذار ، تقدم هذا العدو على البيوت ليدخلها على أهلها بعد أن خلت من رجالها ليبقروا بطون الحوامل ويقتلوا الأطفال ، إحدى الأمهات أخرجت ما عندها من ذهب ومال ودفعته للصهيوني ليترك ابنها الصغير ، أخذ المال ولكن طبعه الغادر غلبه ، فأخذ الصبي ورماه على الأرض ليفرغ خمس رصاصات في رأسه .


حتى الشيوخ العجز لم يسلموا من غدرهم ، هكذا كانوا يفعلون كلما دخلوا قرية أفسدوا فيها ، ونشروا الموت والدم في أرجاء المكان .



بدأت الأخبار تصل إلى أهالي القرى المجاورة ممن استطاع الهرب والإفلات من أيديهم ، وبض نشرات الأخبار التي كانت تزيد الطين بِلَّة ،وسرعان ما دبَّ الخوف في قلوب الناس ، وبدأ الكل يعد العدَّة للرحيل .



استغل الصهاينة الحالة التي وصل إليها الأهالي ، لينفذوا ما أرادوا من مخططات ، وصاروا قبل أن يدخلوا القرى يغلقوا أبوابها ويتركون بابًا واحدا فقط ثم ينادوا بمكبرات الصوت ، يأمرون الأهالي بالرحيل وسط إطلاق النار والقذائف الحارقة ، وهكذا خلت الديار من أهلها إلا قلَّة قليلة ، ثم تصفيتهم وترحيلهم إلى ما يسمونه الخط الأخضر


تسبب الخوف والهلع الذي رافق الأهالي عند الرحيل في تشتت العائلة نفسها ، فهناك الكثير من العائلات انقسم أبناؤها في أصقاع الأرض فمنهم من سار إلى لبنان ومنهم من وصل الأردن ومنهم من بقي داخل الخط الأخضر ، أو عاش داخل مخيمات أنشأها اللاجئين في الضفة وغزة ، تلك المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة ، وخيام لاتقي برد الشتاء أو حر الصيف .



وبعد تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أعلنت إسرائيل تلك المناطق مناطق صهيونية ،وقامت بالتعداد السكاني لإحصاء أهالي القرى الباقون فيها ،واعتبرت كل من يحاول الدخول إليها متسللا يجب قتله .


ورغم التحذيرات حاول الكثير من الفلسطينيين التسلل والعودة إلى قراهم ، فمنهم من أعادته الميليشيات من حيث أتى ، ومنهم من أطلقت النار عليه .


تروي إحدى السيدات قصتها مع الاحتلال فتقول :


هجِّرت أسرتي إلى الجنوب اللبناني ولكن سرعان ما دب في قلبي الحنين والشوق إلى بلادي، سمعت عن مجموعة تقوم بتهريب الأهالي إلى داخل فلسطين ، ذهبت إليهم وسرت معهم ، تجاوزنا الجبال مشيا على الأقدام حتى تمزقت قدماي وسال الدم منها ، أخبرنا قائد المجموعة بأن ننتظر حتى يجيء الليل وندخل ، تسللت ودخلت إلى حيفا مدينتي الجميلة ، عند أحد أقاربي الأقلية التي بقيت داخل الحدود ، ولكن العدو الصهيوني كان لنا بالمرصاد ، كان يقوم بعمليات التفتيش في البيوت بشكل يومي ليحمل المتسللين ويرميهم خارج الحدود ، لهذا سرعان ما وجدوني ورموني فوق الوحل والطين دون أدنى إنسانية ، ومازال الفلسطينيون يتسللون إلى داخل الحدود اليهودية برغم ما قاموا به من مجازر في حقهم ، سأترك الحديث عنها للموضوع القادم.


وأخيرا :


لقد كان هذا العام فاصلا في حياة الشعب الفلسطيني ، فقد تغيرت كل أبجدياته بعد أن كان يملك الأرض والبيت والوطن ، أصبح مشتتا في أرض الله يهيم على وجهه لا يعرف أين يذهب ، لينتهي به المطاف إلى خيمة تشهد على مآسٍ عاشها ، وماضٍ اعتز به ، وعدو غادر أقام دولته على جماجم الأطفال وجثث النساء
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.74 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]