عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 30-07-2022, 12:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,029
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (21)











مثنى محمد هبيان





من اللمسات القرآنية في سورة البقرة : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:6]

السؤال الأول:

ما دلالات هذه الآية ؟

الجواب:

1ـ قوله تعالى {إِنَّ} تفيد التوكيد .

2ـ الكافرون صنفان :

آـ صنف كفر بالله، وعندما جاء الهدى حكّم عقله وعرف الحق فآمن.

ب ـ وصنف آخر مستفيد من الكفر؛ ولذلك هو متشبِّثٌ به,ومهما جاءه من الإيمان والأدلة فإنه سوف يعاند ويكفر؛ لأنه يريد أنْ يحتفظ بسلطاته الدنيوية ونفوذه القائم ولا يقبل أنْ يُجرد منهما ولو بالحق هذا الصنف هو الذي قال الله عنه : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:6] .

هذا الكافر الذي اتخذ الكفر طريقاً لجاه الدنيا لن يؤمن سواء أنذرته أم لم تنذره، بل إنّ هؤلاء هم الذين يقاومون الدين ويحاربون كل من أسلم وآمن , ولذلك فإنّ عدم إيمانهم ليس بسبب أنّ منهج الإيمان لم يبلغهم، ولكنْ لأنّ حياتهم قائمة ومبنية على الكفر.

3ـ قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } [البقرة:6] صيغة جمع، وقوله {لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:6] صيغة جمع، والجمع إذا قوبل بالجمع توزع الفرد على الفرد، فمعناه أنّ كل واحد منهم لا يؤمن , ومثال ذلك قول المعلم للطلاب : "أخرجوا دفاتركم" أي: ليخرج كل طالب دفتره.

السؤال الثاني:

ما معنى {سَوَآءٌ} في الآية ؟

الجواب:

1ـ قوله تعالى في الآية {سَوَآءٌ} بمعنى الاستواء، فكأنه قيل : إنّ الذين كفروا مستوٍ عليهم إنذارك وعدمه .

2ـ جاءت لفظة {سَوَآءٌ} هنا وبدون واو (حرف عطف)؛ لأنها جاءت ضمن جملة اسمية، بينما جاءت لفظة {وسَوَآءٌ} [يس:10] في آية يس وهي قوله تعالى {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس:10] لأنها جملة مستقلة معطوفة على جملة سابقة فجاءت بواو العطف.

السؤال الثالث:

هل هناك أكثر من قراءة في قوله تعالى {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ؟ ولماذا ذُكرالإنذار دون البشارة؟

الجواب:

1ـ الإنذار هو التخويف من عقاب الله بالزجر عن المعاصي, وإنما ذُكر الإنذار دون البشارة؛ لأنّ تأثير الإنذار في الفعل والترك أقوى من تأثير البشارة, واشتغال الإنسان بدفع الضرر أشد من اشتغاله بجلب المنفعة , فكان ذكر الإنذار أولى .

2ـ في قوله تعالى {أَأَنْذَرْتَهُمْ}ست قراءات :

آ ـ إمّا بهمزتين محققتين بينهما ألف , أو لا ألف بينهما.

ب ـ أو أنّ تكون الهمزة الأولى قوية والثانية أقل قوة بينهما ألف , أو لا ألف بينهما.

ج ـ مع حذف حرف الاستفهام , أو بحذفه وإلقاء حركته على الساكن قبله كما قرىء {قد أفلح}.

السؤال الرابع:

ما القول في جملة {لا يُؤمِنُونَ} [البقرة:6] ؟

الجواب:

هذه إما أنْ تكون جملة مؤكدة للجملة قبلها أو خبراً لـ {إنَّ} .

السؤال الخامس:

ما قاعدة دخول ألف الاستفهام على ألف القطع {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ؟

الجواب:

1 ـ إذا دخلت ألف الاستفهام على ألف القطع وكانت ألف القطع مفتوحة, نحو قول الله تعالى:{ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ } فإنْ شئتَ أثبتَ الهمزتين معاً في اللفظ، وإنْ شئتَ همزت الأولى ومددت الثانية، وأمّا في الكتابة فإنّ بعض الكتاب يثبتهما معاً ليدل على الاستفهام، ألا ترى أنك لو كتبت (أنتَ قلت للناس) (أنذرتهم أم لم تنذرهم) لم يكن بين الاستفهام والخبر فرقٌ، وبعضهم يقتصر على واحدةٍ استثقالاً لاجتماع ألفين.

2ـ فإذا كانت ألف القطع مضمومة ودخلت عليها ألف الاستفهام , نحو قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} {آل عمران:15} و قولك: أَؤُكرمك، أَؤُعطيك , قُلبتْ ألف القطع في الكتاب واواً، وعلى ذلك كتاب المصحف، وفي غيره إنْ شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب التحقيق.

3ـ وإذا كانت ألف القطع مكسورة ودخلت عليها ألف الاستفهام, نحوقوله تعالى :{قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ } {يوسف:90} ونحوقولك: "أئِنَّك ذاهب" "أئِذَا جئتُ أكرمْتَني" قلبتْ ألف القطع ياء، وعلى ذلك كتاب المصحف، وفي غيره إنْ شئت كتبت ذلك بألفين على مذهب التحقيق.

-4ومَن كان من لغته أن يُحدث بين الألفين مدة , مثل قول ذي الرمة:

أيَا ظَبيةَ الوَعْساءِ بينَ جَلاجِلِ=وبينَ النَّقَا آأَنْتِ أمْ أمُّ سالِم

فلا بدّ من إثبات ألفين؛ لأنها ثلاث ألفات في الحقيقة، فتحذف واحدة؛ استثقالاً لاجتماع ثلاث ألفات، ولا يجوز أنْ تحذف اثنتين فتخل بالحرف. والله أعلم .









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]