عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-09-2021, 11:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي قواعد لحل المشكلات التربوية

قواعد لحل المشكلات التربوية


د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري





لا تسلم التربية من عوائق ومشكلات تمر بالأب، وعلى الأب الحكيم حسن التصرف معها وتجاوزها، وإليك هذه القواعد المسهلة للأمر:
قاعدة: افهم أن الأصل في فعل الابن الخطأ غالبًا، وأنك أنت المطالب بتصحيح سلوكه:
فلا تضجر من أخطائه، بل اجعله يستفد من أخطائه، والله تعالى في كتابه الكريم ربى الصحابة رضي الله عنهم من أخطاء بعضهم في غزوة أحد وفي حادثة الإفك، والنبي صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء صلاته جعله يتعلم من خطئه، فاحرص أن لا تتضجر من الخطأ كثيرًا بقدر ما تبحث عن الأسلوب الأمثل في علاجه: بالإقناع، بالتشجيع على ضده، بالتوجيه المباشر أو غير المباشر، أو بالعقاب المناسب..


فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يبين أن الانتباه لهذا الأمر مهم في حق النساء، فما بالكم بالأطفال، يقول عليه الصلاة والسلام: " إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُهَا طَلاقُهَا" رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.


قاعدة: أثن ِ كثيرًا على كل فعل صواب يفعله ابنك:
بإكثارك من قول: جزاك الله خيرًا، أحسنت، ممتاز، الله يحبك.. فإذا تركت الثناء فهم الابن أنه أخطأ، وإذا كررت الثناء تربى الابن على ما تريد.


ومن ذلك: أن تذكّره بحسناته عند غلطه، وأنها سبب لمسامحتك له، فتقول: لأنك حفظت القرآن سامحتك، لأنك قلت يوم كذا كذا عفوت عنك، وهذه وسيلة أنفع بكثير من التصريح بالجرم.


ومنه أيضًا: أن تستخدم أسلوب أنا: أنا أحب كذا، وأنا آخذ معي من يفعل كذا، فتذكر له بكثرة ما تحب أن يكون، ولا تستخدم أسلوب أنت: أنت فاشل، أنت سيء، أنت فوضوي، حتى لا تربيه على هذه المعاني السيئة.


قاعدة: استخدم طريقة الأمان لحل المشاكل:
احذر من طريقة المحقق والمصرّخ والمهاجم، فهي لا تولد إلا الكذب أو العناد، بل اجعل علاقتك مع ابنك علاقة أفقية كصديق، وليست علاقة رأسية كرئيس ومرؤوس، علاقة تفهُم؛ تنزل فيها إلى مستواه الصغير وتبسط له الأشياء، وتفهمها عنه؛ حتى تصحح له الخطأ.


ومثالٌ لذلك: لا تسأله مباشرة: هل صليت العصر؟؛ لأنه غالبًا لو لم يصلِ سيكذب، لكن لو قلت وجرّب هذا: متى ستصلي؟ سيخرج الوقت، سيجيبك بأنه ما صلى وسيصلي قريبًا، فصدق ووعد، وسهُل الأمر في تقويمه بعد ذلك.


ومن الأخطاء التي تقع في هذا:
أن يُساء الظن بالصغير ويرمى بأخبث النيات وأقبحها، والتي لا تتناسب أبدًا مع براءة الصغار وأفعالهم العفوية، فالصغير يفعل ببراءة فلا تكبر الأمور.


قاعدة: لحل أي مشكلة، عليك أولاً معرفة سببها ثم السعي لعلاجها من خلال السبب الذي ولّدها:
تبسط جدًا عملية حل المشاكل إذا عرفت أسبابها الحقيقية، فبمجرد معالجة السبب تنتهي في الغالب المشكلة؛ لذا احرص دائمًا على سؤاله بمودة: ما حملك على هذا؟، وابحث فيمن حوله وبفراسة للتأكد من صحة السبب، ثم لمعرفة كيف يعالج.


فمثلاً: لو كان ولدك يخاف من أسفل البيت ولذا يركض بسرعة إذا صعد الدرج، فلا تحاول أن تنسيه مخاوفه، وتقل له لا تخاف أنا معك، بل علّمه أنها ما تخوّف: فقل له: ليس ثمة شيء بالأسفل، وانزل معه، ليرى بنفسه أنه ليس ثمة شيء يدعو للخوف، ولو أنك اكتفيت بالأول لما زال يخاف كلما تكرر هذا الأمر.


ومن النافع أن تضع لنفسك حلولاً قبل وقوع المشكلة المتوقعة؛ فماذا سوف تفعل لو عرفت أن ابنك يكذب عليك؟، وماذا لو وجدت في جيبه شيئًا غريبًا ليس له ولا تدري من أين أخذه؟، وماذا لو رأيته يدخن؟؟ وتبحث عن حلول بهدوء، وتسأل التربويين وتنظر في الكتب التي تضع الحلول لهذه الظواهر وتستفيد من تجارب الآخرين.


ومن الخطأ أن نحسن الظن كثيرًا بالأبناء لدرجة أننا لا نصحح أخطاءهم، ونزعم بتخلينا عن هذا الدور أنها ستصلح بنفسها، وهذا خطأ في معالجة الخطأ‍‍.


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]