عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 17-07-2021, 12:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم

حقيقة الخلاف بين الصحابة في معركتي الجمل وصفين وقضية التحكيم (3)
د. علي الصلابي


3- الجولة الثانية: وصل الخبر إلى أم المؤمنين بما حدث من القتال، فخرجت على جملها تحيط بها القبائل الأزدية، ومعها كعب الذي دفعت إليه مصحفًا يدع الناس إلى وقف الحرب، تقدمت أم المؤمنين وكلها أمل أن يسمع الناس كلامها لمكانتها في قلوب الناس؛ فتحجز بينهم وتطفئ هذه الفتنة التي بدأت تشتعل(96), وحمل كعب بن سور المصحف، وتقدم أمام جيش البصرة، ونادى جيش على قائلاً: يا قوم، أنا كعب بن سور، قاضي البصرة، أدعوكم إلى كتاب الله، والعمل بما فيه، والصلح على أساسه. وخشي السبئيون في مقدمة جيش على أن تنجح محاولة كعب فرشقوه بنبالهم رشقة رجل واحد، فلقي وجه الله، ومات والمصحف في يده(97)، وأصابت سهام السبئيين ونبالهم جمل عائشة وهودجها، فصارت تنادي، وتقول: يا بنى، الله، الله، اذكروا الله ويوم الحساب، وكفوا عن القتال. والسبئيون لا يستجيبون لها، وهم مستمرون في ضرب جيش البصرة، وكان على من الخلف يأمر بالكف عن القتال، وعدم الهجوم على البصريين، لكن السبئيين في مقدمة جيشه لا يستجيبون له، ويأبون إلا إقدامًا وهجومًا وقتالاً، ولما رأت عائشة عدم استجابتهم لدعوتها، ومقتل كعب بن سور أمامها، قالت: أيها الناس، العنوا قتلة عثمان وأشياعهم. وصارت عائشة تدعو على قتلة عثمان وتلعنهم، وضج أهل البصرة بالدعاء على قتلة عثمان وأشياعهم، ولعنهم، وسمع علىٌّ الدعاء عاليًا في جيش البصرة فقال: ما هذا؟ قالوا: عائشة تدعو على قتلة عثمان، والناس يدعون معها. قال على: ادعوا معي على قتلة عثمان وأشياعهم والعنوهم. وضجّ جيش على بلعن قتل عثمان والدعاء عليهم(98), وقال على: اللهم لعن قتلة عثمان في السهل والجبل(99). اشتدت الحرب واشتعلت وتشابك القوم وتشاجروا بالرماح، وبعد تقصف الرماح، استلوا السيوف فتضاربوا بها حتى تقصفت(100), ودنا الناس بعضهم من بعض(101), ووجّه السبئيون جهودهم لعقر الجمل وقتل عائشة أم المؤمنين، فسارع جيش البصرة لحماية عائشة وجملها، وقاتلوا أمام الجمل، وكان لا يأخذ أحد بخطام الجمل إلا قُتل، حيث كانت المعركة أمام الجمل في غاية الشدة والقوة والعنف والسخونة، حتى أصبح الهودج كأنه قنفذ مما رمى فيه من النبل(102), وقتل حول الجمل كثير من المسلمين من الأزد وبنى ضبة وأبناء وفتيان قريش بعد أن أظهروا شجاعة منقطعة النظير(103), وقد أصيبت عائشة بحيرة شديدة وحرج فهي لا تريد القتال ولكنه وقع رغمًا عنهـا، وأصبحت في وسط المعمعة، وصارت تنادي بالكف، فلا مجيب، وكان كل من أخذ بخطام الجمل قتل، فجاء محمد بن طلحة (السجاد) وأخذ بخطامة وقال لأمه أم المؤمنين: يا أماه ما تأمرين؟ فقالت: كن كخيري ابني آدم – أي كف يدك – فأغمد سيفه بعد أن سلة فُقتل رحمه الله(104), كما قتل عبد الرحمن ابن عتاب بن أسيد، الذي حاول أن يقتل الأشتر حتى لو قتل معه؛ وذلك أنه صارعه فسقطا على الأرض جميعًا، فقال ابن عتاب لمن حوله: اقتلوني(105) ومالكًا، لحنقه عليه لما كان له من دور بارز في تحريض الناس على عثمان، رضي الله عنه، ولكن الأشتر لم يكن معروفًا بمالك، ولم يك قد حان أجله ولو قال الأشتر لابتدرته سيوف كثيرة(106), وأما عبد الله بن الزبير، فقد قاتل قتالاً منقطع النظير، ورمى بنفسه بين السيوف، فقد استخرج من بين القتلى وبه بضع وأربعون ضربة وطعنة، كان أشدها وآخرها ضربة الأشتر؛ إذ من حنقه على ابن الزبير لم يرض أن يضربه وهو جالس على فرسه بل وقف في الركابين فضربه على رأسه ظانًا أنه قتله(107), واستحر القتل أيضًا في بنى عدى وبنى ضبة والأزد، وقد أبدى بنو ضبة حماسة وشجاعة وفداء لأم المؤمنين، وقد عبر أحد رؤسائهم وهو عمر بن يثربى الضبي برجزه.
نحن بنى ضبة أصحاب الجمل
> ننازل الموت إذا الموت نزل

الموت عندنا أحلى من العسل
ننعى ابن عفان بأطراف الأسل(108)

أدرك أمير المؤمنين على – رضي الله عنه – بما أوتى من حنكة وقوة ومهارة عسكرية فذة – أن في بقاء الجمل استمرارًا للحرب، وهلاكًا للناس، وأن أصحاب الجمل لن ينهزموا أو يكفوا عن الحرب ما بقيت أم المؤمنين في الميدان، كما أن في بقائها خطرًا على حياتها؛ فالهودج الذي هي فيه أصبح كالقنفذ من السهام(109), فأمر على نفرًا من جنده منهم محمد بن أبى بكر «أخو أم المؤمنين» وعبد الله بن بديل أن يعرقبا الجمل ويخرجا عائشة من هودجها إلى الساحة -، أي يضربا قوائم الجمل بالسيف – فعقروا الجمل(110), واحتمل أخوها محمد وعبد الله بن بديل الهودج حتى وضعاه أمام على، فأمر به على، فأدخل في منزل عبد الله بن بديل(111), وصدق حدس على – رضي الله عنه – العسكري، فما إن زال السبب أو الدافع الذي دفع البصريين إلى الإقبال على الموت بشغف، وأخرجت أم المؤمنين من الميدان، حتى ولوا الأدبار منهزمين. ولو لم يتخذ هذا الإجراء لاستمرت الحرب إلى أن يفنى جيش البصرة أصحاب الجمل، أو ينهزم جيش على، وعندما بدأت الهزيمة نادى على أو مناديه في جيشه أن لا يتبعوا مدبرًا ولا يجهزوا على جريح، ولا يغنموا إلا ما حمل إلى الميدان أو المعسكر من عتاد أو سلاح فقط، وليس لهم ما وراء ذلك من شيء، ونهاهم أن يدخلوا الدور، ليس هذا فحسب، بل قال لمن حاربه من أهل البصرة: من وجد له شيئًا من متاع عند أحد من أصحابه، فله أن يسترده، فجاء رجل إلى جماعة من جيش على وهم يطبخون لحمًا في قدر له فأخذ منهم القدر وكفأ ما فيها حنقًا عليهم(112).
4- عدد القتلى: أسفرت هذه الحرب الضروس عن عدد من القتلى اختلفت في تقديره الروايات, وذكر المسعودي أن هذا الاختلاف في تقدير عدد القتلى مرجعه إلى أهواء الرواة(113).
فيذكر قتادة أن قتلى يوم الجمل عشرون ألفًا(114), ويظهر أن فيها مبالغة كبيرة، لأن عدد الجيشين حول هذا العدد أو أقل، أما أبو مخنف الرافضي الشيعي، فقد بالغ كثيرًا – بحكم ميوله – وقد أساء من حيث يظن أنه أحسن؛ إذ ذكر أن العشرين ألفًا هم من أهل البصرة(115), وأما سيف فيذكر أنهم عشرة آلاف نصفهم من أصحاب على رضي الله عنه ونصفهم من أصحاب عائشة، رضي الله عنها، وفي رواية أخرى قال: وقيل خمسة عشر ألفًا، خمسة آلاف من أهل الكوفة، وعشرة آلاف من أهل البصرة، نصفهم قتل في المعركة الأولى ونصفهم في الجولة الثانية(116), والروايتان ضعيفتان للانقطاع وغيره، وفيهما مبالغة أيضًا، ويذكر عمر بن شيبه بسنده أن القتلى يزيدون على ستة آلاف، إلا أن الرواية ضعيفة سندًا(117), أما اليعقوبي، فقد جاوز هؤلاء جميعًا؛ إذ وضع عدد القتلى اثنين وثلاثين ألفًا(118), وهذه الأرقام مبالغ فيها جدًا، وكان من أسباب المبالغة:
أ- رغبة أعداء الصحابة من السبئية وأتباعهم، في توسيع دائرة الخلاف بين أبناء الأمة التي يجمعها حب الصحاب والاقتداء بهم بعد رسول الله ×.
ب- إسهام بعض الشعراء والجهلة من أبناء القبائل، في تضخيم ما جرى وتكبيره، ليتناسب مع ما يصنعونه من أشعار ينسبونها إلى بعض زعمائهم وفرسانهم، فضلاً عن وجود قصاص السمر، ورواة الأخبار الذين يجلبون اهتمام الناس بهم، من خلال الأحداث المثيرة التي يتحدثون عنها.
جـ- إيجاد الثقة في نفوس أتباع الغوغاء والسبئية لإثبات نجاح خططهم وتدابيرهم(119) أما عن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل فقد كان ضئيلاً جدًا للأسباب التالية:
* قصر مدة القتال، حيث أخرج ابن أبى شيبه بإسناد صحيح(120), أن القتال نشب بعد الظهر فما غربت الشمس وحول الجمل أحد ممن كان يذب عنه.
* الطبيعة الدفاعية للقتال حيث كان كل فريق يدافع عن نفسه ليس إلا.
* قياسًا بعدد شهداء المسلمين في معركة اليرموك «ثلاثة آلاف شهيد»، ومعركة القادسية «ثمانية آلاف وخمسمائة شهيد»، وهي التي استمرت عدة أيام، فإن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل يعد ضئيلاً جدًا،هذا مع الأخذ بالاعتبار شراسة تلك المعارك وحدَّتها لكونها من المعارك الفاصلة في تاريخ الأمم.
* أورد خليفة بن خياط بيانًا بأسماء من حفظ من قتلى يوم الجمل فكانوا قريبًا من المائة(121), فلو فرضنا أن عددهم كان مائتين وليس مائة، فإن هذا يعنى أن قتلى معركة الجمل لا يتجاوز المائتين. وهذا هو الرقم الذي ترجَّح لدى الدكتور خالد بن محمد الغيث في رسالته «استشهاد عثمان ووقعة الجمل في مرويات سيف بن عمر في تاريخ الطبري- دراسة نقدية»(122).
5- هل يصح قتل مروان بن الحكم لطلحة بن عبيد الله؟ أشار كثير من الروايات إلى أن قاتل طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه، هو مروان بن الحكم(123), ولكن بعد دراسة تلك الروايات أتضح براءة مروان بن الحكم من تلك التهمة وذلك للأسباب التالية:
أ- قال ابن كثير: ويقال إن الذي رماه بهذا السهم مروان بن الحكم، وقد قيل: إن الذي رماه بهذا السهم غيره، وهذا عندي أقرب وإن كان الأول مشهورًا، والله أعلم(124).
ب- قال ابن العربي: قالوا إن مروان قتل طلحة بن عبيد الله، ومن يعلم هذا إلا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت(125).
جـ- قال محب الدين الخطيب: وهذا الخبر عن طلحة ومروان لقيط لا يُعرف أبوه ولا صاحبه(126).
د- بطلان السبب الذي قيل أن مروان قتل طلحة، رضي الله عنه، من أحله، وهو اتهام مروان لطلحة بأنه أعان على قتل عثمان، رضي الله عنه، وهذا السبب المزعوم غير صحيح حيث إنه لم يثبت من طريق صحيح أن أحدًا من الصحابة قد أعان على قتل عثمان رضي الله عنه.
هـ- كون مروان وطلحة، رضي الله عنهما، من صف واحد يوم الجمل وهو صف المنادين بالإصلاح بين الناس(127).
و- أن معاوية، رضي الله عنه، قد ولى مروان على المدينة ومكة، فلو صح ما بدر من مروان لما ولاه معاوية، رضي الله عنه، على رقاب المسلمين، وفي أقدس البقاع عند الله.
ز- وجود رواية لمروان بن الحكم في صحيح البخاري(128) – مع ما عرف عن البخاري رحمه الله من الدقة وشدة التحري في أمر من تقبل روايته – فلو صح قيام مروان بقتل طلحة، رضي الله عنه، لكان هذا سببًا كافيًا لرد روايته والقدح في عدالته(129).
6- نداء أمير المؤمنين بعد الحرب: ما إن بدأت الحرب تضع أوزارها، حتى نادى منادي على: أن لا يجهزوا على جريح، ولا يتبعوا مدبرًا، ولا يدخلوا دارًا، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، وليس لجيشه من غنيمة إلا ما حمل إلى ميدان المعركة من سلاح وكراع، وليس لهم ما وراء ذلك من شيء، ونادى منادي أمير المؤمنين فيمن حاربه من أهل البصرة من وجد شيئًا من متاعه عند أحد من جنده، فله أن يأخذه(130), وقد ظن بعض الناس في جيش على أن عليًا سيقسم بينهم السبي، فتكلموا به ونشروه بين الناس، ولكن سرعان ما فاجأهم على رضي الله عنه، حين أعلن في ندائه: وليس لكم أم ولد، والمواريث على فرائض الله، وأي امرأة قُتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرًا، فقالوا مستنكرين متأولين: يا أمير المؤمنين تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم؟ فقال على: كذلك السيرة في أهل القبلة، ثم قال: فهاتوا سهامكم وأقرعوها على عائشة فهي رأس الأمر وقائدهم، ففرقوا وقالوا: نستغفر الله، وتبين لهم أن قولهم وظنهم خطأ فاحش، ولكن ليرضيهم قسم عليهم رضي الله عنه من بيت المال خمسمائة خمسمائة(131).
7- تفقده للقتلى وترحمه عليهم: بعد انتهاء المعركة خرج على يتفقد القتلى مع نفر من أصحابه، فأبصر محمد بن طلحة (السجاد) فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله لقد كان شابًا صالحًا، ثم قعد كئيبًا حزينًا...ودعا للقتلى بالمغفرة، وترحم عليهم وأثنى على عدد منهم بالخير والصلاح(132), وعاد إلى منزله فإذا امرأته وابنتاه يبكين على عثمان وقرابته والزبير وطلحة وغيرهم من أقاربهم القرشيين. فقال لهن: إني لأرجو أن نكون من الذين قال الله فيهم: +وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ " [الحجر:47]. ثم قال: ومن هم إن لم نكن؟! ومن هم إن لم نكن؟! فما زال يردد ذلك حتى وددت أنه سكت(133).
8- مبايعة أهل البصرة: كان أمير المؤمنين على رضي الله عنه حريصًا على وحدة الصف، واحترام رعايا الدولة، ومعاملتهم المعاملة الكريمة، وكان لهذه المعاملة أثر بالغ في مبايعة أهل البصرة لأمير المؤمنين على، وكان أمير المؤمنين قد وضع الأسرى في مساء يوم الجمل في موضع خاص، فلما صلى الغداة طلب موسى بن طلحة بن عبيد الله، فقربه ورحب به وأجلسه بجواره وسأله عن أحواله وأحوال إخوته، ثم قال له: إنا لم نقبض أرضكم هذه ونحن نريد أن نأخذها، إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس، ودفع له غلتها وقال: يا ابن أخي وأتنا في الحاجة إذا كانت لك، وكذلك فعل مع أخيه عمران بن طلحة فبايعاه، فلما رأى الأسارى ذلك دخلوا على علىًّ رضي الله عنه يبايعونه، فبايعهم وبايع الآخرين على راياتهم قبيلة قبيلة(134), كما سأل عن مروان بن الحكم وقال: يعطفني عليه رحم ماسة، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش، وقد أرسل مروان إلى الحسن والحسين وابن عباس رضي الله عنهم ليكلموا عليًا فقال على: هو آمن فليتوجه حيث شاء، ولكن مروان إزاء هذا الكرم والنبل، لم تطاوعه نفسه أن يذهب حتى بايعه(135), كما أن مروان – رضي الله عنه – أثنى على فعال أمير المؤمنين على فقال لابنه الحسن: ما رأيت أكرم غلبة من أبيك، ما كان إلا أن ولَّينا يوم الجمل حتى نادى مناديه: ألا لا يتبع مدبر، ولا يذفف على جريح(136). وبذلك تمت بيعة أهل البصرة لأمير المؤمنين على، وولى عليهم ابن عمه عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، وولى على خراجها زياد بن أبيه، وأراد على رضي الله عنه أن يمكث فيها مدة أطول، لولا أن مالكًا (الأشتر) أعجلة من ذلك؛ وذلك أن الأشتر كان يطمع في أن يلي ولاية، فلما علم بأن ابن عباس ولى إمارة البصرة غضب وسار في قومه، فخشي على رضي الله عنه منه شرًا وفتنة، فاستعجل ببقية جيشه، وأدركه، وعاتبه على سيره وأظهر أنه لم يسمع عنه شيئًا(137).
9- حديث أبى بكرة عن رسول الله ×: «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار»(138). قال القرطبى: قال علماؤنا: ليس هذا الحديث حديث أبى بكرة – في أصحاب النبي ×، بدليل قوله تعالى: + وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" [الحجرات:9، 10]. فأمر الله تعالى بقتال الفئة الباغية، ولو أمسك المسلمون عن قتال أهل البغي لتعطلت فريضة من فرائض الله. وهذا يدل على أن قوله: «القاتل والمقتول في النار» ليس في أصحاب النبي ×، لأنهم إنما قاتلوا على التأويل. قال الطبري: لو كان الواجب في كل اختلاف يكون بين الفريقين من المسلمين الهرب منه ولزوم المنازل وكسر السيوف، لما أقيم حد ولا أبطل باطل، ولوجد أهل النفاق والفجور سبيلاً إلى استحلال كل ما حرم الله عليهم من أموال المسلمين، وسبي نسائهم، وسفك دمائهم، بأن يتحزبوا عليهم، ويكف المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا: هذه فتنة قد نهينا عن القتال فيها، وأمرنا بكف الأيدي والهرب منها(139). وقال النووي: وأما كون القاتل والمقتول فمحمولة على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها، ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك، وقد يعفو الله تعالى عنه، هذا مذهب أهل الحق.. وعلى هذا يتأول كل ما جاء من نظائره. واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة، رضي الله عنهم، ليست بداخلة في هذا الوعيد، ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم، وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا، بل اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ، فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيبًا وبعضهم مخطئًا معذورًا في الخطأ في الاجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه، وكان على رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحروب، هذا هو مذهب أهل السنة، وكانت القضايا مشتبهة حتى إن جماعة من الصحابة تحيروا فاعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولم يتيقنوا الصواب ثم تأخروا عن مساعدتهم(140).
10- تاريخ معركة الجمل: اختلف المؤرخون في تاريخ وقعة الجمل إلى أقوال كثيرة منها:
أ- أخرج خليفة بن خياط من طريق قتادة أن الفريقين التقيا يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكانت الوقعة يوم الجمعة(141).
ب- أخرج عمر بن شبَّة أن الوقعة كانت في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين(142).
جـ- أخرج الطبري من طريق الواقدى أن الواقعة كانت يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين(143).
د- ذكر المسعودي أن الوقعة كانت يوم الخميس في العاشر من جمادى الأولى(144), غير أن أرجح الأقول هو ما أخرجه خليفة بن خياط من طريق قتادة حيث إن إسناد روايته يعد أصح ما في الباب.
11- أفلا نكف عنهن وهن مسلمات؟: جاء أمير المؤمنين إلى الدار التي فيها أم المؤمنين عائشة، فاستأذن وسلم عليها ورحبت به، وإذا النساء في دار بنى خلف يبكين على من قُتل، منهم عبد الله وعثمان ابنا خلف، فعبد الله قتل مع عائشة، وعثمان قتل مع على، فلما دخل على قالت له صفية امرأة عبد الله، أم طلحة الطلحات: أيتم الله منك أولادك كما أيتمت أولادي. فلم يرد عليها على شيئًا، فلما خرج أعادت عليه المقالة أيضًا فسكت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أتسكت عن هذه المرأة وهي تقول ما تسمع؟ فقال: ويحك إنا أمرنا أن نكف عن النساء وهن مشركات، أفلا نكف عنهن وهن مسلمات؟! (145).
12- اعتذار أبى بكرة الثقفي عن إمارة البصرة: جاء عبد الرحمن بن أبى بكرة الثقفي إلى أمير المؤمنين فبايعه فقال له على: أين المريض؟ - يعنى أباه – فقال: إنه والله مريض يا أمير المؤمنين، وإنه على مسرتك لحريص. فقال: امش أمامي، فمضى إليه فعاده، واعتذر إليه أبو بكرة فعذره، وعرض عليه البصرة فامتنع وقال: رجل من أهلك يسكن إليه الناس، وأشار عليه بابن عباس فولاه على البصرة، وجعل معه زياد بن أبيه على الخراج وبيت المال، وأمر ابن عباس أن يسمع من زياد(146).
13- موقف أمير المؤمنين على ممن ينال من عائشة: قال رجل: يا أمير المؤمنين، إن على الباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر علىٌّ القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابهما(147), وقد قام القعقاع بذلك.
14- دفاع عمار بن ياسر عن أم المؤمنين عائشة: عن محمد بن عريب قال: قام رجل فذكر عائشة عند على، فجاء عمار فقال: من هذا الذي يتناول زوجة نبينا؟ اسكت مقبوحًا منبوذًا مذمومًا مدحورًا(148).وجاء في رواية: اغرب مقبوحًا، أتؤذى حبيبة رسول الله ×؟!(149) وجاء في رواية: ذكرت عائشة عند على رضي الله عنهما فقال: حليلة رسول الله ×(150).

ـــــــــــــــ ـ
(1) الثقات لابن حبان (2/283)، الأنصار في العصر الراشدى: ص(161).
(2) الثقات لابن حبان (2/283)، الأنصار في العصر الراشدى: ص(161).
(3) الثقات لابن حبان (2/283)، الأنصار في العصر الراشدى: ص(161).
(4) استشهاد عثمان ووقعة الجمل: ص(183).
(5) تاريخ الطبري (5/507).
(6) تاريخ الطبري (5/481).
(7) الطبقات (3/237)، الأنصار في العصر الراشدى: ص(163).
(8) البداية والنهاية نقلاً عن الأنصار في العصر الراشدى: ص(164).
(9) تاريخ الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين.
(10) الأنصار في العصر الراشدى: ص(164).
(11) الأنصار في العصر الراشدى: ص (164).
(12) تاريخ خياط: ص(16)، مصنف ابن أبى شيبة (8/710).
(13) العثمانية للجاحظ: ص (175)، الأنصار في العصر الراشدى: ص(165).
(14) الخلافة الراشدة من تاريخ ابن كثير، كنعان: ص(356).
(15) الخلافة الراشدة من تاريخ ابن كثير كنعان: ص(356).
(16) الأنصار في العصر الراشدى: ص(165).
(17) تاريخ الطبري (5/481).
(18) الإنصاف فيما وقع في تاريخ العصر الراشدى من الخلاف: ص(388).
(19) مسند أبى يعلى (1/381) قال محققه: إسناده صحيح.
(20) شرق المدينة المنورة تبعد 204 كيلو مترات.
(21) أنساب الأشراف (2/45)، خلافة على بن أبى طالب: ص(143).
(22) تاريخ الطبري (5/482)خن: أخرج الصوت من خياشميه.
(23) دباب كقطام: دعاء الضبع للضبع.
(24) تاريخ الطبري (5/482).
(25) تاريخ الطبري (5/514)، مصنف ابن أبى شيبة (15/12) إسناده حسن.
(26) خلافة على بن أبى طالب: ص (144)، سير أعلام النبلاء (3/486).
(27) ذو قار، ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة، معجم البلدان (4/393).
(28) تاريخ الطبري (5/519- 521).
(29) فتح الباري (13/53)، التاريخ الصغير (1/109).
(30) تاريخ الطبري (5/516).
(31) أولو النهى: أصحاب العقول.
(32) تاريخ الطبري (5/516).
(33) مصنف عبد الرزاق (5/456، 457) بسند صحيح إلى الزهري مرسلاً، خلافة على بن أبى طالب: ص (146)، والإسناد حسن لغيره، قاله عبد الحميد على.
(34) تاريخ الطبري (5/519).
(35) البخاري، ك الفتن.
(36) المدينة النبوية فجر الإسلام والعصر الراشدى (2/304).
(37) تاريخ الطبري (5/510).
(38) النائرة: العداوة.
(39) البداية والنهاية (7/250)، تاريخ الطبري (5/529).
(40) البداية والنهاية (7/250).
(41) تاريخ الطبري (5/52)، الإنصاف فيما وقع في تاريخ العصر الراشدى: ص(406).
(42) الإنصاف، د.حامد: ص (406).
(43) الطبقات لابن سعد (4/87)، خلافة على، عبد الحميد: ص (148).
(44) الطبقات لابن سعد (7/92) من طريقين صحيحة الإسناد، وخلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد: ص (149).
(45) الانقياد التام لسياسة أمير المؤمنين على في التعامل مع قتلة عثمان.
(46) البداية والنهاية (7/739)، تاريخ الطبري (5/521).
(47) تاريخ الطبري (5/525).
(48) المصدر نفسه (5/539)
(49) المصدر نفسه (5/525).
(50) تاريخ الطبري (5/526).
(51) المصدر نفسه (5/527)، تحقيق مواقف الصحابة (2/120).
(52) تاريخ الطبري (5/526).
(53) المصدر نفسه (5/527).
(54) تاريخ الطبري (5/541).
(55) تاريخ الطبري (5/541).
(56) تاريخ الطبري (5/541).
(57) تاريخ خليفة بن خياط: ص(182).
(58) عبد الله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام: ص (192، 193).
(59) المصدر نفسه: ص(194).
(60) فتح الباري (13/56).
(61) شرح العقيدة الطحاوية: ص(546).
(62) التمهيد: ص(233).
(63) تثبيت دلائل النبوة للهمداني: ص(299).
(64) العواصم من القواصم: ص(156، 157).
(65) الفصل في الملل والنحل (4/157، 158).
(66) العبر (1/37)، عبد الله بن سبأ للعودة: ص(195).
(67) تاريخ الإسلام (1/15)، عبد الله بن سبأ للعودة: ص(195).
(68) تاريخ الإسلام (1/15)، عبد الله بن سبأ للعودة: ص(195).
(69) عبد الله بن سبأ للعودة: ص(195).
(70) المصدر نفسه: ص(196).
(71) هو نفيع بن الحارث بن كلدة الثقفي، كما قال الإمام أحمد وعزا هذا القول إلى الأكثرين، وقبل إنه نفيع ابن مسروح وبه جزم ابن سعد، وقيل اسمه مسروح وبه جزم ابن إسحاق. وعلى كل فهو مشهور بكنيته أبى بكرة، من فضلاء الصحابة، ومن أهل الطائف، وممن اعتزل الفتنة يوم الجمل وأيام صفين، قيل في سبب كنيته أنه تدلى من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بها. توفى بالبصرة 52هـ.
(72) مسلم (4/2213)، ك الفتن.
(73) الأساس في السنة وفقهها، السيرة النبوية (4/1711).
(74) صحيح مسلم على شرح النووي (18/10).
(75) تاريخ الطبري (5/506).
(76) تاريخ الطبري (5/506).
(77) المصدر نفسه (5/516).
(78) المصدر نفسه (5/541).
(79) المصدر نفسه (5/541، 543)، الخلفاء الراشدون للخالدى: ص(245).
(80) تاريخ الطبري (5/541).
(81) مصنف ابن أبى شيبة (15/543)، الخلفاء الراشدون للخالدى: ص(245).
(82) مسند أحمد (3/19) قال محققه أحمد شاكر: إسناده صحيح.
(83) استشهاد عثمان ووقعة الجمل: ص(201) خرج طرق الحديث وحكم عليها بالضعف.
(84) المدينة النبوية فجر الإسلام (2/324)، المطالب العلية رقم (4468).
(85) مسند أحمد (1/47- 49)، (11/38) إسناده صحيح، تحقيق أحمد شاكر.
(86) خلافة على بن أبى طالب: ص(154).
(87) المصدر نفسه ص(154)، تاريخ الطبري (5/506).
(88) الطبقات (3/110) إسناده صحيح، خلافة على: ص(155).
(89) الطبقات (3/10)، تاريخ خليفة: ص(186).
(90) المدينة النبوية فجر الإسلام (2/248).
(91) البداية والنهاية (7/253).
(92) البداية والنهاية (7/253).
(93) تاريخ الطبري (5/540).
(94) المستدرك (3/366)، استشهاد عثمان: ص(200).
(95) تاريخ خليفة ص185، استشهاد عثمان: ص(202).
(96) البداية والنهاية (7/521).
(97) مصنف عبد الرزاق (5/456)، بسند صحيح إلى الزهري.
(98) البداية والنهاية (7/253).
(99) البداية والنهاية (7/253).
(100) مصنف أبى شيبة (15/268) بسند صحيح، سنن سعيد بن منصور (2/236) بسند صحيح.
(101) مصنف ابن أبى شيبة (15/258) رجاله رجال الصحيح.
(102) الطبقات (5/2) بسند صحيح.
(103) البداية والنهاية (7/253)، تاريخ خليفة: ص(190) بسند حسن.
(104) البداية والنهاية (7/254).
(105) نسب قريش: ص(281)، التاريخ الصغير للبخاري (1/110) بسند صحيح.
(106) مصنف ابن أبى شيبة (15/228)، مرويات أبى مخنف ص268إسناده صحيح.
(107) خلافة على بن أبى طالب، عبد الحميد: ص(159).
(108) مصنف ابن أبى شيبة (15/228) بسند صححه ابن حجر في الفتح (13/57، 58).
(109) تاريخ خليفة: ص(190) بسند حسن، خلافة على، عبد الحميد: ص(159).
(110) أنساب الأشراف للبلاذرى (2/43) بسند متصل.
(111) أعلام الحديث للخطابي (3/1611).
(112) مصنف ابن أبى شيبة (15/286، 287) بسند جيد، الفتح (13/57).
(113) مصنف ابن أبى شيبة (15/286، 287) بسند جيد، الفتح (13/57).
(114), (6) مروج الذهب (3/367).
(115) المصدر نفسه (2/367).
(116) تاريخ خليفة بن خياط (186) بسند مرسل.
(117) تاريخ الطبري (5/542- 555).
(118) تاريخ خليفة بن خياط (186) إسناده منقطع وهو حسن إلى قتادة.
(119) مصنف ابن أبى شيبة (7/546)، فتح الباري (13/62).
(120) الإنصاف: ص(455).
(121) مصنف ابن أبى شيبة (7/546)، فتح الباري (13/62).
(122) تاريخ خليفة: ص(187، 190).
(123) استشهاد عثمان ووقعة الجمل: ص(215).
(124) الطبقات (3/223)، تاريخ المدينة (4/1170)، تاريخ خيفة: ص(185).
(125) البداية والنهاية (7/248).
(126) العواصم من القواصم: ص(157- 160).
(127) العواصم من القواصم: ص(157- 160).
(128) استشهاد عثمان ووقعة الجمل: ص(202).
(129) فتح الباري (2/520)، استشهاد عثمان: ص(203).
(130) استشهاد عثمان ووقعة الجمل: ص(202).
(131) خلافة على بن أبى طالب: ص(168) عبد الحميد، مصنف ابن أبى شيبة (15/286) بسند صحيح.
(132) مصنف ابن أبي شيبة (15/286) بسند صححه ابن حجر (13/57).
(133) مصنف ابن أبى شيبة (15/261)، المستدرك (3/103، 104، 375) والإسناد حسن لغيره، خلافة على بن أبى طالب، ص(169).
(134) مصنف ابن أبى شيبة (15/268 – 269) خلافة على ص169) عبد الحميد.
(135) الطبقات (3/224) بسند حسن، المستدرك (3/376، 377).
(136) سنن سعيد بن منصور (2/337) بسند حسن.
(137) كتاب أهل البغي من الحاوي الكبير للماوردي: ص(111)، فتح الباري (13/62).
(138) فتح الباري (13/57)، خلافة على، عبد الحميد: ص(174).
(139) مسلم. ك الفتن (4/233).
(140) التذكرة (2/232، 233).
(141) شرح صحيح مسلم (8/227، 228).
(142) تاريخ خليفة بن خياط: ص(184، 185).
(143) فتح الباري (13/61).
(144) استشهاد عثمان: ص(206) نقلاً عن تاريخ الطبري.
(145) مروج الذهب (2/360).
(146) البداية والنهاية (7/357).
(147) البداية والنهاية (7/357).
(148) المصدر نفسه (7/258).
(149) فضائل الصحابة (2/110) إسناده ضعيف، ضعيف سنن الترمذي رقم (815) للألباني.
(150) سير أعلام النبلاء (2/179) حديث حسن قاله الذهبي.
(151) المصدر نفسه (2/176) حديث حسن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.60%)]