الموضوع: التفاؤل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-10-2022, 03:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي التفاؤل

التفاؤل
أسامة طبش

نسماتُ الصباحِ العَليل تُداعِب وجهَه المستنيرَ المشرق، كم يحبُّ الصباح!وكم يحب بداياتِه الأُولى! يعشقها وهو يخوض معترَك يومِه بهمَّةٍ ونشاط.


حتى وإن كانتِ الظُّروفُ قاسيةً بعضَ الشيءِ بالنسبة إليه، إلا أنه يتحلَّى على الدَّوام بالتَّفاؤل والإيجابية، ما فائدةُ حياتِه إذا قضاها في كسلٍ وخُمول؟ يعتقد أن كلَّ لحظة فيها ثمينةٌ جدًّا، ويجب عليه استغلالُها بالشَّكل المطلوب.


لهذه الحياة وجهان: وجهٌ مشرق، ووجهٌ مُحزِن، ولكي يذوقَ حلاوتَها، عليه أن يمرَّ بأحزانها وأتراحها وآلامها، هذه سُنَّةٌ لا مفرَّ منها أبدًا، فلن تكسِب شيئًا، إلا إذا بذَلْتَ لأجله الجهودَ المُضنية، ولن تفلح في تعليمك إلا إذا سهرت اللياليَ الطويلة، ولن تفلحَ في رياضةٍ ما إذا لم يتصببْ وجهُك عرقًا، وكاد جسمُك ينهار من شدة التَّعب.


كلما سار به العمرُ في هذه الحياة، ازداد نُضْجًا وعمقًا في رؤيته لها، وازداد تمسُّكًا بالتفاؤل الذي يمُدُّه باليقين في النجاح، الصباح بالنسبة إليه وردةٌ تتفتحُ له وريقاتها، فيبدأ في اقتطافها الواحدةَ تلو الأخرى، ثم بعد ذلك يشتم عطرَها الفواح، الذي يأسر الألباب.


حبُّه للحياة لا يناقشُه فيه إنسانٌ، فهو مجالُه الذي يحقِّق فيه ذاتَه ومراده، خاصة إذا علمنا أنه تاجرٌ، وما يلزم لعمله من حركة وسفرٍ ولقاءات مع أناسٍ كُثُر، يستيقظ باكرًا؛ ليكسِب قوتَه وقوت أسرته، وفؤادُه عامر بالإرادة والعزيمة الفولاذية.


على لسانه يردد هذه الكلمات: "لا بدَّ على كل فردٍ مِنَّا أن يفيدَ المجتمع"، فيطبق هذا المعنى، ويزاول عملَه الشريف بتَفَانٍ واجتهاد منقطعَي النظير في غيره ممن هم في نفس مجاله.


ما أجملَ أن يتحلَّى كلُّ إنسان بعُمق النظرة في الحياة، وأن يذر السطحية والسفاسف وتافه الأمور، وأن يجعل من التفاؤل عنوانَه الرَّئيس، ويجعل منه في كل يوم ديدنه الذي يكتسي به كأجملِ حُلَّة! فالتفاؤل شرارةٌ إيجابية لا تتوقف عندك؛ بل تنتقلُ إلى غيرك بصورةٍ مباشرة، فحاوِل أن تتمسَّك به، وتشيعَه في رُبوع محيطِك، وكل من التقيتَه وصافحتْه يداك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.03%)]