عرض مشاركة واحدة
  #1743  
قديم 10-08-2022, 10:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )





تفسير القرآن الكريم (أيسر التفاسير)

- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
الحلقة (880)

سورة الليل
مكية وآياتها احدى وعشرون آية

المجلد الخامس (صـــــــ 578الى صــــ 583)

كذبت ثمود بطغواها (11) إذ انبعث أشقاها (12) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها (13) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها (14) ولا يخاف عقباها (15)

شرح الكلمات:
ثمود: أي أصحاب الحجر كذبوا رسولهم صالحا عليه السلام.
بطغواها: أي بسبب طغيانها في الشرك والمعاصي.
إذ انبعث: أي انطلق مسرعا.
أشقاها: أي أشقى القبيلة وهو قدار بن سالف الذي يضرب به المثل فيقال أشأم بن قدار.
رسول الله: أي صالح عليه السلام.
ناقة الله وسقياها: أي ذروها وشربها في يومها.
فكذبوه: أي فيما اخبرهم به من شأن الناقة.
فعقروها: أي قتلوها ليخلص لهم ماء شربها في يومها.
فدمدم: أي اطبق عليهم العذاب فأهلكهم.
بذنبهم: أي بسبب ذنوبهم التي هي الشرك والتكذيب وقتل الناقة.
فسواها: أي سوى الدمدم عليهم فلم يفلت منهم أحد.
ولا يخاف عقباها: أي ولا يخاف الرب تعالى تبعة إهلاكهم كما يخاف الإنسان عاقبة فعله إذا هو قتل
أحد أو عذبه.
معنى الآيات:
قوله تعالى {كذبت ثمود1} إلى قوله {ولا يخاف عقباها} هذه الآيات سيقت للتدليل على أمور هي أن الذنوب موجبة لعذاب الله في الدنيا والآخرة, وأن تكذيب الرسول الذي عليه كفار مكة منذر بخطر عظيم إذا استمروا عليه فقد يهلكهم الله به كما أهلك أصحاب الحجر قوم صالح, وأن محمدا رسول الله حقا وصدقا وأن إنكار قريش له لا قيمة له, وأنه لا إله إلا الله. وأن البعث والجزاء ثابتان بأدلة قدرة الله وعلمه فقوله تعالى {كذبت ثمود} إخبار منه تعالى المراد به إنذار قريش من خطر استمرارها على التكذيب وتسلية الرسول والمؤمنين وقوله {بطغواها2} أي بسبب ذنوبها التي بلغت فيها حد الطغيان الذي هو الإسراف ومجاوزة الحد في الأمر. وبين تعالى
ظرف ذلك بقوله {إذ انبعث3} أشقى تلك القبيلة الذي هو قدار بن سالف الذي يضرب به المثل في الشقاوة فيقال أشأم من قدار وقال فيه رسول الله أشقى الأوليين والآخرين قدار بن سالف وقوله فقال لهم رسول الله أي صالح {ناقة الله} 4 أي احذروها فذورها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ذروها وسقياها أي وماء شربها إذ كان الماء قسمة بينهم لها يوم ولهم يوم. {فكذبوه} في ذلك وفي غيره من رسالته ودعوته إلى عبادة الله وحده {فعقروها5} أي فذبحوها {فدمدم عليهم ربهم} أي أطبق عليهم العذاب وعمهم به فلم ينج منهم أحد وذلك بذنبهم لا بظلم منه تعالى, {فسواها} في النقمة والعذاب {ولا يخاف6 عقباها} أي تبعة تلحقه من هلاكها إذ هو رب الكل ومالك الكل وهو القاهر فوق عباده وهو العزيز الحكيم.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:

1- بيان أن نجاة العبد من النار ودخوله الجنة متوقف على زكاة نفسه وتطهيرها من أوضار الذنوب والمعاصي, وأن شقاء العبد وخسرانه سببه تدنيسه نفسه بالشرك والمعاصي وكل هذا من سنن الله تعالى في الأسباب والمسببات.
2- التحذير من الطغيان وهو الإسراف في الشر والفساد فإنه مهلك ومدمر وموجب للهلاك والدمار في الدنيا والعذاب في الآخرة.
3- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم والتخفيف عنه إذ كذبت قبل قريش ثمود وغيرها من الأمم كأصحاب مدين وقم لوط وفرعون.
4- إنذار كفار قريش عاقبة الشرك والتكذيب والمعاصي من الظلم والاعتداء.
__________

1 ثمود هي القبيلة المعروفة قوم صالح عليه السلام ومنازلهم بالحجر وهم أصحاب الحجر والجملة بيانية, لأن من سمع جواب اقسم وهو فلاح من زكى نفسه وخيبة من دساها وخسرانه تشوق إلى مثال لذلك فكان تكذيب ثمود وهلاكها.
2 الطغو اسم مصدر وهي كالطغيان الذي هو فرط الكبر والباء سببية أي كذبت ثمود رسولها صالحا عليه السلام بسبب طغواها, لأن الكبر إذا عظم في الإنسان يحمله على الجحود والمعاندة والتكذيب.
3 انبعث مضارع بعث أي بعثته فانبعث, إذا القوم بعثوا قدارا أي أرسلوه فالبعث إجابة لهم إذ كان عقره الناقة بموافقتهم ورضاهم. بل بتحريضهم له ودفعهم إليها.
4 ناقة الله منصوب على التحذير كما في التفسير والإضافة إلى التشريف والسقيا اسم مصدر من سقى يسقي سقيا.
5 فعقروها: العقر هو جرح البعير في يديه ليبرك على الأرض من الألم فإذا برك ذبح هذا الأصل ثم أصبح يطلق عقر البعير على ذبحه. والفاء في عقروها للترتيب.
6 العقبى اسم لما يحصل عقب فعل من الأفعال من تبعة لصاحبه أو مثوبة فهي كالعاقية وهي الحال التي تعقب من خير وشر.

****************************** *******

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.44 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (1.88%)]