عرض مشاركة واحدة
  #1196  
قديم 25-11-2013, 03:54 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــــــع الموضوع السابق


معجزات النباتات - غبار الطلع


إنه أمر لا يصدق لقد دحضت المكتشفات العلمية ادعاءات نظرية التطور بأن كل شيء نشأ بالمصادفة، ولهذا السبب فمن الجلي أن المخاريط من لحظة ظهورها كانت بشكلها الكامل ونظامها الدقيق لأن الله قد خلقها كذلك هناك ميزات أخرى لأشجار الصنوبر تسرّع اصطياد حبات غبار الطلع، فعلى سبيل المثال تتشكل المخاريط الأنثوية عموماً في أطراف الأغصان وهذا يخفف من نقصان غبار الطلع إلى أدنى درجة علاوة على ذلك تساعد الأوراق بفضل ترتيبها التناظري حول المخاريط في التقاط غبار الطلع القادم من جميع الجهات بتخفيفها من سرعة تيارات الهواء إنّ غبار طلع الصنوبر ككل أنواع غبار الطلع له أشكال وأحجام وكثافات مختلفة تبعاً للسلالة التي ينتمي إليها مثال: إنّ حبات غبار طلع لسلالة معينة لها كثافة تمنعها من إتباع تيار الهواء الذي تقوم به المخاريط لسلالة أخرى، ولهذا السبب تقع على الأرض وتُحدث المخاريط المتنوعة تيارات هوائية تتناسب مع حبات غبار الطلع لسلالتها، وهذه الميزة في المخاريط ليست فقط لالتقاط غبار الطلع بل تستخدم النباتات هذه الفلترة (التصفية) لتيارات الهواء لأعمال مختلفة أخرى، فالمخاريط المؤنثة تستطيع بهذه الطريقة تغيير اتجاه غبار الطلع المصاب بالفطريات الذي يمكن أن يؤذي خلايا البيض فيها لا تقتصر الاحتياطات أو التدابير الوقائية التي تقوم بها النباتات كي يصل إليها غبار الطلع المتناثر في الهواء ويخصبها على ذلك بل تتعداه، فالنبات ينتج كمية كبيرة من غبار الطلع أكثر من المطلوب إلى حد يضمن معه عملية الإلقاح، وبذلك لا يتأثر النبات بنقص غبار الطلع الذي يمكن أن يكون لأسباب عديدة مثال ذلك أن كل مخروط مذكر يُنتج على شجرة الصنوبر أكثر من 5 مليون حبة غبار طلع في السنة، وتنتج شجرة صنوبر واحدة في المنطقة 12,5بليون حبة غبار طلع في السنة، وهو رقم ضخم وغير عادي مقارنة بالكائنات الحية الأخرى (3)بالرغم مما سبق يواجه غبار الطلع الذي تحمله الرياح عدداً من الصعوبات أو العوائق، إحداها الأوراق، لذلك عندما يتناثر غبار الطلع في الهواء تتفتح أزهار بعض النباتات (البندق، الجوز، الخ) قبل أوراقها حتى يحدث الإلقاح بينما لا تزال أوراقها غير نامية وتوجد الأزهار في ثلاثة أقسام من الفصيلة النجيلية (الحبوب) والصنوبر لتسهيل الإلقاح، وفي هذه الحالة تكون الأوراق منظمة بشكل لا يجعلها عائقاً أمام حركة غبار الطلع يمكن لغبار الطلع بواسطة هذه الترتيبات المسبقة أن يقطع مسافات طويلة نسبياً وتتنوع المسافة حسب السلالة مثال: يمكن أن تسافر حبات غبار الطلع المزودة بجيوب هوائية إلى مسافات أبعد من غيرها، وقد تبين أن حبات غبار طلع الصنوبر التي لديها جيبين هوائيين يمكن أن تقطع مسافة تصل إلى 300 كم في تيارات الهواء العالية (4) ويوازي ذلك في الأهمية حقيقة أن آلاف الأنواع من غبار الطلع تقطع مثل هذه المسافات في الجو محمولة بنفس الريح لكن دون أن تحدث أي فوضى بينها توجه حبات غبار الطلع نحو هدف هالكي نفهم بشكل أفضل الميزات المدهشة للنباتات المُخصَبة بواسطة الريح نأخذ مثالاً آخر: تتبع الصواريخ مساراً محددا مسبقاً لتصل إلى أهدافها، ولهذا السبب يجب أن تكون هناك حسابات دقيقة جداً في التخطيط لمسار الصاروخ ليصل إلى هدفه وميزات الصاروخ هي: قدرة المحرك وسرعة الطيران بالإضافة إلى ما يرافقها من خصائص الظروف الجوية مثل كثافة الهواء، مع البرمجة الدقيقة لكل ما سبق وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون هناك معرفة دقيقة بتركيب منطقة الهدف والظروف السائدة هناك؛ ولكي نصل إلى هذا الأمر علينا القيام بقياسات دقيقة وإلا فإن الصاروخ يخرج عن مساره ويفشل في الوصول إلى هدفه ويتعين على المهندسين العمل بشكل جماعي والتفكير في كل التفاصيل لكي يصيب الصاروخ هدفه بنجاح ومن الواضح أن النجاح في التصويب وبلوغ الهدف هو نتاج عمل جماعي وحسابات دقيقة وتقنية عالية يشبه التصميم الدقيق لنظام التكاثر في المخاريط نظام الصاروخ وتصويبه نحو هدفه لكون كل شيء محسوب بدقة وبشكل مسبق مع تعديلات حساسة جداً، وقد أخذ في الحسبان العديد من التفاصيل مثل اتجاه تيار الهواء والكثافات المختلفة للمخاريط وشكل الأوراق الخ، وبنيت خطط التكاثر على أساس هذه المعلومات يطرح وجود مثل هذه التراكيب المعقدة في النباتات السؤال عن كيفية ظهور هذه الآليات، ولكن لنجب على هذا السؤال بسؤال آخر، هل يمكن أن يكون هذا التركيب في المخاريط محض مصادفة؟
إنّ النظام المعمول به داخل الصواريخ هو نتاج سنوات طويلة من الدراسة والعمل الشاق لمهندسين خبراء في مجالهم يتمتعون بالذكاء والمعرفة والتراكيب المعقدة في المخاريط والتي تشبه النظام الذي يعمل في الصواريخ خططت بالطريقة نفسها، والادعاء بأن الصاروخ تكون بالمصادفة وأنه يمكن أن يصيب هدفه بأتباع مسار عشوائي هو شيء غير منطقي كالادعاء بأن الحركات غير العادية لحبات غبار الطلع المصوبة إلى هدفها بالطريقة نفسها، والتراكيب الدقيقة في المخاريط هي نتيجة المصادفة من المستحيل بالطبع أن تكون لحبات غبار الطلع القدرة والمعرفة حتى تجد طرقها المختلفة في هذه الرحلة وفي نهاية المطاف فحبات غبار الطلع هي عبارة عن مجموعة من الخلايا، وإذا تمعنا فيها نجد أنها مصنوعة من ذرات غير مدركة ولا مجال للشك بأن امتلاك مخروط لنظام مليء بالمعلومات المفصلة عن التخصيب هو نتيجة لخلق الله العليم العلي القدير هناك نقطة هامة أخرى في تخصيب أشجار الصنوبر ألا وهي أن الريح الموضوعة قيد التحكم تقوم بواجبات النقل بشكل دقيق دون أي خطأ وهذا دون شك من عمل الله رب العالمين الذي يوجه العملية برمتها من السّماوات إلى الأرض وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في هذه الآية(وَأَرْسَلْنَا الرِّيحَ لَوَاقِحَ سورة)[الحجر: 22].
تقوم جميع النباتات في العالم بدون استثناء بالعمليات نفسها وكل سلالة تعرف ما عليها القيام به منذ نشأتها وهذا الحدث الذي يجري بمساعدة تيارات الريح منذ ملايين السنين وحتى الآن يتم دون صعوبة بالرغم من أنه معتمد على احتمالات مختلفة وكما رأينا فكل شيء يحدث في مكانه المناسب وتوقيته الصحيح لأن كل آلية من هذه الآليات ملزمة بالعمل في انسجام مع غيرها في المكان والزمان، وإذا فُقدت أو غابت إحداها فهذا يعني نهاية السلالة النباتية لهذا الصنف من النبات من الواضح أن هذه الأنظمة التي ليس لديها ذكاء أو إرادة أو إدراك تلعب دورها في هذه الأحداث التي لا تصدق بأمر من خالقها، من الله تعالى ذي القوة المطلقة و المعرفة، فهو الذي يتحكم في كل شيء في كل لحظة وخطط لكل شيء حتى أدق التفاصيل فالله هو الذي أوجد كل شيء حي وجامد وكل، ويبين الله تعالى هذا السر في الآية الكريمة:(الله الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)[ سورة الطلاق: 12].
لكي نشرح هذه النقطة علينا أن نتخيل أننا نشهد إنجازاً تكنولوجياً دقيقاً أو معملاً أو مبنى كل تفصيل فيه تم التخطيط له بدقة وروّية: فنحن نشعر، بدون شك، أن وراء ما ذكر مُخطِط أو مُصمِم نحن نعرف بالطبع أن من قام بالتخطيط هم أُناس مختصون ذوو معرفة ودراية، وأن هناك فهما دقيقا لكل مرحلة ولا يمكن لأحد بعد ذلك أن يقف ويدّعي بأن هذه الأشياء ظهرت لوحدها عبر الزمن نحن نقدر ذكاء المخططين ونثني على براعتهم إن جميع الكائنات خُلقت مزودة بأنظمة في غاية الدقة ومعتمدة على أدق الموازين نرى هذا أينما نظرنا من حولنا بدون استثناء وليس هناك أدنى شك في أن الله يستحق المديح والثناء، فهو خالق جميع الكائنات الحية ومبدعها والنباتات ككل شيء آخر في الكون تحافظ على وجودها بفضل الأنظمة التي خلقها الله وبتعبير آخر فهي تحت رقابته وسيطرته( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ الله لَهوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ. سورة الحج:64وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )[سورة الأنعام:59].
الملقحات أثناء العمل كما ذكرنا سابقاً فإن بعض السلالات النباتية تتكاثر بواسطة غبار الطلع الذي تحمله الحيوانات مثل الحشرات والطيور والنحل والفراشات أذهلت العلاقة بين النباتات -التي تسمح للحيوانات بنثر غبار طلعها- والحيوانات التي تقوم بهذا الواجب وتؤثر هذه الكائنات الحية على بعضها البعض بأساليب خبيرة بهدف المحافظة على استمرارية نظام الأخذ والعطاء المتبادل وفي البدء كان الاعتقاد الشائع أن النباتات تلعب دوراً صغيرًا في هذه العلاقة، في حين بيّنت نتائج الباحثين خلاف هذا الرأي، فالنباتات تلعب دوراً فعالاً ومباشر في التأثير على سلوك الحيوانات، ولقد اتبعت استراتيجيات مثالية لتوجيه الحيوانات التي تحمل غبار طلعها مثال ذلك أنّ الإشارات اللونية للنبات تدل الطيور والحيوانات الأخرى على الثمرات الناضجة والجاهزة للانتثار، كما ترتبط كمية الرحيق الموجودة مع لون الأزهار لتزيد فرص التخصيب بتشجيع الملقح للبقاء مدة أطول فوق النبات، وهناك روائح زهرية خاصة تجذب الملقحين الملائمين في الوقت المناسب تماماً (5)وفي بعض الأحيان تستخدم النباتات طرق خداع لبدء عملية التلقيح، وبشكل عام يقع الحيوان الذي سيحمل ذرات غبار الطلع المنتثرة في الشرك الذي نصبه النبات وبهذا يبلغ النبات هدفه الأساليب التي تستخدمها النباتات:اللون، الشكل، الرائحة يساعد اللون في إعلام الملقحين بوجود الأزهار، وليس ذلك فحسب بل إنه يعلن عن مكافأة وهي رحيق الزهرة فعندما يقترب ملقح ما تعطي الزهرة إشارات منبهة مثل الرائحة لترشد الحشرة لموقع الرحيق، أما الأزهار التي ترشد الملقحين بواسطة اللون فهي توجههم إلى المركز حيث يوجد الرحيق، وهكذا يحدث التخصيب (6) تُعرف النباتات بالوظيفة الإرشادية لألوانها، وفي الواقع فهي تخدع الحيوانات باستخدام هذه الميزة بإدراك قويو تستخدم بعض النباتات التي لا رحيق لها الميزات اللونية للأزهار منتجة الرحيق لتجذب الحشرات إليها، وأحد الأمثلة الجيدة على ذلك:cephelanthera الحمراء وهي صنف من الأوركيد (نبتة من الفصيلة السحلبية) وbeltflowers الزرقاء التي تنمو في الغابات في المناخ المتوسطي بينما تعطي beltflowersالزرقاء الرحيق الذي يجذب النحل لا تملك cephelantheraالحمراء هذه الميزة لتعمل الشيء نفسه، ولكن، وفي الوقت نفسه، فإنّ النحلة البرية المعروفة بـ ''قاطعة الأوراق'' تخصب هذين النباتين المختلفين كلياًّ وعندما يقوم النحل البري بتخصيب الأزهار الزرقاء فإنه يشعر بالحاجة إلى تخصيب الأزهار الحمراء أيضاً ولقد جذب تلقيح النحل لنبات لا يحوي رحيقاً اهتمام العلماء وبحثوا عن سبب تصرف النحل هذا يأتي جواب هذا السؤال نتيجة بحث أنجز بواسطة أداة تدعى ''
spectrophotometer''(أداة لقياس شدة الضوء في أقسام مختلفة من الطيف الضوئي الصادر من مادة أو محلول بطول موجي معين) عُرف أن النحل البري لا يقدر على التمييز بين الطول الموجي للضوء الخارج من الزهرتين المختلفتين؛وبكلام آخر بالرغم من أن البشر يمكن أن يميزوا بين الطول الموجي الخارج من الزرقاء وذلك الخارج من الحمراء لأنهم يستطيعون رؤية الفرق في اللون بين الأزهار لكن النحل البري لا يستطيع رؤية هذا الاختلاف فاللون عامل هام للملقحين والنحلة التي تذهب للزهرة الزرقاء وتعطي اللقاح تزور الزهرة الحمراء التي تنمو بجانب الزرقاء وتخصبها وتراها على أنها من اللون نفسه وكما نرى يستمر الأوركيد في الحياة والفضل في ذلك يعود لتشابهه الخفي مع الزهرة الزرقاء (7)تعلن بعض الفصائل النباتية عن جائزة تلقيح للحشرات بتغيير لون براعمها ويبين المثال التالي ذلك:
تحدث فريتز مولر، وهو عالم في التاريخ الطبيعي، في رسالة له عن نبات يدعى اللنتانة ينمو في الغابات البرازيلية:''لدينا أزهار اللنتانة (نبتة استوائية) التي تبقى لثلاثة أيام، يكون لونها أصفر في اليوم الأول وبرتقالي في اليوم الثاني وأرجواني في اليوم الثالث وتزور هذه النبتة أنواع متعددة من الفراشات، وكما رأيتُ فإن الأزهار الأرجوانية لا تُلمس أبداً ويُدخل بعض أنواع الفراش خرطومه ( الأجزاء الفموية) في داخل الأزهار الصفراء والبرتقالية؛ بينما يقتصر بعضها الآخر على الأزهار الصفراء في اليوم الأول وهذه في اعتقادي مسألة تثير الاهتمام وفي نهاية اليوم الأول من الإزهار تقع بعض الأزهار أو تصبح أقل بروزاً، وإذا لم تغير لونها مع الزمن فستضيع الفراشات وتدخل خراطيمها في الأزهار الملقحة سابقاً'' (8)كما لاحظ مولر فإن تغير لون الزهرة هو من مصلحة النبات والملقح معاً وتقدم النباتات التي تغير لونها الكثير من الرحيق للملقحين عندما تكون أزهارها فتية، وعندما يزداد عمر الزهرة يتغير لونها ويقل رحيقها؛ وبالتفسير الصحيح لتغيرات اللون يوفر الملقحون طاقة قد تضيع هباءً بزيارة النباتات التي لديها القليل من الرحيق أو لا شيء على الإطلاق تستخدم النباتات طريقة أخرى لتجذب الطيور أو الحشرات وهي الرائحة العطرة التي تفوح من أزهارها وتستخدم النباتات العطور- التي تنعشنا- لجذب الحشرات ولعطر الزهرة خاصية إظهار الطريق للحشرات من حولها فعندما تشمّ الحشرة العطر تدرك أن هناك رحيقاً لذيذاً مخزناً بالقرب منها، بعد ذلك تتجه مباشرة نحو مصدر الرائحة، وعندما تصل إلى لزهرة تحاول أن تحصل على الرحيق، وعندئذ يلتصق غبار الطلع بها؛ وتترك الحشرة نفسها خلفها غبار الطلع الذي علق بها من زهرة أخرى زارتها وبهذا تقوم بالتخصيب إن هدفها الوحيد هو الوصول إلى الرحيق الذي شمت رائحته، وإن كانت لا تعلم بالدور المهم الذي تقوم به أساليب خداع النبات قلنا إنّ بعض النباتات تستخدم أساليب من الخداع وهذه النباتات لا تملك الرحيق الذي يجذب الحشرات وتتخصب هذه الأنواع من النباتات بالاستفادة من تشابهها بالنسبة إلى الحشرات وأحد أنواع الأوركيد - الأوركيد المرآة- لديه شكل ولون أنثى النحل كي يجذب النحل، وحتى أن هذا النوع من الأوركيد قادر على طرح مادة كيميائية مناسبة تدعى الفيرومون لجذب ذكور النحل إن أوركيد نحلة قبرص هو نوع آخر من النباتات التي تقلد الحشرات لتضمن تخصيبها وعدد أنواع الأوركيد التي تستخدم هذه الطريقة كبير وتختلف الأساليب من نوع إلى آخر؛ بعضها يقلد أنثى النحلة ورأسها للأعلى أما البعض الآخر فيكون رأسها للأسفل مثال: يستخدم أوركيد النحلة الصفراء الطريقة الثانية ولهذا السبب تختلف أشكال تخصيب الأوركيد (9) يقلد نوع آخر من الأوركيد يدعى أوركيد التنين أنثى الدبور حيث تشبه حافة زهرة أوركيد التنين شكل أنثى الدبور عديمة الأجنحة لدرجة أن ذكر الدبور فقط ينجذب إليها وتنجح بعض أنواع فصيلة الأوركيد في جذب الحشرات إليها حتى وإن كانت لا تحوي أي رحيق على الإطلاق، وهي تضمن الهبوط الآمن لذكر الدبور في أخفض منطقة في الزهرة بتقليد شكل أنثى الدبور وطرح عطر جذاب ويحاول ذكر الدبور الذي يهبط على الزهرة أن يتزاوج، ونتيجة لذلك يلتصق غبار طلع الأوركيد بجسمه، وبفضل هذا الخداع ينتقل غبار الطلع الملتصق بجسمه عندما يهبط إلى زهرة أخرى للهدف نفسه (10)هناك نبات آخر يقلد شكل أنثى الحيوانات وهو أوركيد هامر إن آلية تكاثر هذا النوع من الأوركيد الذي ينمو في الأراضي العشبية الجافة جنوب أستراليا مذهلة حقاً فلدى أوركيد هامر ورقة واحدة فقط على شكل قلب ويشبه كلياً أنثى الدبور وبينما تطير ذكور الدبابير لا تملك إناث الدبابير أجنحة وتقضي معظم وقتها في التراب وعندما يحين وقت التزاوج تخرج الإناث من الأرض وتتسلق إلى أعلى ساق نبات طويل لكي تجدها الذكور وحالما تصبح في القمة تطرح رائحة خاصة بالتزاوج وتنتظر وصول الذكور لذكور الدبابير ميزة خاصة أنها تصل إلى الأوركيد قبل أسبوعين من وصول الإناث، وهذا وضع مشوق لأنه لا توجد أية أنثى دبور في الجوار إنما الأوركيد فقط الذي يبدو وكأنه أنثى الدبور تنتظر التخصيب وعندما تصل ذكور الدبابير إلى الأوركيد تشم رائحة مشابهة لتلك التي تصدر عن إناث الدبابير وتطرحها نباتات الأوركيد، وتحت تأثير هذه الرائحة يهبط ذكر الدبور على الأوركيد محاولاً التزاوج، وعندما يحاول الهروب من الزهرة يلتصق كيسان محملان بغبار الطلع خلف رأسه أو على ظهره وبهذه الطريقة عندما يتنقل الدبور إلى زهرة أوركيد ثانية فإن غبار الطلع الملتصق به يقوم بعملية التخصيب (11) وكما رأينا هناك علاقة متناغمة ومنسجمة بين أوركيد هامر والدبور و هذا التعايش مهم جدًّا لتكاثر النبات لأنه إذا لم يحدث الإلقاح بنجاح، أو بتعبير آخر إذا لم تحمل الحشرة غبار الطلع إلى نبات آخر من الفصيلة نفسها فلن يحدث التخصيب تبين العديد من الأمثلة في الطبيعة مثل هذا التوافق الموجود بين أوركيد هامر والنحل البري وفي بعض الأحيان يكون الاختلاف بين الأزهار هو السبب لمثل هذه العلاقة ومثال لك: من السهل جدّاً لبعض الحشرات أن تدخل بعض الأزهار لأن ذلك القسم من الزهرة حيث يوجد غبار الطلع مفتوح وتستطيع الحشرات أن تدخل بسهولة إلى هذه المناطق وتصل إلى غبار الطلع وبعض النباتات لديها مدخل للرحيق بحجم مخصص لنوع محدد من الحيوانات فعلى سبيل المثال في بعض الحالات تدفع النحلات نفسها داخل هذه الفتحات لتصل إلى رحيق الزهرة إنه لمن الصعب بل من المستحيل لكائنات حية أخرى أن تفعل ما يفعله النحل بسهولة من ناحية أخرى، فالنحل وبعض الحشرات الأخرى لا تقدر على تخصيب الأزهار التي لها أنابيب تويجية دقيقة، ويمكن للحشرات ذات الخرطوم الطويل فقط كالفراشات والبشارات أن تخصب هذه الأزهار (12)إنّ الأمثلة السابقة تبين لنا أن هناك انسجاماً وتوافقاً دقيقاً بين الحشرات وأشكالها التي تناسب النباتات وكذلك بين النباتات بعضها مع بعض من المستحيل لمثل هذه العلاقة التبادلية ''التي تشبه القفل والمفتاح'' أن تكون بمحض المصادفة كما يدعي التطوريون، فهي تناقض منطق نظرية التطور نفسها فتبعاً لهؤلاء فإن الاصطفاء الطبيعي حسب زعمهم هو: أنّ أي حياة لا تتكيف مع البيئة المحيطة بها عليها إما أن تطور آليات جديدة أو تختفي وفي هذه الحالة وتبعاً لآلية الاصطفاء الطبيعي فعلى النباتات التي لم تخُصب من الحشرات بسبب تركيبة شكلها الخاص عليها إما الاختفاء أو تغيير شكل أزهارها، وبالطريقة نفسها على الحشرات التي تُخصب هذا النوع فقط من الأزهار بسبب تركيبة أعضائها الفموية أن تختفي بسبب نقص الطعام أو أن تُغير تركيبة أعضائها التي تستخدمها لجمع الغذاء لكننا عندما ننظر إلى النباتات ذات الأنابيب التويجية الطويلة أو غيرها من النباتات نرى أنها لم تطور أي تكيف أو تغير من أي نوع، وكذلك لم تفعل الكائنات الحية مثل الفراشات والبشارات استمرت الأزهار -المستفيدة من هذه العلاقة التبادلية أو التكافلية مع الملقحات التي تخصبها- بالعيش على هذا المنوال لسنوات عديدة حتى يومنا هذا ما تم شرحه حتى الآن هو موجز قصير للأساليب التي تتبعها بعض الفصائل المختلفة من النباتات لتبقى على قيد الحياة لأجيال قادمة إنك قد ترى جميع هذه التفاصيل في أي كتاب بيولوجي لكن هذه المصادر لا تستطيع تقديم أي تفسير مقنع للأسباب التي دعت النباتات لاستخدام عملية انتثار غبار الطلع؛ لأنه في كل عملية تُنفذ، فخواص مثل الفكر والإدراك واتخاذ القرار والحسابات التي لا نستطيع نسبها إلى النبات واضحة فنحن نعلم جميعاً بأن النبات ليس لديه إدراك لينفذ هذه العملية برمتها منتلقاء نفسه ''يحسب'' النبات أن تركيبه الأيروديناميكي مناسب لانتثار غبار الطلع بواسطة الريح، وكل جيل لاحق يستخدم الطريقة نفسها أما النباتات الأخرى ''فتفهم'' أنها لن تقدر على الاستفادة الكافية من الريح، ولهذا السبب تستفيد من الحشرات لتحمل غبار طلعها؛ كما''تعلم'' النباتات بأنها يجب أن تجذب الحشرات نحوها لكي تستطيع التكاثر، وتحاول بشتى الأساليب ليتم ذلك وتتعرف النباتات على ما يجب أن يكون عليه شكل الحشرات وبعد اكتشاف أي رحيق وأي رائحة فعالة لكل حشرة فإنها تُنتج الروائح بواسطة عمليات كيميائية وتنشرها في الوقت المناسب تماماً، وتتعرف على طعم الرحيق التي تفضله الحشرات وما يحوي من مواد وتنتجها بنفسها وإذا لم تكف الرائحة والرحيق لجذب الحشرات فإنها تقرر القيام بطريقة أخرى لتتناسب مع الوضع وتقوم بـ''التقليد الخادع''؛ بالإضافة إلى ذلك فإنها ''تحسب'' مقدار غبار الطلع الذي سيصل إلى نبات آخر من الفصيلة والمسافة نفسها التي سيقطعها وعلى هذا الأساس تقوم بإنتاج غبار الطلع بأفضل الكميات وأنسب الأوقات فالنباتات ''تفكر'' في احتمالات عدم وصول غبار الطلع و''تقوم باتخاذ الإجراءات الوقائية'' بهذا الخصوص بالطبع، إنّ مثل هذا السيناريو لا يمكن أن يكون حقيقة وفي الواقع يخرق هذا السيناريو كل قواعد المنطق، ولا يستطيع نبات عادي أن يستنبط أياً من الإستراتيجيات المذكورة لأن النبات لا يدرك ولا يحسب الزمن ولا يقرر الحجم والشكل ولا يستطيع أن يحسب قوة الريح واتجاهه، ولا يمكنه أن يقرر بنفسه أي تقنية يحتاجها للتخصيب، ولا يفكر في أن عليه جذب حشرة ما لم يرها قط، وعلاوة على ذلك لا يستطيع أن يقرر أيّ الأساليب يحتاج ليتمكن من عمل أي مما ذُكر مهما كثرت التفصيلات، ومن أي جهة تم التطرق إلى هذا الموضوع، وأي منطق اُستخدم فلن يتغير الاستنتاج بأن هناك شيئا استثنائيا في العلاقة بين النباتات والحيوانات لقد خُلقت هذه الكائنات الحية منسجمة مع بعضها البعض ويظهر لنا هذا النظام الدقيق من المنفعة المتبادلة أن القوة التي خلقت النباتات والحشرات لها علم دقيق بطبيعة النوعين وتدرك احتياجاتهما كاملة وخلقتهما ليكمل أحدهما الآخر إنّهما من صنع الله تعالى الذي يعلمهما جيداً ويعلم بكل شيء إنهما دليل آخر على عظمة الله وقوته المطلقة وعمله المنزه عن كل عيب مقارنة بعمل الإنسان لا تعلم النبتة سبب وجودها ولا بعملها الخارق الذي تقوم به لأنها تحت سيطرة الله الذي خطط مستقبلها وخلق كل شيء في الكون، ويستمر في خلقه كل لحظة وقد أشار الله عز وجل إلى هذه الحقيقة في القرآن الكريم: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } سورة الرحمن:6.

تحتوي النبتة المسماة بالثريا على أوراق كبيرة تتخذ شكلا شبيها بالـ ”بروش-دبوس الزينة“. ويقع في مركز هذا التركيب الورقي سويق يحمل زهرة هذه النبتة. وتتميز النبتة أيضا بأن حبوب اللقاح فيها تقع في جزء منحن أو مائل. ولهذا السبب لا تستطيع أية حشرة الوصول إلى مكان تجمع حبوب اللقاح إلا إذا كانت ذات فم معقوف. ومن هنا يتضح لنا أن حشرة العث تستطيع القيام بهذه العملية بسهولة، فهي تقوم بجمع حبوب اللقاح حتى تصبح على شكل كرة، ومن ثم تنقلها إلى زهرة ثريا أخرى حيث تقوم أولا بالنزول إلى أسفل الزهرة لوضع البيض ثم تصعد إلى القمة لكي تقوم بهز كرات حبوب اللقاح المتجمعة لديها من زهرة أخرى لكي تسقط نحو الأسفل. ويفقص البيض بعد فترة عن يرقات صغيرة تتغذى على هذه الحبوب. ولولا العث لما استطاعت نباتات الثريا التكاثر بنفسها

تتميز بعض الأزهار بكون رحيقها يقع في أعماقها. وللوهلة الأولى تبدو هذه الميزة مانعة للتلقيح الحاصل بفعل الطيور والحشرات. إلا أن هذا لا يمنع من تلقيح الأزهار أبدا، ذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق كائنات حية ذات صفات ومزايا تستطيع بواسطتها

أن تصل إلى هذا الرحيق القابع في العمق وإتمام عملية التلقيح.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.50 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]