عرض مشاركة واحدة
  #956  
قديم 11-11-2013, 08:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو



يتبـــــع الموضوع السابق

حياة النجوم بين العلم والقرآن الكريم



(والنجم إذا هوى)
نلاحظ مما ذكرنا فيما سبق من طريقة تطور النجم(كما سيظهر فيما يلي من حلقات تطور النجوم) أن الميكانيكية الأساسية التي تلعب دوراً مهما في تطور النجم من مرحلة إلى أخرى هي عملية انكماشه نحو مركزه، فالنجم يبدأ حياته من انكماش سحابة نحو مركزها، وبعد استقراره فترة طويلة من حياته ينتفخ ليصبح عملاقاً أحمراً، ولكنه يعاني من انكماش يستمر في لبه ينقله من مرحلة لأخرى في التفاعلات النووية.
ثم إنه بعد ذلك يعاني من انكماش رهيب قبل موته يؤدي إلى طمسه وتكويره على بعضه. وقبل أن ينفجر النجم الكبير (كسوبرنوفا هائلة)، فإنه يكون قد مر بانكماش رهيب لمادته نحو مركزه.
وهكذا فإن تهاوي مادة النجم وانكماشه نحو مركزه تعد بحق ميكانيكية أساسية يتحرك بها النجم من مرحلة إلى أخرى، ومن هنا أجد نفسي أقف أمام تلك الآية العظيمة من سورة النجم، يقسم ربنا جل وعلا فيها : (والنجم إذا هوى)، فهذا قسم بآية عظيمة تصور حدثاً مهما في حياة النجوم. وهي إشارة ميكانيكية أساسية تتكرر مرات ومرات في حياة النجوم. وهي بذلك دليل آخر على ما يحتويه القرآن الكريم من جوانب الإعجاز العلمي التي سبق بها كل ما وقع في أيدي البشرية من علم بحوالي أربعة عشر قرناً.
ولو وقفنا عند لفظة " هوى" نجدها تدل على هوى جسم، فلو هوى حجر من أعلى فإنه يظل في هوى حتى يسقط على سطح الأرض ـ لأنها مركز جاذبيته.
ولو تصورنا أن حجراً يهوي في غلاف المريخ فإنه سيسقط في لحظة ما على سطح المريخ، لأن الأجسام تهوي نحو مركز جاذبيتها.
ولكن، أين تهوي النجوم؟ هل هناك مركز جاذبية يمكن أن تهوي النجوم نجوه ؟ قد يتبادر إلى الذهن أن النجم يهوي إلى مركز المجرة، حيث أن النجوم تدور حوله.
ولكن هل رصدنا نجماً يهوي نحو مركز المجرة؟ تتحرك النجوم حول مركز المجرة، بحيث يحدث توازن بين قوى الجذب نحو مركز المجرة مع طاقة حركة تلك النجوم في مداراتها المعقدة حول مركز المجرة.
ولو تصورنا أن نجماً ما يقع في مكان بعيد من أطراف المجرة، فقد تسمح له ظروفه بالهروب من المجرة، ولكنه بلا شك سيهاجر إلى نظام آخر كي يعيش داخله (كمجرة مجاورة أو حشد نجمي)، وهوي النجوم في ظل هذه الحركة المدارية أمر بعيد المنال، وقد يكون من الممكن أن نقول : هناك احتمال لتصادم النجوم، ومن هنا نجد أنفسنا أمام معنى واحد يعرفه علماء الفلك بوضوح في هذه الأيام لهوي النجوم من خلال تطور النجوم هو كما ذكرنا أنفاً.
(النجم الثاقب):
النجوم الأكبر من الشمس (لكتلة تزيد عن 12 كتلة شمسية) ذات شأن آخر، حيث يتطور النجم بسرعة أكبر، وسينفجر في نهاية حياته محدثاً انفجاراً مهولاً يعرف (بالسوبرنوفاً)، وبقايا النجم بعد ذلك تكون ما يعرف (بالنجم النيوتروني)، وهو نجم نابض يتمتع بسرعات، لا أقول عالية، بل جبارة، في الدوران حول نفسه، حتى أنك لو تخليت رجلاً يقف فوق هذا النجم فإنه سيرى قفاه من شدة سرعة دورانه .
صورة للسوبرنوفا لأحد النجوم المنفجرة
تمتلك تلك النجوم خصائص عجيبة، بل ويصعب تخيلها على الكثيرين منا حتى أننا لو لم نجد ما يؤكد ما توفر لدينا من معلومات عن تلك النجوم لقلنا عنها أنها ضرب من الخيال العلمي. ولكن الأرصاد الفلكية والحسابات النظرية تؤكد حقيقة تلك النجوم وخصائصها الفريدة.
وقد تزيد كتلة النجم في بداية حياته عن 30ـ 40 كتلة شمسية، ومثل هذا النجم سينتهي (كثقب أسود)، حيث تنتصر قوى الجاذبية على جميع القوى الأخرى التي يمكن أن تتحكم في النجم، وحينها سيستمر انكماش النجم إلى حدود لا تعرف لها نهاية، فهل سيتصاغر النجم إلى ما لا نهاية!!
الثقب الأسود نجم يتمتع بجاذبية رهيبة حتى أنها تمنع الأشعة من أن تخرج من سطح النجم.
وهذا يعني أنه لن تصلنا أشعة من الثقوب السوداء، فتصبح كالثقب في ثوب السماء.
وهي (ثاقبة) بجاذبيتها الشديدة، فتجذب المادة من حولها لتبتلعها في باطنها.
ولو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن هذا النجم الثاقب كأن (طارقاً) للسماء من حوله بأحزمة من أشعته تخرج من عند قطبيه، يضرب بها صفحة السماء من حوله، بل وبها ويعرف النجم النيوتروني كنجم نابض.
ويخرج النجم النابض ما يقرب من 1000 نبضة في الثانية الواحدة، مما يوضح قوة طرقه للسماء من حوله بتلك النبضات الشديدة في سرعتها وقوتها.
ولنقف الآن أمام قوله تعالى في سورة الطارق( والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب).
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآيات : يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة، ولهذا قال تعالى : (والسماء والطارق) ثم قال : (وما أدارك ما الطارق)، ثم فسره بقوله (النجم الثاقب).
قال قتادة وغيره : إنما سمي النجم طارقاً لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار، ويؤيد ذلك ما جاء في الحديث الصحيح : نهى أن يطرق الرجل أهله طروقاً، أي يأتيهم فجأة بالليل.
وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء: إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. وقوله تعالى (الثاقب)، قال عكرمة : هو مضئ ومحرق للشيطان. وهذا الكلام ينطبق على كل النجوم في السماء، وهو كلام قاله أصحابه في ظل ما توفرت لديهم من معلومات عن النجوم، وهو صحيح أيضاً إذ يتسع المعنى له.
وبعد أن فهمنا قصة حياة النجوم وما يحدث فيها من آيات معجزات، فإن الأحوال التي تشاهدها للنجم النيوتروني النابض يمكن أن نفسر من خلالها تلك الآيات الثلاث الأولى من سورة الطارق، فالنجم النابض يتمتع بعملية الطرق للسماء من حوله بأحزمة الأشعة التي تخرج منه من عند قطبيه (بقوة وبسرعات رهيبة) مما يجعلها وسيلة للطرق، وبالتالي تصلح تسميته في هذه الحالة (الطارق)، كما أن هذا النجم يتمتع بجاذبية عالية تمكنه من جذب المادة القريبة منه وكأنه يثقب السماء من حوله.
وتتوفر تلك الخاصية في أحسن أحوالها في هذا النجم الذي يتحول من نجم نيوتروني إلى ثقب أسود، حيث تصل قوة الجاذبية لأعلى مدى لها، وتتحقق في النجم حينذاك قمة كونه (النجم الثاقب).
وعلى هذا نقول: إن النجم الذي يقسم به رب العزة من الآيات الثلاث الأولى من سورة الطارق، والتي تصفه بأنه طارق وبأنه ثاقب، يمكن (بحسب ما توفر لدينا من معلومات حديثة) أن يكون هو ذلك النجم النيوتروني النابض والذي يمتلك كتلة كبيرة بحيث يمكن أن ينكمش على نفسه ليصبح ثقباً أسوداً في نهاية مشوار حياته.
والفارق الزمني بين النجم في مرحلة النجم النيوتروني وإلى أن يتحول على ثقب أسود لا يستغرق سوى فترة زمنية قصيرة قد لا نتصورها بعقولنا.
نعم، يتحول النجم النيتروني لثقب أسود في أقل من الثانية الواحدة!
فقد ترى نجماً نابضاً وفجأة تراه وكأنه قد انطفأ، وحقيقة أمره أنه يمكن أن يكون قد تحول إلى ثقب أسود. وليس كل نجم نيتروني نابض يتحول إلى ثقب أسود، فالأمر متعلق بكتلة النجم وهو في مرحلة النجم النابض، فلو كانت هذه الكتلة كبيرة بدرجة يمكنها أن تتغلب بقوة جاذبيتها على القوى التي بين النيوترونات، فإن النجم سيتحول في لحظة خاطفة إلى ثقب أسود.
وهذه النوعية من النجوم( التي تصل إلى مرحلة النجم النيوتروني) نادرة بين النجوم، فأغلب النجوم(التي تشبه شمسنا في كتلتها أو حتى تلك التي تكبرها قليلاً) ستنتهي حياتها كأقزام بيضاء.
أما تلك النجوم التي تزيد كتلتها في بداية حياتها عن 12كتلة شمسية، فهي التي يمكن أن تنتهي حياتها كنجوم نيوترونية نابضة، وهذه نادرة في السماء، لعظم كتلتها وندرة الظروف التي يمكن أن تساعد على تكون تلك النجوم الكبيرة جداً.
وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للنجوم النابضة، فإن عدد النجوم التي تتحول إلى نجوم نابضة(ثم إلى ثقوب سوداء) سيكون أقل بكثير، لأن كتلتها ستكون أكبر بكثير من تلك التي تنتهي في حياتها كنجوم نيوترونية نابضة.
وفي ظل تلك الملابسات السالف ذكرها، يتضح أن الثقوب السوداء تمثل آية كونية فريدة تستحق أن يقسم بها رب العزة في كتابه لندرك بها، ومن خلال ما تتصف به من صفات خارقة، قدرة المولى عز وجل على أن يبث في كونه من الآيات المعجزة ما تخشع أمامه الجوارح وتسلم بقدرة المولى عز وجل، ولا تمتلك إلا أن تذعن له وبالتكبير والتنزيه. وهناك إشارة أخرى لطيفة، هي قولنا عن ذلك النجم " الثقب الأسود "، وكان من الممكن أن نقول مثلاً : التجويف الأسود، أو الخلاء الأسود، ولكنها إرادة المولى سبحانه أن نستخدم نفس لفظة القرآن في التعبير عن ذلك النجم بأنه ثاقب دون أن ندري!!
مصانع النجوم تنتج الحديد والذهب:
يشع النجم نتيجة للتفاعلات النووية التي تحدث في لبه، وتحدث هذه التفاعلات بين أنوية الهيدروجين (لأنه العنصر الأكثر شيوعاً وهو الأقل في الشروط اللازم توافرها من أجل بدء التفاعلات النووية).
والتفاعلات النووية في جميع النجوم تتم بين بروتونات الهيدروجين، فيما يعرف بسلسلة (بروتون ـ بروتون) التي ينتج عنها تكوين الهليوم باتحاد أنوية الهيدروجين .
ومن المعروف أن كل أربع ذرات هيدروجين تكون ذرة هليوم جديدة، ويبقى فارق ضئيل بين كتلة أربع ذرات الهيدروجين وذرة الهليوم الناتجة، فيتحول إلى طاقة، ومجموع تلك الطاقات هي ما يبثه النجم من طاقة. ويمكن بتلك الطريقة حساب مخزون الطاقة النووية التي يمكن أن ينتجها أي نجم (وهي بالنسبة للشمس طاقة هائلة ولديها مخزون من الطاقة النووية يكفي كي تعيش الشمس حوالي عشرة بليون سنة).
وبهذه الطريقة يتم تحديد أعمار النجوم. وطريقة تكوين الطاقة داخل النجوم الأصغر من الشمس، أو تلك التي تكبر عنها قليلاً تتم بنفس الميكانيكية التي تتم بها داخل الشمس.
أما في النجوم الكبيرة، فإن التفاعلات النووية بسلسلة (بروتون ـ بروتون) بالإضافة إلى سلسلة أخرى تعرف بسلسلة (كربون ـ نيتروجين ـ أكسجين) بالإضافة إلى سلسلة أخرى تعرف بسلسلة (كربون ـ نيتروجين ـ أكسيجين)، وهي سلسلة تنتج كميات كبيرة من الطاقة بمعدل عالي يساعد تلك النجوم الساخنة على أن تشع كميات عالية من الأشعة أكثر من النجوم الصغيرة أو حتى النجوم المتوسطة .
ومع تقدم النجوم في العمر يتكون لب كبير من الهليوم وحوله طبقة صغيرة، يتحول فيها الهيدروجين إلى هليوم.
أما الهليوم المتكون في اللب فإنه لا يدخل في تفاعلات نووية، لأن الحرارة فيه تكون أقل من أن تساعد على عمل تفاعلات نووية بين ذرات الهليوم .
وبانخفاض حرارة النجم تكون الفرصة متاحة للجاذبية أن تعمل على انكماش اللب.
ومع انكماش اللب ترتفع حرارة النجم تدريجياً، وتظل عملية الانكماش مستمرة حتى تضيق المسافات فيما بين الذرات، ثم تتزاحم الإلكترونات حتى تصبح في حالة فيزيائية تعرف بحالة التحلل، وعندها ترفض الإلكترونات التقارب من بعضها البعض، وبالتالي فإن عملية الانكماش تؤدي إلى ارتفاع سريع للحرارة، تبدأ معه ظهور شرارة الهليوم فتبدأ التفاعلات النووية فيما بين أنوية الهليوم فيتكون الكربون.... ويمر النجم بنفس الخطوات لينتج العاصر الأثقل.
تحول النجم من مرحلة للتفاعلات النووية إلى مرحلة تنتج عنصراً أثقل يحتم على النجم أن يعاني من حدوث انكماش رهيب في باطنه، حتى ترتفع الحرارة لتبدأ المرحلة الجديدة من التفاعلات النووية. ولا تحتاج النجوم الكبيرة للانكماش كثيراً لكي ترفع درجة حرارتها، لتبدأ المرحلة الجديدة من التفاعلات النووية.
أما النجوم الصغيرة والمتوسطة فإنها (مثل شمسنا) لابد وأن تنكمش في باطنها كي تستجمع قواها لتنتقل بتفاعلاتها النووية إلى حالة تنتج فيها عنصراً جديداً أثقل من سابقه. ويتم من خلال سلسلة التفاعلات النووية إنتاج جميع ما نعرفه من عناصر، حتى الحديد والذهب وغيرها من عناصر ألفناها وعرفناها في حياتنا.
إن النجوم هي مصانع بثها الله عز وجل في جنبات الكون لكي تنتج جميع ما نراه من عناصر، ولقد بدأ الكون بالهيدروجين، ومن خلال التفاعلات النووية داخل النجوم تكونت جميع العناصر الأخرى.. وعندما يفجر النجم طبقاته الخارجية يبث في الوسط المحيط به كثيراً مما أنتجه من عناصر، وهكذا، فإن الذهب في مصانعنا والأوكسجين في غلافنا الجوي، وغيرها من عناصر، أنتجتها نجوم ولفظتها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة .
لنتخيل معاً السحابة التي كونت الشمس والمجموعة الشمسية، وهي السحابة التي انفجرت بالقرب منها نجوم كبيرة وغذتها بما أنتجته أفرانها النووية من عناصر ثقيلة، فأصبحت تلك السحابة مهيأة لكي تتكون الشمس في مركزها وتتشكل الكواكب من قرص المادة المحيط بالمركز.
ومن هنا فإن الحديد الذي نستخرجه من قشرة الأرض، أو من جوفها، هو من إنتاج نجوم أخرى بثته قبل موته في الوسط المحيط بها، وكان لسحابة مجموعتنا الشمسية النصيب المناسب لتمهيدها حتى يكون أحد كواكبها مستعداً لاستقبال الحياة.
ومن هنا فإننا إذا تأملنا قول الله تعالى : (في الآية 25 من سورة الحديد): (وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) لرأينا ابن كثير يقول : أي وجعلنا الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه، لقد ركز السلف على قوله سبحانه: (فيه بأس شديد ومنافع للناس)، أما نحن سنقف عند لفظ " أنزلنا " وبداية فإن لفظة (أنزلنا) قد تأتي بمعناها المباشر، الإنزال، كما في قوله تعالى (في الآية 32 من سورة إبراهيم ) وأنزلنا من السماء ماء فأخرجنا به من الثمرات رزقاً لكم ) .
وقد تأتي بمعنى (خلق) كما في قوله تعالى في الآية 6 من سورة الزمر (وأنزلنا لكم من الأنعام ثمانية أزواج).ولكن مما رأيناه في طريقة تكوين الحديد، فإن نجوماً كبيرة أنفجرت فغزت سحابة منظومتنا الشمسية بما أنتجته من حديد مع العناصر الأخرى، كالأكسجين والكربون وغيرها.
ومن هنا، فإن الأرجح أن لفظة (أنزلنا) ينبغي أن تؤخذ على ظاهر معناها، أي أن الله عز وجل قد أنزل الحديد إلى السحابة التي تكونت فيها منظومتنا الشمسية، بما فيها كوكب الأرض. وبذلك يكون الإعجاز العلمي في الآية القرآنية في أنها تشير إلى إخبار من الله، أو إلى إشارة ربانية إلى أنه سبحانه قد يسر وجود نجوم كبيرة ساخنة كونت الحديد وغيره من العناصر الثقيلة، وأنها قد بثت ما أنتجته في السحابة التي نشأت منها الأرض وبقية أعضاء مجموعتنا الشمسية، وهذه الإشارة القرآنية لم نعرف كنهها إلا في عصرنا الحديث.
إن باطن الأرض غني بالحديد وقد يتبادر إلى بعض الأذهان أن الحديد قد تكون في باطن الأرض بفعل الحرارة الموجودة هناك، وهذا خطأن وذلك لأن الحديد الموجود في باطن الأرض قد أنزلق نحو باطن الأرض خلال نشأتها، حيث كانت الأرض منصهرة، فتحركت العناصر الثقيلة (من حديد ونيكل) إلى مركز الأرض بفعل الجاذبية، وأننا لن نستطيع أن نستخرج هذا الحديد إلا بعد أن تلفظ الأرض بعض من تلك الخيرات الموجودة في باطنها خلال أنشطتها الجيولوجية، وهذه رحمة من الله على عباده ونعمة من نعم النشاط الجيولوجي للأرض عليهم.
أما عن تكوين تلك العناصر، فقد نستطيع أن نكون الهليوم من الهيدروجين، والكربون من الهليوم، والأكسجين من الكربون، والحديد من السليكون، وهكذا ولكن يحتاج إلى ظروف حرارية جبارة لا تتوفر في باطن الأرض..!!
إن شمسنا برغم ما تمتلكه من طاقة جبارة في لبها لا تستطيع أن تكون إلا قدراً يسيراً من تلك العناصر. وتحديداً، فإن شمسنا لن تتمكن في كل مشوار حياتها أن تنتج عناصر سوى الهليوم والكربون والأوكسجين، أما العناصر الأثقل فإنها لا تتكون إلا في النجوم الأكبر من شمسنا.
وقد حاول بعض العلماء القدامى أن يخدعوا حكامهم فأوهموهم أنه يستطيعون تحويل الحديد إلى ذهب، وبالطبع فإنهم لم يفعلوا ولكن يستطيع أي إنسان أن يفعل ذلك، ولكن النجوم فقط هي التي تستطيع ذلك بما أودع الله فيها من قدرات جبارة.
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال آخر هو : إذا كان الحديد عبارة عن واحد من تلك العناصر التي بثتها النجوم في سحابة المنظومة الشمسية، فلماذا الإشارة هنا فقط إلى الحديد؟ هل للحديد ميزة خاصة تجعل الإشارة إليه ذات مغزى؟

والإجابة هي : إن للحديد يمثل مرحلة مهمة في التفاعلات النووية التي تتم داخل النجوم الكبيرة، فتفاعلات الهيدروجين النووية تنتج هليوم، كما تخرج طاقة من الشمس.
وإذا دخلت الشمس في مرحلة جديدة لكي يتكون الكربون من الهليوم، فإن درجة حرارتها سترتفع أكثر، فيصبح مقدار ما تبثه من الطاقة أعلى بكثير من ذلك الذي تبثه الآن.
وهكذا مع تقدم النجوم مرحلة إلى أخرى من حيث التفاعلات النووية، فإن درجة الحرارة ترتفع، ومقدار ما تبثه من طاقة يزداد.
أما في نجم ما من تلك النجوم الجبارة فإن التفاعل النووي الذي ينتج الحديد يحتاج قدر هائل من الطاقة، يزيد عما ينتج من طاقة بعد التفاعل، ومن هنا فإن هذا التفاعل يؤدي إلى برودة النجم نتيجة تكوين الحديد. وينتج النجم في تلك المرحلة كميات هائلة من الحديد، وبالتالي تحدث برودة سريعة، وبالتالي ينكمش انكماشاً شديداً في فترة زمنية وجيزة(تقدر بحوالي 10 آلاف ثانية، أي أقل من ثلاث ساعات )!!
نعم في ثلاث ساعات، فقط، تنكمش مادة النجم نحو مركزه لتتكسر الذرات وتلتحم الإلكترونات مع البروتونات وتتحول إلى نيوترونات فيصبح أغلب مادة لب النجم عبارة عن منطقة من النيوترونات فقط، وعندئذ تكون الذرات قد اختفت في هذا الجزء نهائياً، وتحولت كل المادة إلى نيوترونات، ومن ثم يعرف النجم في تلك المرحلة(بالنجم النيوتروني) وتتقارب النيوترونات حتى تصل إلى مراحله تصبح فيها القوى الموجودة بين النيوترونات وبعضها أقوى من قوة الجاذبية، فيتوقف الانكماش في اللب بشكل سريع، فتحدث صدمة عكسية جبارة تؤدي إلى حدوث انفجار (السوبر نوفا) ، وهو من أكبر الانفجارات النجمية التي عرفتها البشرية في عصرنا الحديث.
المهم إنه في هذه القصة السالفة يمثل الحديد عود الثقاب الذي يشعل النجم حتى يتحول إلى (السوبرنوفا).
ومن هنا نشعر، وفي ظل ما توفر لدينا من معلومات عن تلك الآيات الكونية (من سوبرنوفا ونجوم نيوترونية نابضة) أن الحديد له منزلة خاصة تستحق أن يشار تحديداً، لما له من دور خطير، في تطور النجوم وفي حدوث الأنفجارات النجمية في آخر حياة تلك النجوم الكبيرة.
أ . د /محمد صالح النواوي
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.00 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]