عرض مشاركة واحدة
  #944  
قديم 10-11-2013, 05:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــــع الموضوع السابق

لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس

وقد أشار القرآن الكريم في آية أخرى إلى المصدر الذي جاء منه هذا الدخان حيث ذكر أن السموات والأرض كانت كتلة واحدة ثم تفتفت جميع مادة هذا الكون من هذه الكتلة وذلك في قوله تعالى "
أولم يرى الذين كفروا أنّ السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون" الأنبياء 30. وممّا يؤكد أيضا على أن هذا الدخان قد نتج عن انفجار كوني ضخم هو إشارة القران إلى أن الكون في توسع مستمر والتوسع لا يتأتى إلا إذا بدأ الكون من جرم صغير وبدأ حجمه بالازدياد وذلك لقوله تعالى "والسماء بنيناها بأييد وإنّا لموسعون" الذاريات 47.
إن اختيار عملية الانفجار لتكون بداية لخلق الكون تدل على مدى علم من اختارها حيث أن الكون لن يكون مستقرا أبداً لو تم خلقه بغير هذه الطريقة. ومما يدل على محدودية علم البشر هو أن أحد أعظم علمائهم في القرن العشرين وهو ألبرت أينشتاين كان يظن أن الكون ساكنا وهذا لا يمكن أن يكون أبداً حيث أن الكون سينهار على نفسه بسبب قوة الجاذبية بين أجرامه.
فهذا الكون لا يمكن أن يكون مستقرا إلا إذا كان كل جرم من أجرامه في حالة حركة مستمرة ولو حدث أن توقف أي جرم عن الحركة لأنجذب فوراً إلى أقرب الأجرام إليه. ولهذا فقد اختار الله سبحانه نوعين من الحركة لهذه الأجرام حركة دائرية وأخرى خطية فالحركة الدائرية اختارها الله لحفظ الأقمار حول الكواكب والكواكب حول الشموس والشموس حول مراكز المجرات ولوقف هذه المتوالية اختار الله الحركة الخطية لحفظ المجرات من الإنجذاب لبعضها حيث أنها تتحرك في خطوط مستقيمة باتجاهات خارجة من مركز الإنفجار وصدق الله العظيم القائل "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدّرناه منازل حتّى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلّ في فلك يسبحون" يس 38-40. إن حركة الأجرام الدائرية حول مراكز دورانها يمكن أن تبقى إلى ما لانهاية حيث أنها تسبح في فضاء لا وجود لقوى الاحتكاك فيه ولكن حركة المجرات الخطية لا يمكن أن تستمر إلى ما لانهاية وذلك بسبب تأثير قوة الجاذبية لجميع مجرات هذا الكون على كل مجرة. وبما أن محصلة قوة الجذب على كل مجرة تكون باتجاه مركز الكون الذي هو مكان الانفجار العظيم فإن السرعة الخطية للمجرات لا بد أن تتباطأ تدريجياً إلى أن تصل للصفر وعندها تبدأ المجرات بالتسارع باتجاه مركز الكون لينهار الكون على نفسه ويعود من حيث بدأ وصدق الله العظيم القائل "يوم نطوي السماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنّا كنّا فاعلين" الأنبياء 104. ومما يدل على لامحدودية علم من خلق هذا الكون أن قوة الانفجار هذا قد تم حسابها بشكل بالغ الدقة بحيث يكون لهذا الكون عمرا محددالا يعلمه على وجه التحديد إلا الله ويقدر العلماء ما مضى من عمر هذا الكون حوالي 13.7 بليون سنة.
لقد أصيب العلماء بالدهشة من البساطة المتناهية التي كان عليها الكون عند بداية خلقه حيث بدأ بثلاثة جسيمات فقط وهي البروتونات والنيوترونات والإلكترونات ثم وصل إلى هذا الشكل المعقد الذي نراه عليه اليوم. ويمكن أن نستدل على هذا التعقيد من كثرة التخصصات العلمية التي ابتدعها العلماء لكي يتمكنوا من دراسة كل ما في هذا الكون من مخلوقات ولم يتوقف الأمر عند التخصصات الرئيسية كالفيزياء والكيمياء والأحياء والجيولوجيا والفلك بل ظهر في كل من هذه التخصصات الرئيسية تخصصات فرعية بحيث يصعب على مختص في فرع ما فهم الأبحاث في أقرب الفروع إليه. وممّا أثار دهشة العلماء أيضا أن أعداد وأنواع الكواركات التي انبثقت من هذا الانفجار العظيم كانت محسوبة بدقة بالغة بحيث أنها أنتجت بعد اتحادها عدد من البروتونات يساوي تماما عدد الإلكترونات وكمية من النيوترونات تكفي لتصنيع جميع العناصر الطبيعية وهذا لا يمكن أن يتم إلا إذا كان الذي كتب المعادلات الفيزيائية لهذا الانفجار لا حدود لعلمه وقدرته. ومن عجائب التقدير في عملية خلق الكون أنه لو زاد عدد البروتونات عن عدد الإلكترونات أو العكس بفرق مهما بلغ في الضآلة فإن جميع الأجرام السماوية ستصبح مشحونة بشحنات كهربائية متماثلة.وبما أن القوة الكهرومغناطيسية تزيد شدتها ببليون بليون بليون مرة شدة قوة الجاذبية فإنها ستمنع المجرات والنجوم والكواكب من التشكل وستتطاير ذرات هذا الكون في كل اتجاه بسبب قوة التنافر بين مكوناتها. إن جميع العناصر الطبيعية الموجودة في هذا الكون والتي يزيد عددها عن مائة عنصر قد صنعت في باطن النجوم من هذه الجسيمات الثلاثة فقط وعلى الرغم من أن الفرق في تركيب العنصر والعنصر الذي يليه في الجدول الدوري هو بروتون واحد فقط ونيوترون واحد أو أكثر إلا أننا نجد تفاوتا كبيرا في خصائصها الفيزيائية والكهربائية والكيمائية. وإذا كانت جميع العناصر الطبيعية التي يزيد عددها عن المائة قد بنيت من لبنات ثلاثة فقط فللقارئ أن يتخيل كم سيكون عدد المركبات الكيمائية المحتملة التي يمكن الحصول عليها من تفاعل عنصرين أو أكثر من هذه العناصر. والعجيب كيف أن هذه العناصر والمركبات الكيمائية غير الحية قد تحولت إلى ملايين الأنواع من الكائنات الحية التي لا يوجد فيها نوعا يشبه النوع الآخر في الشكل بل الأعجب من هذا كله أن يكون من بين هذه الكائنات من أوتي القدرة على كشف أسرار المادة التي خلق منها فسبحان الله العظيم القائل "الذي أحسن كلّ شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين" السجدة 7.
أما المرحلة الثانية من مراحل خلق الكون فهي مرحلة تكون النجوم والمجرات فبعد أن برد الكون إلى ما دون عشرة آلاف درجة كلفن بدأت الإلكترونات بالارتباط بالبروتونات لتشكل سحابة من ذرات الهيدروجين والنيوترونات. لقد بقي الكون حتى هذه اللحظة متجانسا أيّ أن هذه السحابة كانت تتوزع على جميع أنحاء الكون بنفس الكثافة ولكن في لحظة ما بدأت كثافة مادة الكون بالاختلال لسبب لم يجد له العلماء تفسيرا مقنعا وتكونت نتيجة لهذا الاختلال مراكز جذب موزعة في جميع أنحاء الكون وبدأت قوة الجاذبية تلعب دورها بجذب مزيد من الهيدروجين المحيط بهذه المراكز إليها منشئة بذلك كتل ضخمة من الهيدروجين. وعندما وصل حجم هذه الكتل إلى حجم معين ونتيجة للضغط الهائل على الهيدروجين الموجود في مراكزها ارتفعت درجة حرارته إلى الحد الذي بدأت فيه عملية الاندماج النووي بين ذرات الهيدروجين منتجة ذرات الهيليوم بالإضافة إلى كميات كبيرة من الطاقة فتكونت بذلك النجوم. وتتفاوت أحجام النجوم المتكونة حسب كمية الهيدروجين الذي سحبته من الفضاء الكوني فكلما ازداد حجم النجم كلما ازدادت درجة حرارة باطنه بسبب ازدياد الضغط الواقع عليه. فالنجوم التي هي بحجم شمسنا لا يمكنها أن تحرق إلا الهيدروجين في باطنها ولذلك فهي لا تصنع إلا عنصر الهيليوم ولتصنيع عناصر أثقل من الهيليوم قدّر الله وجود نجوم أكبر حجما من الشمس. وفي داخل هذه النجوم العملاقة بدأت عمليات اندماج نووية أكثر تعقيدا منتجة بذلك ذرات عناصر الليثيوم والكربون والنيتروجين والأكسجين وانتهاء بالعناصر الثقيلة كالحديد والرصاص واليورانيوم. وكما أن الاختلال الذي حصل في كثافة مادة الكون قد أدى إلى تكون النجوم بشكل منتظم في أرجاء الكون فإن اختلال آخر قد حصل في كثافة هذه النجوم بحيث أن النجوم المتجاورة بدأت بالانجذاب نحو مراكز ثقلها وبدأت بالدوران حول هذه المراكز مكونة المجرات التي بدورها تجمعت على شكل عناقيد. لقد تمكن بعض علماء الفيزياء في أواخر القرن العشرين من وضع نظرية جديدة معدلة لنظرية "الانفجار العظيم" أطلقوا عليها اسم نظرية "الكون المنتفخ" ولقد أتت بحقائق عجيبة تدعم الصورة التي رسمها القرآن عن تركيب هذا الكون. وملخص هذه النظرية أنه في خلال الثانية الأولى من الانفجار العظيم ونتيجة لحدوث ظاهرة فيزيائية غريبة يطلق عليها اسم التأثير النفقي بدأ الكون بالتمدد بمعدلات أكبر بكثير من المعدلات التي نصت عليها نظرية الانفجار العظيم. وقد نتج عن هذا التمدد المفاجئ للكون في لحظاته الأولى ظهور عدة مناطق مادية على شكل فقاعات متلاحقة يفصل بينها حواجز قوية بحيث شكلت كل فقاعة من هذه الفقاعات كونا خاصاً بها. وتؤكد النظرية على أن هذا الكون العظيم المترامي الأطراف أو ما يسمى بالكون المشاهد لا يشكل إلا جزءً يسيراً من هذه الأكوان التي لم تستطع النظرية تحديد عددها فسبحان القائل "الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور" الملك 3.
يقدر العلماء بشكل تقريبي عدد المجرات في الكون المشاهد بمائة بليون مجرة وتحتوي كل مجرة في المتوسط على مائة بليون نجم وما يتبع هذا النجم من كواكب وأقمار ويبلغ متوسط المسافة بين مجرتين متجاورتين 25 بليون بليون كيلومتر أو ما يعادل 2.5 مليون سنة ضوئية أما متوسط المسافة بين نجمين متجاورين فتبلغ في المتوسط سنتين ضوئيتين أو ما يعادل 20 ألف بليون كيلومتر وأما المسافة بين الكواكب المتجاورة فتقاس بعشرات الملايين من الكيلومترات وصدق الله العظيم القائل "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم" الواقعة 75-76. أما السرعات التي تتحرك بها هذه الأجرام في الفضاء فهي في غاية الضخامة فعلى سبيل المثال فإن الأرض تدور حول الشمس بسرعة 108 آلاف كيلومتر في الساعة والشمس تدور حول مركز المجرة يسرعة 800 ألف كيلومتر في الساعة أما المجرة فتندفع في خط مستقيم بسرعة تزيد عن مليوني كيلومتر في الساعة. وعلى الرغم من هذه السرعات الخيالية إلا أننا نعيش آمنين مطمئنين على سطح هذه الأرض التي نحسبها ثايتة لا تتحرك أبدا وصدق الله العظيم القائل "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب صنع الله الذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما تفعلون" النمل 88.ولا زال الغموض يكتنف الطريقة التي تم بها إخراج مادة الكون الهائلة من قمقمها على شكل هذا الانفجار العظيم على الرغم من أن الثقوب السوداء الناتجة عن انهيار بعض النجوم الكبيرة لا تسمح حتى للضوء للإفلات من جاذبيتها فكيف أمكن لمادة الكون أن تفلت من أسر جاذبيتها وهي تفوق ببلايين البلايين من المرات جاذبية الثقوب السوداء. إن أكثر ما يدلل على أن الذي حدد المعادلات الفيزيائية لهذا الانفجار العظيم لا حدود لعلمه وقدرته هو تصنيع هذا العدد الكبير من العناصر الطبيعية والتي يقدر العلماء عددها بما يزيد عن مائة عنصر. فشمسنا التي تبلغ درجة حرارة جوفها عشرة ملايين درجة لا يمكنها أن تصنع إلا عنصر الهيليوم من خلال حرق الهيدروجين وحتى النجوم التي يزيد حجمها بعدة أضعاف حجم شمسنا لا يمكنها أن تصنع إلا عدد قليل من العناصر الخفيفة. وقد وجد العلماء أن العناصر الثقيلة لا يمكن تصنيعها إلا عند انهيار النجوم الكبيرة بعد نفود مخزونها من الوقود فتصبح على شكل أقزام بيضاء أو نجوم نيوترونية تصل كثافتها إلى آلاف أو ملايين الأطنان في السنتيمتر المكعب ودرجة حرارة باطنها لمئات الملايين من الدرجات. وقد قدر الله سبحانه وتعالى أن بعض أنواع النجوم المنهارة على نفسها تعود فتنفجر على شكل ما يسمى بالنوفا والسوبرنوفا مبعثرة ما صنعته من عناصر ثقيلة في الفضاء ولولا هذا التقدير لما اجتمع في قشرة أرضنا إثنان وتسعون عنصراً من هذه العناصر بعضها ضروري لنشوء الحياة وبعضها ليستخدمها البشر في صناعاتهم ولكن أكثرهم للأسف لا يقدرون الله حق قدره ولا يشكرونه حق شكره وصدق الله العظيم القائل "وءاتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" ابراهيم 34.
أما المرحلة الثالثة من مراحل خلق الكون فهي مرحلة خلق الأرض حيث يقول العلماء أن الأرض وكذلك بقية كواكب المجموعة الشمسية قد تكونت نتيجة لتجمع الحطام المتناثر من انفجار عدد كبير من النجوم الذي وقع في أسر جاذبية الشمس وقد تم إذابة هذا الحطام من خلال التصادمات العنيفة بينها وبين النيازك التي تقع عليها من الفضاء. ولقد كان من الضروري أن تكون مادة الأرض عند بداية تكونها على شكل شبه سائل وذلك لكي تأخذ الشكل الكروي الذي هي عليه الآن فالشكل الوحيد الذي تتخذه كتلة من المادة السائلة في الفضاء هو الشكل الكروي. ولكن عند وجود هذه الكتلة السائلة في مجال جاذبية الشمس فإن تبعجا سيحدث في شكل هذه الكرة باتجاه قوة الجذب وقد تم إزالة مثل هذا التبعج من خلال تدوير الأرض بسرعة مناسبة حول محور متعامد مع اتجاه القوة الجاذبة مصداقا لقوله تعالى "والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها" النازعات 30. ولقد استمرت الكرة الأرضية على هذا الحال إلى أن بدأت القشرة الأرضية بالتكون بعد أن برد سطحها نتيجة لإشعاع حرارتها إلى الفضاء الخارجي وعندما أصبح سمكها بقدر كافي بدأت المواد التي تقذف بها البراكين من جوف الأرض بالتراكم فوقه ليبدأ بذلك عملية تكون الجبال. ومن خلال البراكين بدأ بخار الماء بالخروج من باطن الأرض وبدأ بالتراكم بكميات كبيرة فوق سطحها وبسبب ضغطه على قشرتها التي كانت طرية ورقيقة في بداية نشأتها فقد بدأ جزء من سطحها بالانخفاض تحت وطأة هذا الضغط ممّا جلب مزيدا من الماء لهذا الجزء حتى تجمع الماء في جهة واحدة من سطحها وانحسر عن الجزء المتبقي الذي ارتفع مستواه ليكون اليابسة. ولقد ثبت للعلماء أن المحيطات كانت محيطا واحدا وكذلك القارات كانت قارة واحدة وبسبب حركة الصفائح التي تتكون منها القشرة الأرضية بدأت القارة الأولية بالانقسام إلى عدة قارات والمحيط إلى عدة محيطات. وبعد أن تكونت الجبال والقارات والمحيطات والبحيرات والأنهار والغلاف الجوي بدأت الحياة الأولية بالظهور عليها ومن ثم خلق الله النباتات والحيوانات والإنسان وصدق الله العظيم القائل "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ربّ العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين" فصلت 9-10.
إن توفير الشروط اللازمة لظهور الحياة على هذه الأرض من الكثرة بحيث أن غياب أحدها كفيل بإنهاء جميع أشكال الحياة على هذه الأرض. فلقد تم اختيار بعد الأرض عن الشمس بتقدير بالغ بحيث تبقى درجة حرارة سطح الأرض في الليل والنهار ضمن الحدود المسموح بها لبقاء الحياة عليها. وتم تدويرها يسرعة محددة وثابتة حول محور متعامد تقريبا مع الخط الواصل بينها وبين الشمس وذلك لكي يتم تعريض جميع سطحها لضوء الشمس من خلال تعاقب الليل والنهار عليها. وتم كذلك إمالة اتجاه محور دورانها عن الاتجاه العمودي بزاوية كافية وبشكل متواصل أثناء دورانها حول الشمس وذلك لتعريض قطبيها لضوء الشمس لإذابة بعض الجليد الموجود عليهما وإلا فإن المطر الذي يسقط عليهما سيتجمد ولن يعود مرة ثانية إلى المحيطات. ويلزم تأرجح محور دوران الأرض كذلك لتغيير درجات حرارة سطحها بشكل دوري من خلال تغيير اتجاه حركة الرياح لتحمل الأمطار إلى معظم أجزاء اليابسة وكذلك لنشوء ظاهرة الفصول الأربعة الضرورية لضبط دورة حياة كثير من النباتات. وقد تم حماية سطح الأرض من إشعاعات الشمس الضارة بطريقة بالغة الذكاء حيث وجد العلماء أن الأرض تتفرد بوجود مجال مغناطيسي تفوق شدته مائة مرة شدة أقوى المجالات المغناطيسية في بقية الكواكب حيث يقوم هذا المجال بتغيير مسار الإشعاعات نحو قطبي الأرض. وبما أن المجال المغناطيسي لا يمكنه صد الجسيمات المتعادلة كهربائية كان من لطف الله أن أحاط الأرض بدرع ثان لحمايتها من هذه الإشعاعات وهو طبقة الأوزون الذي يقوم بامتصاصها ويمنع وصولها إلى سطح الأرض. وقد تم أيضا حماية الأرض من النيازك التي تقذف بها النجوم المنفجرة بعدة آليات أهمها وجود عدد كاف من الكواكب التي تقوم بجذب النيازك لها قبل أن تصل إلى الأرض أما ما تبقى من النيازك الصغيرة التي تفلت من جاذبية الشمس والكواكب فإن الغلاف الجوي يتكفل بحرق معظم كتلتها قبل وصولها إلى سطح الأرض. وقد تم تزويد قشرة الأرض باثنين وتسعين عنصر طبيعي من بين ما يزيد عن مائة عنصر يمكن أن تكون موجودة في هذا الكون ومن عجائب التقدير أن العناصر التي تحتاجها النباتات لإنتاج المواد العضوية والبالغ عددها عشرين عنصرا قد تم توزيعها في جميع هواء وماء وتراب الأرض. وبما أن الماء هو المركب الوحيد الذي لا يمكن للحياة أن تنشأ بدونه فقد تم توفيره بكميات كافية على الأرض مع وجود آليات بالغة الاتقان لتوزيعه على جميع سطح اليابسة. وقد قدّر العلماء كمية الماء الموجودة على سطح الأرض بألف وأربعمائة مليون كيلومتر مكعب وهذه الكمية كافية لتغطية جميع سطحها بارتفاع ثلاثة كيلومترات فيما لو كانت على شكل كرة ملساء. وهذه الكمية من الماء تشكل عشرة بالمائة فقط من مجموع كمية الماء الموجودة في الأرض حيث أن تسعين بالمائة من الماء لا زال محبوسا في داخلها ويخرج بكميات محددة مع البراكين إلى سطحها لتعويض ما يفقد منه إلى الفضاء الخارجي ولولا هذا التقدير لما استمرت الحياة على الأرض لهذه البلايين من السنين. ولقد تم تصميم الغلاف الجوي ليقوم بمهام متعددة تساعد على بقاء الحياة على الأرض كعزل سطحها عن الفضاء الخارجي الذي يحيط بها وكذلك توفير الغذاء اللازم للكائنات الحية حيث يحتوي على ثلاثة عناصر من أهم أربعة عناصر تحتاجها الكائنات وهي الكربون والأوكسجين والنيتروجين.
وأخيرا لو سألت الذين يعلمون من علماء الكون والحياة أيهما أصعب خلق السموات والأرض أم خلق الناس لقالوا لك بكل تأكيد أن خلق السموات والأرض أصعب بكثير من خلق الناس. فطريقة خلق الناس، رغم تعقيدها ورغم عجز البشر عن تقليدها، قد تمكن علماء الحياة من فهم كثير من أسرارها ولا يحول بينهم وبين تقليدها إلا قلة حيلتهم وعجزهم ومحدودية علمهم. ومما يثبت هذا العجز أنه على الرغم من معرفة العلماء للطريقة التي يتم بها تصنيع سكر الجلوكوز من ثاني أكسيد الكربون والماء داخل أوراق النباتات إلا أنهم لا زالوا عاجزين عن تقليد عملية التصنيع هذه ولو قدّر لهم النجاح في ذلك لتم حل مشكلة الغذاء والطاقة في هذا العالم بشكل نهائي.
وجزيء سكر الجلوكوز هو من أبسط المواد العضوية تركيبا حيث يتكون من ستة ذرات من الكربون ومثلها من الأكسجين وضعفها من الهيدروجين ولهذا فإن العلماء لا يتجرؤون حتى على التفكير في تصنيع البروتينات والأحماض النووية ناهيك عن التفكير في كتابة برامج رقمية على أشرطة الحامض النووي لملايين الأنواع من الكائنات الحية. أما خلق السموات والأرض فعلى الرغم من تمكن العلماء من معرفة بعض أسرار طريقة خلقها إلا أنهم لا يتجرؤون على القول بأن باستطاعتهم لو أعطوا سحابة ضخمة من الجسيمات الأولية أن يحددوا مسار التفاعلات الفيزيائية بينها بحيث ينتج عن تفاعلها هذاالكون البديع. إن تحديد الشروط اللازمة لتصنيع ما يزيد عن مائة عنصر طبيعي في قلوب النجوم من التعقيد بحيث لا زال العلماء يجهلون كثيرا من أسرارها وهم أعجز من تحديد شروط انفجار هذه النجوم لكي تؤمن وصول جميع هذه العناصر إلى الأرض. ولو سألت علماء الكون عن احتمالية أن يظهر نفس هذا الكون البديع فيما لو أعيد هذا الانفجار من جديد لاستبعدوا ذلك تماما لأن خللا بسيطا في مجريات أحداثه قد تنتج كونا مختلفا عن كوننا هذا وصدق الله العظيم القائل "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" غافر 57.
الكاتب:
قسم الهندسة الكهربائية-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
اربد – الأردن
تلفون ثابت: عمان 5412220 -6-962
تلفون خلوي: عمان 0795574238
المراجع:
1-بداية الخلق في القرآن الكريم، د. منصور العبادي، دار الفلاح للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، طبعة 2006م.
2-المادة والطاقة، د. خالد فائق العبيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،طبعة 2005م.
3-الفلك، د. خالد فائق العبيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،طبعة 2005م.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.95 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.91%)]