عرض مشاركة واحدة
  #814  
قديم 19-08-2022, 08:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,898
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الخيل

(462)

– (باب تأديب الرجل فرسه) إلى (باب إضمار الخيل للسبق)




الاهتمام بالخيل وإعدادها للجهاد في سبيل الله أمر حث عليه الشرع، فشرع تأديب الخيل، وتضميرها، والمسابقة عليها. وحذر في المقابل من كل ما يوحي بالتهاون بها أو يؤدي إلى قطع نسلها، ومن ذلك إركاب الحمير عليها.

تأديب الرجل فرسه


شرح حديث عقبة بن عامر في تأديب الرجل فرسه


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب تأديب الرجل فرسه.أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن مجالد حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبو سلام الدمشقي عن خالد بن يزيد الجهني قال: (كان عقبة بن عامر رضي الله عنه، يمر بي فيقول: يا خالد، اخرج بنا نرمي، فلما كان ذات يوم أبطأت عنه فقال: يا خالد، تعال أخبرك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيته، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة؛ صانعه يحتسب في صنعه الخير، والرامي به، ومنبله، وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، وليس اللهو إلا في ثلاثة: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته امرأته، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه؛ فإنها نعمة كفرها أو قال: كفر بها)].
يقول النسائي رحمه الله: باب: تأديب الرجل فرسه. تأديبه هو تهيئته وإعداده للكر، والفر، والجهاد في سبيل الله، وتعويده على ذلك، هذا هو المقصود بتأديبه، وقد أورد النسائي حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله تعالى عنه، أنه قال لـخالد بن يزيد الجهني: تعال يا خالد نرمي، فأبطأ عليه يوماً من الأيام، فقال له: تعال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إليه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر: صانعه يحتسب الخير، وراميه ومنبله)، هؤلاء الثلاثة:
أولهم الصانع الذي صنع النبل، إذا كان صنعه يريد بذلك الخير، ويريد بذلك الإعداد للجهاد في سبيل الله، فهو على أجره، والرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وراميه الذي أطلقه وأرسله، ومنبله، قيل: إن المنبل هو الذي يساعد الرامي بأن يكون بجواره أو من ورائه، بحيث يناوله النبل بعد النبل، وقيل: إنه هو الذي يعطيه للمجاهد وللرامي، بمعنى أنه يمكنه منه، ويعطيه إياه، فقيل فيه: أنه الذي يساعد ويعين، وقيل: إنه الذي يمكنه من استعماله، ويهبه له، ويعطيه إياه ليستفيد منه، ثم قال: (وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا)، أي: يرموا استعداداً وتعوداً للرمي، وإصابة الهدف، وكذلك اركبوا، أي: تعودوا الركوب، والتمكن منه، والقرار على ظهر المركوب؛ لأن هذا يكون بالتعود وبالتعلم، والإنسان الذي ما تعلم يسقط من على ظهر المركوب، والبوصيري في البردة له أبيات جميلة، وأبيات سيئة، لكن من أبياته الجميلة يصف الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يقول:
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربا من شدة الحزم لا من شدة الحزمِ
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربا، أي: مثل الشجرة التي على رأس رابية، فهي ثابتة مستقرة بعروقها وأساسها، فيصف الصحابة بأنهم ثابتون على الخيل، وأنهم متمكنون من ركوب الخيل، وأن الواحد منهم كأنه شجرة على رابية على مكان مرتفع، والشجرة ثابتة لا تتحرك ولا تتزعزع، أصلها ثابت في الأرض، من شدة الحزم، أي: من قوتهم، وصلابتهم، وجدهم.
لا من شدة الحزم، أي: ما هم كالذي يكون مربوطاً بشيء، أو مثبتاً على شيء، وإنما لجلدهم، ولتحملهم، وقوتهم، وقدرتهم، بهذا الوصف.
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربا من شدة الحزم لا من شدة الحزمِ
فالمقصود: (ارموا واركبوا)، يعني: أنهم يتعلمون الرماية، ويتعلمون الركوب، (وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا)؛ لأن الرمي يعم بخلاف الركوب؛ لأن الركوب يختص بمن يركب، لكن الرمي يكون للراكب، والماشي، والإنسان إذا كان رامياً يتمكن من ذلك في حال مشيه، وفي حال ركوبه، أما الركوب فهو مختص في حالة الركوب على الخيل، وكل منهما مطلوب، وكل منهما مرغب فيه، وكل منهما من إعداد العدة، والتهيؤ، والتمكن من القدرة على الجهاد، وعلى الكر، والفر، (وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا).
وقوله: [(وليس اللهو إلا في ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته امرأته، ورميه بقوسه ونبله)]، أي: اللهو في هذه الأشياء، وكون الإنسان يلهو بها، ويشتغل بها؛ ذلك مما هو مباح ومما هو مشروع، تأديب الرجل فرسه؛ لأن هذا فيه استعداد للجهاد في سبيل الله، وملاعبته لأهله، وهذا فيه إدخال السرور، وحصول المودة، وحصول الألفة بين الطرفين، ورميه بقوسه ونبله؛ لأن هذا فيه استعداد للجهاد في سبيل الله، وفيه التهيؤ بالقوة، والإعداد للقوة. ماذا بعده؟
قوله: [(ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه؛ فإنما هي نعمة كفرها أو نعمة كفر بها)]، هذا إذا كان تركه رغبة عنه، وعن المراد به، وعن المقصود به، الذي هو الجهاد في سبيل الله عز وجل، (فإنما هي نعمة كفرها)، الله تعالى أنعم عليه بنعمة وضيعها، وكفر بهذه النعمة، كان عنده القدرة، وعنده التمكن، فترك ذلك الشيء المطلوب المهم، وأعرض عنه ونسيه، أو أعرض عن الغاية التي يراد بها، وذلك أخطر وأشد.

تراجم رجال إسناد حديث عقبة بن عامر في تأديب الرجل فرسه

قوله: [أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن مجالد].الحسن بن إسماعيل بن مجالد، ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن عيسى بن يونس].
هو: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر].
وهو: عبد الرحمن بن زيد بن جابر، أي: أكثر ما يطلق عليه: عبد الرحمن بن زيد، ويقال له: عبد الرحمن بن يزيد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلام الدمشقي].
أبو سلام الدمشقي، هو: ممطور الأسود الحبشي، وهو ثقة يرسل، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن خالد بن يزيد الجهني].
خالد بن يزيد الجهني، مقبول، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.
[عن عقبة بن عامر الجهني].
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
والإسناد فيه: خالد بن يزيد الجهني، وهو مقبول، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، والألباني ضعف هذا الحديث، ولعله بسبب خالد هذا، وأما ما جاء فيه من ذكر اللهو، فقد جاء من غير هذا الطريق، ومن غير هذا الوجه الذي هو ذكر الأمور الثلاثة.
ثم فيما يتعلق ببعضه، له شواهد مثل الرمي، والأمر بالرمي، وكذلك فيما يتعلق بالركوب فيه ما يشهد له، ومن ذلك ما جاء في نص الحديث الذي جاء ما يدل عليه من وجه آخر، وهو تأديب الرجل فرسه؛ لأن هذا يتعلق بالركوب.


دعوة الخيل


شرح حديث أبي ذر في دعوة الخيل

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب دعوة الخيل.أخبرنا عمرو بن علي أنبأنا يحيى حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج عن أبي ذر رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل فجر بدعوتين: اللهم خولتني من خولتني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أحب أهله وماله إليه، أو من أحب ماله وأهله إليه)].
ذكر النسائي دعوة الفرس، أي: الدعاء الذي يدعو به الفرس، وقد أورد النسائي حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه أنه: (ما من فرس عربي إلا ويؤذن له في فجر كل يوم بدعوتين: اللهم خولتني من خولتني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أحب أهله وماله إليه، أو من أحب ماله وأهله إليه)، والمقصود بالدعوتين أن يكون من أحب أهله وأحب ماله، وهذا فيه الدلالة على أن الخيل أو أن بعض الخيل يدعو بهذا الدعاء، والله تعالى ألهمه بذلك، وهو مثال من أمثلة ما جاء في الآية الكريمة: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44]، فإن المخلوقات قد ألهمها الله عز وجل التسبيح، ولكن لا يفقه الناس تسبيحهم، ولا يفهمونه، وهذا يدخل تحت عموم ما جاء؛ لأن هذا من الدعاء لله عز وجل، وفي هذا أن الحيوانات يحصل منها الدعاء، ومن ذلك الحديث الذي فيه النملة التي كانت تستسقي، والتي جاء ذكرها في خبر سليمان بن داود عليه الصلاة والسلام، وهي نملة مستلقية على ظهرها وتقول: اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنعنا فضلك.

تراجم رجال إسناد حديث أبي ذر في دعوة الخيل

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].هو: عمرو بن علي الفلاس، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[عن يحيى].
هو: يحيى بن سعيد القطان، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الحميد بن جعفر].
عبد الحميد بن جعفر، وهو صدوق، ربما وهم، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن يزيد بن أبي حبيب].
هو: يزيد بن أبي حبيب المصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سويد بن قيس].
هو: سويد بن قيس التجيبي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن معاوية بن حديج].
معاوية بن حديج، صحابي صغير، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي.
[عن أبي ذر].
وهو: جندب بن جنادة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.


التشديد في حمل الحمير على الخيل


شرح حديث علي في النهي عن حمل الحمير على الخيل


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التشديد في حمل الحمير على الخيل.أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن ابن زرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغلة فركبها، فقال علي: لو حملنا الحمير على الخيل لكانت لنا مثل هذه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون)].
أورد النسائي بعد ذلك هذه الترجمة، وهي: التشديد في حمل الحمر على الخيل، يعني: في إنزائها عليها، يعني: كون الحمير تنزوا على الخيل، وتلد البغال، هذا هو المقصود، أي: ذمه والتشديد فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يفعل ذلك الذي لا يعلمون)، وهذا ذم لمن يفعل ذلك، وهذا هو المقصود من قوله: التشديد، أي: الترهيب، والتحذير، والتنفير من إنزاء الحمير على الخيل؛ لأنها تلد البغال.
وأورد فيه النسائي حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أهديت إليه بغلة فركبها، فقال علي رضي الله عنه: لو حملنا الحمر على الخيل لكان لنا مثل هذه، يكون عندنا البغال، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون)، أي: الذين ينزون الحمير على الخيل هؤلاء هم الذين لا يعلمون، فهو ذم لهم، وتنفير من هذا الفعل، وترهيب منه، ولهذا عبر في الترجمة بالتشديد، التشديد من حمل الحمير على الخيل.
وقد جاء في القرآن ذكر البغال، والحمير، والخيل، وامتنان الله عز وجل بها، وأنها من نعم الله، ومنة امتن الله تعالى بها، فقد يستنبط من الآية أن إيجاد البغال عن طريق إنزاء الحمير على الخيل حتى توجد البغال مما امتن الله عز وجل به، وهذا الحديث يدل على التحذير من ذلك، فكيف يوفق بين ما جاء في الآية من ذكر الامتنان بهذه الدواب ومنها البغال، وما جاء في الحديث من التنفير من إنزاء الحمير على الخيل لتلد البغال؟
قال بعض أهل العلم: إن وجود البغال يمكن أن يكون بدون إنزاء، أي: بدون ما يفعل الإنسان هذا، يمكن يأتي الحمار ويعلو الفرس ويوجد بدون إنزاء، فالبغال توجد باتصال الحمير بالخيل بدون عمل من صاحبها، فتوجد البغال بذلك، أو أن المراد بها أنها إذا وجدت، فإنها نعمة ومنة، وتكون من جنس الصور، تصوير الصورة في ثوب لا يجوز، لكن إذا وجدت ما يلزم إحراق الثوب وإتلاف الثوب وعدم الاستفادة من الثوب، بل يستفاد منه، فراش، ووسائد، ويمتهن، لكن لا يجوز عمل الصور على القماش، فابتداؤه محرم، وإذا وجد فهو مباح الاستعمال في أمور معينة، كالافتراش، وعلى هذا فأصل التصوير على القماش وعلى الفراش لا يجوز، والذي يفعله يأثم، لكن إذا وجد ما هو طريق التخلص منه، هل يحرق ويتلف، أو أنه يستعمل بعد أن وجد، مع أنه محرم؟ فكذلك إنزاء الحمار على الخيل إذا أنزيت، وحصل الولد الذي هو البغال، فتستعمل البغال وهي نعمة، وتكون من جنس ذلك الذي يفترش ويمتهن.
والحاصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم، حذر ورهب من هذا العمل، وذكر البغال في القرآن، وامتنان الله عز وجل بها، ولا يعني أن الناس يقصدون هذا الفعل الذي تحصل به البغال، وإنما يمكن أن تحصل بدون إنزاء، وإن حصلت عن طريق المعصية، فإن استعمال النتيجة وهي البغال التي تولدت من هذا الإنزاء مباح، والحديث ورد في إنزاء الحمير على الخيلة والعكس ما جاء شيء يدل عليه، ويمكن أن يكون ملحقاً به من جهة القياس، ولأن فيه قطعاً لنسل الخيل إذا كانت تنزى على الحمير، ويوجد النسل من غير الخيل، فإن ذلك عمل على قطع نسلها، فمن العلماء من قاس ورأى أن العكس ملحق بما جاء في الحديث، ومنهم من قال: إنه لا بأس به؛ لأنه ما جاء النهي عنه، لكن المحذور في كون الخيل إذا أنزيت على غير الخيل، فإن ذلك من أسباب قطع نسلها، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها البركة كما قال ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام.

تراجم رجال إسناد حديث علي في النهي عن حمل الحمير على الخيل

قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].هو: قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الليث].
هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يزيد بن أبي حبيب ].
هو يزيد بن أبي حبيب المصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الخير].
وهو مرثد بن عبد الله اليزني المصري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن زرير].
وهو عبد الله بن زرير، ثقة، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن علي بن أبي طالب].
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وصهره على ابنته فاطمة، وأبو الحسن، والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدي شباب أهل الجنة، وهو رابع الخلفاء الراشدين الهادين المهديين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهو ذو المناقب الجمة، والفضائل الكثيرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

شرح حديث ابن عباس في النهي عن إنزاء الحمير على الخيل

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا حميد بن مسعدة حدثنا حماد عن أبي جهضم عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: (كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فسأله رجل: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: لا، قال: فلعله كان يقرأ في نفسه، قال: خمشاً، هذه شر من الأولى، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد أمره الله تعالى بأمره فبلغه، والله ما اختصنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيء دون الناس إلا بثلاثة: أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، ولا ننزي الحمر على الخيل)].أورد النسائي حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن رجلاً سأله: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر، يعني: في الصلاة السرية؟ فقال: لا، وقيل: إن هذا الجواب من ابن عباس على حسب ظنه، وأنه ما كان بلغه ذلك، أي: القراءة، وقيل: إن المقصود من ذلك أنه في آخر الصلاة التي هي الثالثة والرابعة، والمقصود من ذلك غير الفاتحة، وقال: لعله كان يقرأ سراً، قال: خمشاً، وهي ذم له، والخمش هو حك الجلد حتى يتأثر، وحتى يخرج منه الدم، هذا يقال له: خمش، وخموش، ثم إنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم عبد أمره الله عز وجل فبلغ ما أمر به، وأنه ما اختصنا بشيء دون الناس إلا بثلاث، وهي: إسباغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمير على الخيل)، ومن المعلوم أن القراءة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة السرية، في الفاتحة، وغير الفاتحة، وقد كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يستدلون على قراءته في الصلاة باضطراب لحيته كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة، أي أنه كان أمامهم، وكانت لحيته عارضيه يرونها تتحرك، فيستدلون بها على قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة السرية، فمعنى باضطراب لحيته، أي: بتحركها؛ لأن الذي يقرأ يحصل تحرك للحيته، وهم كانوا يرون جانبي اللحية وهي العوارض، يرون ذلك من ورائه وهم في الصلاة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وجاءت أيضاً أحاديث تدل على أن الرسول كان يسمعهم الآية أحياناً في الصلاة السرية، حتى يعرفوا السورة التي قرأ بها، وجاء في بعض الأحاديث بيان مقدار ما كان يقرأ به في الصلاة، أي: مقدار قراءة كذا، وكذا، فهو عليه الصلاة والسلام، يطيل القيام؛ وذلك أنه كان يقرأ فيه، وكانوا يعلمون ذلك في الصلاة السرية باضطراب لحيته كما أشرت إلى ذلك كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر أنه (ما خصنا بشيء دون الناس)، أي: ما خص أهل البيت بشيء دون الناس إلا في هذه الثلاث، وهذه الثلاث يمكن أنه أكد عليهم بها، وإلا فإنها ليست خاصة بهم إلا الصدقة، فإنها خاصة بهم، فلا تحل لهم الصدقة، كما جاء ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أما إسباغ الوضوء فهذا مطلوب منهم ومن غيرهم، وعدم إنزاء الحمير على الخيل مطلوب منهم ومن غيرهم، ولعل ذكر كونه خصهم بذلك، أو أمرهم بذلك، أي: للتأكيد عليهم في ذلك، وإلا فلا يختص بهم إلا الصدقة، فإن عدم أكلها مختص بهم؛ لأنه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن آل محمد لا يأكلون الصدقة).
ومحل الشاهد منه للترجمة -وهو التشديد في حمل الحمير على الخيل- ما جاء في آخره، (وأن لا ننزي الحمر على الخيل)، إنزاؤها تمكينها، أي: كونها تمسك الفرس، ويمكن الحمار من أن يعلوها وأن ينزوا عليها.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 48.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.29%)]