عرض مشاركة واحدة
  #362  
قديم 12-01-2022, 03:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث نمير الخزاعي في إحناء السبابة في الإشارة
قوله: [أخبرني أحمد بن يحيى].هو أحمد بن يحيى الصوفي، وكلمة أخبرني يؤتى بها بالإفراد، فأحياناً يقول المحدث: أخبرني وأحياناً يقول: أخبرنا، والفرق بينهما أن أخبرني إذا كان أخذ عن الشيخ وحده ليس معه أحد فيعبر بالإفراد فيقول: أخبرني، وإذا كان أخذ ومعه غيره يقول: أخبرنا، لكن كلمة أخبرني تدل على أنه أخذ وحده، وأنه تحمل وحده لم يتحمل معه أحد عند الأخذ من الشيخ، وأحمد بن يحيى الصوفي هو: الكوفي وهو ثقة، عابد، أخرج له النسائي وحده.
[أخبرنا أبو نعيم].
وهو الفضل بن دكين الكوفي وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبو نعيم، وهو: من شيوخ البخاري من كبار شيوخ البخاري الذين روى عنه مباشرة، والنسائي روى عنه بواسطة؛ لأن النسائي متأخر، فهو يروي عن أبي نعيم بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة، فهو من كبار شيوخ البخاري، وهو مشهور بكنيته أبو نعيم، وممن اشتهر بـأبي نعيم شخص آخر متأخر وهو صاحب الحلية أبو نعيم الأصبهاني المتوفى سنة (430هـ) فهو مشهور أيضاً بهذه الكنية، ولكن هذا متأخر كثيراً عن ذاك؛ لأن هذا توفي في أوائل القرن الثالث، وأما ذاك ففي أوائل القرن الخامس سنة 430هـ، وأبو نعيم الفضل بن دكين هو شيخ البخاري، وشيخ مسلم، هو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
وقد ذكره الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري من جملة الرجال الذين لمزوا بشيء لا يقدح ولا يؤثر، وقال: إن الذي ذكر عنه أنه كان يتشيع، هذا هو الذي أورده الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح، من أجل أنه تكلم فيه بالتشيع، لكنه نقل عنه ما يدل على سلامته من هذا السوء الذي هو مذهب الشيعة وطريقة الشيعة أو التشيع، أي: التشيع الضار الذي يؤثر، نقل عنه كلمة عظيمة في ترجمته في مقدمة الفتح أنه قال: ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية، ما كتبت علي الحفظة أي: الملائكة، أنني سببت معاوية، ومن المعلوم أن سب معاوية من أسهل الاشياء عند الشيعة، بل إن الزيدية الذين هم أحسن حالاً من الرافضة الإمامية يتكلمون في معاوية ويسبونه، ولا يسبون الشيخين أبا بكر، وعمر، ولكنهم يسبون معاوية، فسب معاوية سهل عند المنتمين إلى هذا المنهج الذي هو التشيع، لكن قوله: ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية تدل على سلامته؛ لأن معاوية رضي الله عنه، الكلام فيه عند الشيعة قدر مشترك وسهل ميسور، وأبو نعيم يقول: ما كتبت عليّ الحفظة أنني سببت معاوية، وهذا يدل على سلامته مما رمي به ومما أضيف إليه.
لكن هناك شيئاً قد يضاف إلى الشخص التشيع بسببه وهو لا يؤثر، وهو: تفضيل علي على عثمان رضي الله عنه؛ لأن بعض علماء أهل السنة نقل عنهم تفضيل علي على عثمان يعني: في الفضل لا في الخلافة، ومنهم: ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل الإمام ابن الإمام، ومنهم عبد الرزاق بن همام، ومنهم الأعمش، ومنهم ابن خزيمة، هؤلاء نسب إليهم القول بتفضيل علي، على عثمان، ولكن هذه لا تؤثر ولا تقدح، ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر العقيدة الواسطية أن تفضيل علي، على عثمان، قال به جماعة من أهل السنة ولا يبدع من قال بذلك، وإنما الذي يبدع به القول بتفضيله عليه في الخلافة؛ لأن من قال ذلك فإنه يعترض على عمل الصحابة، الذين قدموا عثمان، على علي، رضي الله تعالى عنه.
إذاً: فالتشيع قد يضاف إلى بعض الأشخاص بسبب هذا، ومن المعلوم أن مثل ذلك لا يؤثر.
[حدثنا عصام بن قدامة].
هو عصام بن قدامة الجدلي وهو صدوق، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثني مالك بن النمير].
هو مالك بن النمير الخزاعي البصري وهو مقبول، أخرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه أيضاً يعني: مثل الذين خرجوا لـعصام بن قدامة الجدلي، الاثنان كل منهما خرج له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن أبيه].
هو نمير الخزاعي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة
شرح حديث: (... وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة.أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عن أبيه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: موضع البصر عند الإشارة وتحريك السبابة أي: في التشهد، وهو أنه يكون إلى السبابة، وأورد فيه حديث عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته).
(وأشار بالسبابة) يعني: السبابة من اليمنى. (لا يجاوز بصره إشارته) يعني: أنه ينظر إلى أصبعه عندما يشير بها.
تراجم رجال إسناد حديث: (... وأشار بالسبابة لا يجاوز بصره إشارته)
قوله: [أخبرنا يعقوب بن إبراهيم].هو يعقوب بن إبراهيم الدورقي وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة بدون واسطة، وهو الذي ذكرت آنفاً أن وفاته سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وأنه مثل محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، في أن الثلاثة ماتوا بسنة واحدة، وأن كل واحد منهم شيخ لأصحاب الكتب الستة.
[حدثني يحيى].
وهو يحيى بن سعيد القطان المحدث، الناقد، الثقة، البصري، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عجلان].
ابن عجلان وقد مر ذكره.
[عن عامر بن عبد الله بن الزبير].
عامر بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
وهو عبد الله بن الزبير بن العوام صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورضي الله تعالى عنه، وعن أبيه، وعن الصحابة أجمعين، وعبد الله بن الزبير هو أحد العبادلة الأربعة من الصحابة الذين هم من صغار الصحابة، وهم عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، هؤلاء الأربعة أطلق عليهم لقب العبادلة من الصحابة، فإذا جاء في مسألة قال بها العبادلة الأربعة، فإن المراد بهم هؤلاء الأربعة الذين هم من صغار أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعبد الله بن الزبير هو أول مولود ولد بعد الهجرة من المهاجرين، وذلك أن أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها ولدته بعد ما وصلوا إلى قباء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان نزولهم في قباء قبل أن يصلوا إلى وسط المدينة وإلى هذا المكان الذي بنى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مسجده وحجره، كان نزل أياماً في قباء، وكانت أسماء معهم فولدت هناك، ولدت ابنها عبد الله، فحنكه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة
شرح حديث: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة ...)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة.
أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح عن ابن وهب حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم) ].
أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: النهي عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء في الصلاة، أي: أنه لا يجوز للمصلي أن يرفع بصره إلى السماء يدعو وإنما يكون بصره إلى موضع سجوده حيث يكون قائماً، وكذلك ينظر إلى أصبعه كما مر في الحديث الذي قبل هذا، وأما رفع البصر إلى السماء فإنه لا يجوز، وقد جاء النهي عنه في هذا الحديث الذي أورده النسائي وهو دال على التحذير من هذا العمل، وأنه قد يعاقب صاحبه بأن يسلب بصره إذا رفع بصره إلى السماء فقال: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الدعاء أو لتخطفن أبصارهم)، يعني: إذا لم ينتهوا قد يعاقبوا بهذه العقوبة وهي خطف أبصارهم، لم؛ لأنهم يسلبوها ويفقدوها بسرعة كما يحصل فقدان البصر عند حصول شيء مفاجئ مثل البرق (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ )[البقرة:20] يعني: أنه يسلبها من شدة لمعانه وإضاءته، فإذا لم ينتهوا فإنهم يعرضون أنفسهم لهذه العقوبة العاجلة التي يفقدون معها أبصارهم فتكون العقوبة معجلة في الدنيا، وهو يدل على الوعيد، وأن الإنسان قد يعاقب على الذنب بعقوبة عاجلة في الدنيا، بأن يحصل له شيء يضره في جسده أو يضره في نفسه أو ماله أو ولده، أو ما إلى ذلك، والحديث دال على أنه قد تحصل له العقوبة بأن يفقد بصره الذي رفعه إلى السماء، فهو دال على التحذير من ذلك، وعلى المنع من ذلك وأن ذلك حرام لا يسوغ ولا يجوز.
تراجم رجال إسناد حديث: (لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة ...)
قوله: [أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح].هو أبو طاهر المصري وهو ثقة، خرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن ابن وهب].
وهو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الليث].
وهو ابن سعد المصري وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو محدث، فقيه كان فقيه مصر ومحدثها في زمانه.
[عن جعفر بن ربيعة].
هو جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة المصري وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن الأعرج].
وهو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والأعرج لقب، واسمه عبد الرحمن بن هرمز، وقد ذكرت عند الأعمش، أن معرفة ألقاب المحدثين مهمة، فائدتها أن لا يظن الشخص الواحد شخصين إذا ذكر باسمه مرة وبلقبه أخرى، وحديث الأعرج عند أصحاب الكتب الستة.
عن أبي هريرة وقد مر ذكره، وهذا الإسناد أكثر رجاله مصريون كلهم إلا الأعرج وأبو هريرة، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وعبد الله بن وهب، والليث بن سعد، وجعفر بن ربيعة، هؤلاء الأربعة مصريون، وأما الأعرج، وأبو هريرة فهما مدنيان
الأسئلة

فضل الصلاة في المسجد النبوي
السؤال: هل ثبت في السنة أن من صلى في المسجد النبوي أربعين صلاة أعتق من النار، أو غفر له ما تقدم من ذنبه؟الجواب: لم يثبت في ذلك شيء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإنما ورد فيه حديث ضعيف لا يعول عليه، لكن المسلم كلما صلى في هذا المسجد، فأي صلاة يصليها فهي بألف صلاة، الفريضة بألف فريضة والنافلة بألف نافلة، كقوله عليه الصلاة والسلام: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) لكن لا تحديد بعدد معين، ولا تحديد بأيام معلومة، بل الأمر في ذلك واسع، وكلما زاد الإنسان فهو خير له؛ لأن الصلاة بألف صلاة، لكن تحديد أيام معلومة أو صلوات معلومة لم يثبت في ذلك شيء، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف لا يعول عليه.
حكم سحب الدم من المريض وهو صائم
السؤال: هل سحب الدم من المريض يفطر إن كان صائماً؟الشيخ: سحب الدم إذا كان خفيفاً لا يؤثر على جسده فإنه لا يؤثر على صيامه، وأما إذا كان كثيراً يحصل معه ضعفه فهذا يكون مثل الحجامة، أما إذا أخذ لتحليل الدم يعني دم يسير وليس بكثير يترتب عليه ضعفه مثل ما يحصل بالنسبة للحجامة فإن اليسير لا يؤثر، خروج الدم اليسير لا يؤثر على الصيام.
انتقاض الوضوء بخروج الدم
السؤال: وهل يؤثر على الوضوء؟الجواب: بعض العلماء يقول: أنه إذا خرج من الجسد دم كثير فإنه يؤثر في الوضوء، ومنهم من يقول إن خروج الدم مطلقاً لا يؤثر يعني: في نقض الوضوء.
مدى تأثير الغبار على الصيام
السؤال: هل الغبار أو التراب يفطر الصائم؟الجواب: لا، الشيء الذي يأتي خارج عن إرادة الإنسان كأن يدخل غبار مع أنفه ويصل إلى حلقه لا يؤثر، لا يؤثر على صيامه شيء.
حكم الحديث الذي رواه التابعي عن الصحابي دون سماعه منه
السؤال: إذا روى التابعي عن الصحابة ولم يسمع منهم فمن أي أقسام الحديث؟الجواب: إذا روى التابعي عن الصحابي ولم يسمع منه يعتبر منقطع لأن فيه واسطة.
نعم، إذا روى التابعي عن الصحابي وهو لم يسمع منه معناه أن فيه انقطاعاً، معناه: أن فيه واسطة محذوفة ما دام أنه لم يسمع منه يعني: معناه أن فيه انقطاع.
القول الراجح في عدد مرات الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم
السؤال: ما صحة من يقول بتعدد الإسراء بالرسول عليه الصلاة والسلام، وما هو الراجح عندكم؟الجواب: الراجح أنه ليس بمتعدد وأنه أسري به مرة واحدة؛ لأن أحاديث الإسراء على اختلاف ألفاظها كلها جاء فيها فرض الصلوات الخمس، وحصول التردد بين موسى وبين ربه، ويطلب التخفيف، فلو كان تعدد مرات كيف يفرض عليه في المرة الأولى ثم يرجع ويعاد له الفرض ويكون هناك مراجعة للتخفيف، يعني: هذا يدل على عدم التعدد، يعني: كون الأحاديث التي جاء فيها الإسراء مع اختلاف ألفاظه أنها مشتملة على حصول فرض الصلوات الخمس.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.14 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]