عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 07-01-2022, 10:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد


بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(22)
من صـــ 210 الى صـــ 216


قوله: {وهو الذي يرسل الرياح} هنا، وفى الروم بلفظ المستقبل وفى الفرقان وفاطر بلفظ الماضى، لأن ما قبلها فى هذه السورة ذكر الخوف والطمع، وهو قوله: {وادعوه خوفا وطمعا} وهما يكونان فى المستقبل لا غير، فكان (يرسل) بلفظ المستقبل أشبه بما قبله، وفى الروم قبله {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره} فجاء بلفظ المستقبل ليوافق ما قبله.
وأما فى الفرقان فإن قبله {كيف مد الظل} الآية (وبعد الآية) (وهو الذى جعل لكم [ومرج وخلق] وكان الماضى أليق به. وفى فاطر مبنى على أول السورة {الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا} وهما بمعنى الماضى، فبنى على ذلك (أرسل) بلفظ الماضى؛ ليكون الكل على مقتضى اللفظ الذى خص به.
قوله: {لقد أرسلنا نوحا} هنا بغير واو، وفى هود والمؤمنين (ولقد) بالواو؛ لأنه لم يتقدم فى هذه السورة ذكر رسول فيكون هذا عطفا عليه، بل هو استئناف كلام.
وفى هود تقدم ذكر الرسل مرات، وفى المؤمنين تقدم ذكر نوح ضمنا؛ لقوله {وعلى الفلك تحملون} ؛ لأنه أول من صنع الفلك، فعطف فى السورتين بالواو.
قوله: {أرسلنا نوحا إلى قومه فقال} بالفاء هنا، وكذا فى المؤمنين فى قصة نوح، وفى هود فى قصة نوح، {إني لكم} بغير فاء، وفى هذه السورة فى قصة عاد بغير فاء؛ لأن إصبات الفاء هو الأصل، وتقديره أرسلنا نوحا فجاء فقال، فكان فى هذه السورة والمؤمنين على ما يوجبه اللفظ. وأما فى هود فالتقدير: فقال إنى فأضمر ذلك قال، فأضمر معه الفاء. وهذا كما قلنا فى قوله: {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم} أى فقال لهم: أكفرتم، فأضمر القول والفاء معا وأما فى قصة عاد فالتقدير: وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا فقال، فأضمر أرسلنا، وأضمر الفاء؛ لأن الفاء لفظ (أرسلنا) .
قوله: {قال الملأ} بغير واو فى قصة نوح وهود فى هذه السورة، وفى هود والمؤمنين (فقال) بالفاء، لأن ما فى هذه السورة فى القصتين لا يليق بالجواب وهو قولهم لنوح {إنا لنراك في ظلال مبين} وقولهم لهود {إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين} بخلاف السورتين، فإنهم أجابوا فيهما بما زعموا أنه جواب.
قوله: {أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم} فى قصة نوح وقال فى قصة هود {وأنا لكم ناصح أمين} لأن ما فى هذه الآية {أبلغكم} بلفظ المستقبل، فعطف عليه {وأنصح لكم} كما فى الآية الأخرى {لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم} فعطف الماضى (على الماضى) ، فكن فى قصة هود قابل باسم الفاعل قولهم له {وإنا لنظنك من الكاذبين} ليقابل الاسم بالاسم.
قوله: {أبلغكم} فى قصة نوح وهود بلفظ المستقبل وفى قصة صالح وشعيب {أبلغتكم} بلفظ الماضى، لأن [ما] فى قصة نوح وهود وقع فى ابتداء الرسالة، و [ما] فى قصة صالح وشعيب وقع فى آخر الرسالة، ودنو العذاب.
قوله: {رسالات ربي} فى القصص إلا فى قصة صالح؛ فإن فيها (رسالة) على الواحدة لأنه سبحانه حكى عنهم بعد الإيمان بالله والتقوى أشياء أمروا بها إلا فى قصة صالح؛ فإن فيها ذكر الناقة فقط، فصار كأنه رسالة واحدة. وقوله: {برسالاتي وبكلامي} مختلف فيهما.
قوله: {فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنآ} وفى يونس {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك} لأن أنجينا ونجينا للتعدى، لكن التشديد يدل على الكثرة والمبالغة، وكان فى يونس {ومن معه} ولفظ (من) يقع على أكثر مما يقع عليه (الذين) لأن (من) يصلح للواحد والاثنين، والجماعة، والمذكر، والمؤنث، بخلاف الذين فإنه لجمع المذكر فحسب، وكان التشديد مع (من) أليق.
قوله: {ولا تمسوها بسواء فيأخذكم عذاب أليم} وفى هود، {ولا تمسوها بسواء فيأخذكم عذاب قريب} وفى الشعراء {ولا تمسوها بسواء فيأخذكم عذاب يوم عظيم} لأن فى هذه السورة بالغ فى الوعظ، فبالغ فى الوعيد، فقال: {عذاب أليم} ، وفى هود لما اتصل بقوله {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} وصفه بالقرب فقال: {عذاب قريب} وزاد فية الشعراء ذكر اليوم لأن قبله: {لها شرب ولكم شرب يوم معلوم} والتقدير: لها شرب يوم معلوم، فختم الآية بذكر اليوم، فقال: عذاب يوم عظيم.
قوله: {فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم} على الواحدة وقال: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} حيث ذكر الرجفة وهى الزلزلة وحد الدار، وحيث ذكر الصيحة جمع؛ لأن الصيحة كانت من السماء، فبلوغها أكثر وأبلغ من الزلزلة، فاتصل كل واحد بما هو لائق به.
قوله: {ما نزل الله بها من سلطان} وفى غيره {أنزل} لأن أفعل كما ذكرنا آنفا للتعدى، وفعل للتعدى والتكثير، فذكر فى الموضع الأول بلفظ المبالغة؛ ليجرى مجرى ذكر الجملة والتفصيل، أو ذكر الجنس والنوع، فيكون الأول كالجنس، وما سواه كالنوع.
قوله: {وتنحتون الجبال بيوتا} فى هذه السورة، وفى غيرها {من الجبال} لأن [ما] فى هذه السورة تقدمه {من سهولها قصورا} فاكتفى بذلك.
قوله: {وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين} وفى غيرها {فسآء مطر المنذرين} لأن ما فى هذه وافق ما بعده وهو قوله {فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} .
قوله: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة} بالاستفهام، وهو استفهام تقريع وتوبيخ وإنكار، وقال بعده: {أئنكم لتأتون} فزاد مع الاستفهام (إن) لأن التقريع والتوبيخ والإنكار فى الثانى أكثر.
ومثله فى النمل: {أتأتون} وبعده أئنكم وخالف فى العنكبوت فقال: {إنكم لتأتون الفاحشة} {أئنكم لتأتون الرجال} فجمع بين أئن وأئن وذلك لموافقة آخر القصة، فإن فى الآخر {إنا منجوك} و {إنا منزلون} فتأمل فيه؛ فإنه صعب المستخرج.
قوله: {بل أنتم قوم مسرفون} هنا بلفظ الاسم، وفى النمل {قوم تجهلون} بلفظ الفعل. أو لأن كل إسراف جهل وكل جهل إسراف، ثم ختم الآية بلفظ الاسم؛ موافقة لرءوس الآيات المتقدمة، وكلها أسماء:للعالمين، الناصحين، المرسلين، جاثمين، كافرون، مؤمنون، مفسدون. وفى النمل وافق ما قبلها من الآيات، وكلها أفعال: تبصرون، يتقون، يعملون.
قوله: {وما كان جواب قومه} بالواو فى هذه السورة. وفى سائر السور (فما) بالفاء؛ لأن ما قبله اسم، والفاء للتعقيب، والتعقيب يكون مع الأفعال. فقال فى النمل {تجهلون فما كان} وكذلك فى العنكبوت {وتأتون في ناديكم المنكر فما كان} وفى هذه السورة {مسرفون وما كان} .
قوله: {أخرجوهم من قريتكم} فى هذه السورة وفى النمل {أخرجوا آل لوط} ما فى هذه السورة كناية فسرها ما فى السورة التى بعدها، وهى النمل ويقال: نزلت النمل أولا، فصرح فى الأولى، وكنى فى الثانية.
قوله: {كانت من الغابرين} (هاهنا، وفى النمل: {قدرناها من الغابرين} أى كانت فى علم الله من الغابرين) .
قوله: {بما كذبوا من قبل} هنا وفى يونس {بما كذبوا به} لأن أول القصة هنا {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا} وفى الآية {ولاكن كذبوا} وليس بعدها الباء، فختم القصة بمثل ما بدأ به، فقال: كذبوا من قبل. وكذلك فى يونس وافق ما قبله وهو {كذبوه} {فنجيناه} ثم {كذبوا بآياتنا} فختم بمثل ذلك، فقال: {بما كذبوا به} . وذهب بعض أهل العلم إلى أن ما فى حق العقلاء من التكذيب فبغير الباء؛ نحو قوله: كذبوا رسلى، وكذبوه، وغيره؛ وما فى حق غيرهم بالباء؛ نحو كذبوا بآياتنا وغيرها. وعند المحققين تقديره: فكذبوا رسلنا برد آياتنا، حيث وقع.
قوله: {كذلك يطبع الله} ، وفى يونس {نطبع} بالنون؛ لأن فى هذه السورة قد تقدم ذكر الله سبحانه بالتصريح، والكناية، فجمع بينهما فقال: {ونطبع على قلوبهم} بالنون، وختم الآية بالتصريح فقال: {كذلك يطبع الله} وأما فى يونس فمبنى على ما قبله: من قوله: {فنجيناه} {وجعلناهم} {ثم بعثنا} بلفظ الجمع، فختم بمثله، فقال: {كذلك نطبع على قلوب المعتدين} .
قوله: {قال الملأ من قوم فرعون إن هاذا لساحر عليم} وفى الشعراء {قال للملإ حوله} ؛ لأن التقدير فى هذه الآية: قال الملأ من قوم فرعون وفرعون بعضهم لبعض، فحذف (فرعون) لاشتمال الملأ من قوم فرعون على اسمه؛ كما قال:
{وأغرقنا آل فرعون} أى آل فرعون وفرعون، فحذف (فرعون) ، لأن آل فرعون اشتمل على اسمه. فالقائل هو فرعون نفسه بدليل الجواب، وهو (أرجه) بلفظ التوحيد، والملأ هم المقول لهم؛ إذ ليس فى الآية مخاطبون بقوله: {يخرجكم من أرضكم} غيرهم. فتأمل فيه فإنه برهان للقرآن شاف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]