عرض مشاركة واحدة
  #141  
قديم 04-12-2021, 04:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
صَاحِبِ الْفَضِيلَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
المجلد الثانى
الحلقة (139)

سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ (2)
صـ 246 إلى صـ 250

قوله تعالى : مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف الآية .

ضرب الله تعالى لأعمال الكفار مثلا في هذه الآية الكريمة برماد اشتدت به الرياح في يوم عاصف ، أي شديد الريح ، فإن تلك الريح الشديدة العاصفة تطير ذلك الرماد ولم تبق له أثرا ، فكذلك أعمال الكفار كصلات الأرحام ، وقرى الضيف ، والتنفيس عن المكروب ، وبر الوالدين ، ونحو ذلك يبطلها الكفر ويذهبها ، كما تطير تلك الريح ذلك الرماد . وضرب أمثالا أخر في آيات أخر لأعمال الكفار بهذا المعنى ، كقوله : والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا [ 24 \ 39 ] ، وقوله : مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا [ ص: 246 ] أنفسهم فأهلكته الآية [ 3 \ 117 ] ، وقوله : ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين [ 2 \ 264 ] ، وقوله : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [ 25 \ 23 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

وبين في موضع آخر أن الحكمة في ضربه للأمثال أن يتفكر الناس فيها فيفهموا الشيء بنظرة ، وهو قوله : وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون [ 59 \ 21 ] ، ونظيره قوله : ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون [ 14 \ 25 ] ، وبين في موضع آخر أن الأمثال لا يعقلها إلا أهل العلم ، وهو قوله تعالى : وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون [ 29 \ 43 ] ، وبين في موضع آخر أن المثل المضروب يجعله الله سبب هداية لقوم فهموه ، وسبب ضلال لقوم لم يفهموا حكمته ، وهو قوله : فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين [ 2 \ 26 ] ، وبين في موضع آخر أنه تعالى لا يستحيي أن يضرب مثلا ما ولو كان المثل المضروب بعوضة فما فوقها ، قيل : فما هو أصغر منها ; لأنه يفوقها في الصغر ، وقيل : فما فوقها أي فما هو أكبر منها ، وهو قوله : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها [ 2 \ 26 ] ، ولذلك ضرب المثل بالعنكبوت في قوله : مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون [ 29 \ 41 ] ، وضربه بالحمار في قوله : كمثل الحمار يحمل أسفارا الآية [ 62 \ 5 ] ، وضربه بالكلب في قوله : ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث [ 7 \ 176 ] ، إلى غير ذلك ، والعلم عند الله تعالى .
قوله تعالى : فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء .

هذه المحاجة التي ذكرها الله هنا عن الكفار بينها في مواضع أخر ، كقوله : وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد [ 40 \ 47 ، 48 ] ، كما تقدم إيضاحه .
[ ص: 247 ] قوله تعالى : وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم .

بين في هذه الآية أن الله وعدهم وعد الحق ، وأن الشيطان وعدهم فأخلفهم ما وعدهم ، وبين هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله في وعد الله : وعد الله حقا [ 4 \ 122 ] ، وقوله : إن الله لا يخلف الميعاد [ 13 \ 31 ] ، وقوله في وعد الشيطان : يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا [ 4 \ 120 ] ، ونحو ذلك من الآيات قوله تعالى : تحيتهم فيها سلام [ 14 \ 23 ] .

بين في هذه الآية الكريمة أن تحية أهل الجنة في الجنة سلام ، وبين في مواضع أخر أن الملائكة تحييهم بذلك ، وأن بعضهم يحيي بعضا بذلك ، فقال في تحية الملائكة لهم : والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم الآية [ 13 \ 23 ، 24 ] ، وقال : وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم الآية [ 39 \ 73 ] ، وقال : ويلقون فيها تحية وسلاما [ 25 \ 75 ] ، وقال في تحية بعضهم بعضا : دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام الآية [ 10 \ 10 ] ، كما تقدم إيضاحه .
قوله تعالى : قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار .

هذا تهديد منه تعالى لهم بأن مصيرهم إلى النار ، وذلك المتاع القليل في الدنيا لا يجدي من مصيره إلى النار وبين هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله : قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار [ 39 \ 8 ] ، وقوله : نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ [ 31 \ 24 ] ، وقوله : متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون [ 10 \ 70 ] ، وقوله : لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم الآية [ 3 \ 196 ، 197 ] ، إلى ذلك من الآيات .
قوله تعالى : قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال .

أمر تعالى في هذه الآية الكريمة بالمبادرة إلى الطاعات ، كالصلوات والصدقات من قبل إتيان يوم القيامة الذي هو اليوم الذي لا بيع فيه ولا مخالة بين خليلين ، فينتفع أحدهما بخلة الآخر ، فلا يمكن أحدا أن تباع له نفسه فيفديها ، ولا خليل ينفع خليله يومئذ ، وبين هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله : ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة الآية [ 2 \ 254 ] ، وقوله : فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا [ 57 \ 15 ] وقوله : [ ص: 248 ] واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا الآية [ 2 \ 48 ] ، ونحو ذلك من الآيات .

والخلال في هذه الآية ، قيل : جمع خلة كقلة وقلال ، والخلة : المصادقة ، وقيل : هو مصدر خاله على وزن فاعل مخالة وخلالا ، ومعلوم أن فاعل ينقاس مصدرها على المفاعلة والفعال ، وهذا هو الظاهر ، ومنه قول امرئ القيس :


صرفت الهوى عنهن من خشية الردى ولست بمقلي الخلال ولا قال
أي : لست بمكروه المخالة .
قوله تعالى : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام الآية .

لم يبين هنا هل أجاب دعاء نبيه إبراهيم هذا ولكنه بين في مواضع أخر أنه أجابه في بعض ذريته دون بعض ، كقوله : ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين [ 37 \ 113 ] ، وقوله : وجعلها كلمة باقية في عقبه الآية [ 43 \ 28 ] .
قوله تعالى : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم الآية .

بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم قال : إن من تبعه فإنه منه ، وأنه رد أمر من لم يتبعه إلى مشيئة الله تعالى ، إن شاء الله غفر له ; لأنه هو الغفور الرحيم ، وذكر نحو هذا عن عيسى ابن مريم في قوله : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم [ 5 \ 118 ] ، وذكر عن نوح وموسى التشديد في الدعاء على قومهما فقال عن نوح إنه قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إلى قوله : فاجرا كفارا [ 71 \ 26 ، 27 ] ، وقال عن موسى إنه قال : ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم [ 10 \ 88 ] والظاهر أن نوحا وموسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ما دعوا ذلك الدعاء على قومهما إلا بعد أن علما من الله أنهم أشقياء في علم الله لا يؤمنون أبدا ، أما نوح فقد صرح الله تعالى له بذلك في قوله :

وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن [ 11 \ 36 ] ، وأما موسى فقد فهم ذلك من قول قومه له : مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين [ 7 \ 132 ] ، فإنهم قالوا هذا القول بعد مشاهدة تلك الآيات العظيمة المذكورة في الأعراف وغيرها .
قوله تعالى : فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات الآية .

بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دعا لذريته الذين [ ص: 249 ] أسكنهم بمكة المكرمة أن يرزقهم الله من الثمرات ، وبين في " سورة البقرة " أن إبراهيم خص بهذا الدعاء المؤمنين منهم ، وأن الله أخبره أنه رازقهم جميعا مؤمنهم وكافرهم ، ثم يوم القيامة يعذب الكافر ، وذلك بقوله : وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا الآية [ 2 \ 126 ] قال بعض العلماء : سبب تخصيص إبراهيم المؤمنين في هذا الدعاء بالرزق ، أنه دعا لذريته أولا أن يجعلهم الله أئمة ، ولم يخصص بالمؤمنين فأخبره الله أن الظالمين من ذريته لا يستحقون ذلك ، قال تعالى : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين [ 2 \ 124 ] ، فلما أراد أن يدعو لهم بالرزق خص المؤمنين بسبب ذلك ، فقال : وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ، فأخبره الله أن الرزق ليس كالإمامة فالله يرزق الكافر من الدنيا ولا يجعله إماما ; ولذا قال له في طلب الإمامة : لا ينال عهدي الظالمين ، ولما خص المؤمنين بطلب الرزق قال له : ومن كفر فأمتعه قليلا الآية [ 2 \ 126 ] .
قوله تعالى : ربنا اغفر لي ولوالدي الآية .

بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إبراهيم طلب المغفرة لوالديه ، وبين في آيات أخر أن طلبه الغفران لأبيه إنما كان قبل أن يعلم أنه عدو لله فلما علم ذلك تبرأ منه ، كقوله : وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه [ 9 \ 114 ] ونحو ذلك من الآيات .
قوله تعالى : إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .

بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه يؤخر عقاب الكفار إلى يوم تشخص فيه الأبصار من شدة الخوف ، وأوضح ذلك في قوله تعالى : واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا الآية [ 21 \ 97 ] ، ومعنى شخوص الأبصار أنها تبقى منفتحة لا تغمض من الهول وشدة الخوف .
قوله تعالى : مهطعين .

الإهطاع في اللغة : الإسراع ، وقد بين تعالى في مواضع أخر أنهم يوم القيامة يأتون مهطعين ، أي : مسرعين إذا دعوا للحساب ، كقوله تعالى : يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداعي الآية [ 54 \ 7 ] ، وقوله : يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون [ 70 \ 43 ] ، وقوله : يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير [ 50 \ 44 ] إلى غير ذلك من الآيات .

[ ص: 250 ] ومن إطلاق الإهطاع في اللغة بمعنى الإسراع قول الشاعر :


بدجلة دارهم ولقد أراهم بدجلة مهطعين إلى السماع


أي مسرعين إليه .
قوله تعالى : وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد .

بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن المجرمين وهم الكفار يوم القيامة يقرنون في الأصفاد ، وبين تعالى هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله : وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا [ 25 \ 13 ] ، ونحو ذلك من الآيات .

والأصفاد : هي الأغلال والقيود ، واحدها : صفد بالسكون ، وصفد بالتحريك ، ومنه قول عمرو بن كلثوم :


فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا
وقوله تعالى : والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد [ 38 \ 37 ، 38 ] .
قوله تعالى : وتغشى وجوههم النار .

بين في هذه الآية الكريمة أن النار يوم القيامة تغشى وجوه الكفار فتحرقها ، وأوضح ذلك في مواضع أخر ، كقوله : تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون [ 23 \ 104 ] ، وقوله : لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم الآية [ 21 \ 39 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
قوله تعالى : هذا بلاغ للناس .

بين في هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن بلاغ لجميع الناس ، وأوضح هذا المعنى في قوله : وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ [ 6 \ 19 ] وبين أن من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار كائنا من كان ، في قوله : ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه الآية [ 11 \ 17 ] .
قوله تعالى : وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب .

بين في هذه الآية الكريمة أن من حكم إنزال القرآن العظيم العلم بأنه تعالى إله واحد ، وأن من حكمه أن يتعظ أصحاب العقول ، وبين هذا في مواضع أخر فذكر الحكمة الأولى في أول سورة هود في قوله : كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله [ 11 \ 1 ، 2 ] كما تقدم إيضاحه ، وذكر الحكمة الثانية في قوله : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب [ 38 \ 29 ] [ ص: 251 ] وهم أصحاب العقول السليمة من شوائب الاختلال ، واحد الألباب لب بالضم ، والعلم عند الله تعالى .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.01%)]