عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-02-2021, 09:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي مغالطة في الرد على المخالفين

مغالطة في الرد على المخالفين


أحمد قوشتي عبد الرحيم





هناك طريقة شائعة في الرد على المخالفين تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي - ولا يكاد يخلو منها تيار فكري - وهي تتسم بالظلم والبغي وغياب الإنصاف ، وغرضها غالبا هو التعيير لا النصيحة ، والتشويه لا التقويم ، والتشفي لا الإصلاح .
وهذه الطريقة من المغالطات الشائعة في الاستدلال : وقد تسمى بمغالطة انتقاء الأضعف أو مغالطة أسوأ عينة ، والمقصود بها أن ينتقي الشخص أسوأ ما في مجموعة أو اتجاه ما ، معتبرا إياه ممثلا له ، وذلك بهدف التشويه أو الحكم على هذا الاتجاه بأسوأ ما فيه .
ففي عالم الانترنت الذي يمتلأ بملايين الحسابات ، منهم المعروف والمجهول ، والفاهم والجاهل ، والحكيم والأرعن ، لا يصعب على أحد أن يقف على منشور أو تعليق لشخص ما ، لا يدرى من هو ، ولا مستوى فهمه ، أو هو معروف الشخصية لكنه لا يمثل إلا نفسه ، ثم يصور هذا التعليق ( سكرين شوت ) ثم تقام حفلات من الضحك والسخرية والتي يجزم المرء أنها ليست للنصح بل التشويه .
وليس حسنا ، بل قبيحا ، وليس عدلا وإنصافا ، بل حشفا وسوء كيلة :
أن يحكم على مذهب أو اتجاه أو تيار فكري ما من خلال بعض سلوكيات أو أفكار لنفر من المنتسبين إليه ، وإنما يحكم على المذهب أو الاتجاه من خلال نصوص أئمته المعتبرين ، وكتبه المعتمدة ، لا من خلال أقوال شاذة ، أو كلام خاطيء لبعض الزاعمين الانتساب إليه.
وحقيقة أي مذهب إنما تتمثل في الأصول والآراء المتفق عليها بين رجالات المذهب ، والمقررة في كتب علمائه ومنظريه الكبار ، ولا يحمل المذهب جريرة فعل واحد من أتباعه ، إلا إذا كان ذلك نتيجة حتمية لأصوله وفتاوى علمائه ، أو أقر ذلك علماء المذهب المعتبرون .

رزقنا الله العدل والإنصاف ، وجنبنا الظلم والاعتساف !










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.27 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]