عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-02-2021, 04:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,304
الدولة : Egypt
افتراضي هل أرفع دعوى عقوق على أولادي لانقطاعهم عني؟

هل أرفع دعوى عقوق على أولادي لانقطاعهم عني؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال

ملخص السؤال:
رجل بلغ السبعين مِن العمر، انقطع عنه أولادُه بسبب خلافاتٍ بينه وبين زوجته، ويتمنى أن يتواصَلوا معه، ويُفكر في رفع دعوى عليهم.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ على خلاف دائمٍ مع زوجتي، والعلاقةُ بيني وبينها منقطعةٌ تمامًا بسبب المشاكل، حاولتُ الإصلاحَ لكن دون جدوى، وللأسف الآن أُعاني مِن عقوق الأبناء، فأكبرُ أولادي فتاة لم أرها منذ أكثر مِن خمس سنوات، ولا أعلم عنها أي شيء، وكلما تذكَّرتُ أبنائي - وخاصة ابنتي الكبرى - أشعُر بالحسرة عليهم!


لم أرتكبْ معهم أي خطأٍ سوى الخلاف الذي بيني وبين والدتهم، حاولتُ مرارًا وتَكرارًا أن أُوَضِّح لهم عقوق الوالدين، وأنه لا يجب أن يُقحموا أنفسهم فيما بيني وبين والدتهم مِن خلافٍ، لكن دون جدوى.


الآن اقترب عمري مِن السبعين، وليس معي أحدٌ، ولا أعلم ماذا أفعل مع أولادي.

هل أرفع ضدهم دعوى عُقوق أو ماذا أفعل؟!

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
يا ليت ابنتك هي مَن أرسلَتْ تلك الرسالة؛ حتى نُذكِّرها بالله، ونُخوفها سوء عاقبه العقوق، فعُقوق الوالدين وقطيعةُ الرحم مِن أقبح الصفات والكبائر التي تُوجب النار وغضب الجبار، نسأل الله العافية!


ولكن قدر الله وما شاء فعل، فاصبرْ على ما تشعُر به مِن حسرةٍ وأذى ووحشةٍ، فالإنسانُ مأمورٌ أن ينظرَ إلى القدَر فيما يجري عليه من المصائب التي لا حيلة له في دفْعِها، فما أصابك مِن هَمٍّ بفِعلِ أبنائك فاصبرْ عليه، وارضَ وسَلِّمْ؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11].


والأبناءُ مهما قصَّروا فيما يجب عليهم تجاهك، فإن ذلك لا يُسقط ما يجب عليك مِن البر والإحسان، فحاوِل الاتصالَ بهم ولو عن طريق بعض الأقارب أو المعارف، ليُحذرهم مِن عقوبة العقوق، وأنه من أكبر الكبائر، وكيف أنَّ اللهَ حذَّر مِن عصيانِ الوالد وإلحاقِ الأذى به، وعدم الإحسان إليه، لعل اللهَ أن يهديَهم ويُصلح شأنهم.


أما رفعُ دعوة العقوقِ فلا أنصحك بهذا، ففضلاً عن كونِ هذا الأمر سيَزيد الهوة بينكم، فإنَّ البرَّ والإحسان لا يكون بحُكم محكمةٍ، وأفضلُ السبُل هو السعي في التواصل المباشر معهم، فهذا هو الذي يُجْدِي في هذه الأحوال.


نسأل الله تعالى أن يوفقك، ويُيسر أمرك، ويَهدي أبناءك للحقِّ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.27 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]