نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين
(1 - 12)
الشيخ سيد حسين العفاني
(3) صوم أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل:
أحد أعيان البدريين، وأحد النقباء الاثنَى عشر ليلة العقبة، قال عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل))[12].
عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أجل الغزو، فلمَّا قُبِض النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أره يفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر[13].
وقال الذهبي: "كان قد سرد الصوم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -"[14].
قال أبو زرعة الدمشقي: إن أبا طلحة عاش بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة يسرد الصوم[15].
قال الذهبي: "قلت بل عاش بعده نيفًا وعشرين سنة"[16].
وعن أنس: "أن أبا طلحة صام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين سنة لا يفطر إلا يوم فطر أو أضحى"[17].
(4) صوم عائشة زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"الصديقة بنت الصديق، العتيقة بنت العتيق، حبيبة الحبيب، وأليفة القريب، سيد المرسلين محمد الخطيب، المبرأة من العيوب، المعراة من ارتياب القلوب لرؤيتها جبريل رسول علام الغيوب"[18].
عن عبدالرحمن بن القاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر[19]، وأخرجه ابن سعد عن القاسم بلفظ: إن عائشة كانت تسرد الصوم[20].
عن عروة: أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تسرد الصوم، وعن القاسم أنها كانت تصوم الدهر، لا تُفطِر إلا يوم أضحى أو يوم فطر[21]، قال عروة: بعث معاوية مرة إلى عائشة بمائة ألف درهم، فقسمتها؛ لم تترك منها شيئًا، فقالت بريرة: أنت صائمة، فهلا ابتعت لنا منها بدرهم لحمًا؟ قالت: "لو ذكَّرتِنِي لفعلتُ"[22].
وعن محمد بن المنكدر عن أم ذرة، وكانت تغشى عائشة - رضي الله عنه - قالت: بعث إليها الزبير بمال في غرارتين، قالت: أراه ثمانين ومائة ألف، فدعت بطبق، وهي صائمة يومئذ، فلما أسمت قالت: "يا جارية، هلمِّي فطوري" فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم ذرة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحمًا نفطر عليه؟ فقالت: "لا تعنفيني، لو كنت ذكَّرتِنِي لفعلت"[23].