عرض مشاركة واحدة
  #191  
قديم 22-01-2022, 05:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نفحات قرأنية رمضانية

آداب قراءة القرآن




أحمد عبدالرحمن






على الصائم أنْ يتأدَّب بآداب التِّلاوة لكتاب الله - تعالى - ومنها:









أولاً: إخلاص النيَّة لله - تعالى - لأنَّ أيَّ عملٍ من الأعمال لا يقبَلُه الله ما لم يكنْ خالصًا له وحدَه؛ يقول - تعالى -: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾[غافر: 14]، ويقول - تعالى -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].







ثانيًا: أنْ يقرَأ بقلبٍ حاضر مُنصرِف إلى السَّماع، ويتدبَّر كلَّ ما يقرَؤُه، ويُحاوِل الفهم قدر استِطاعَتِه، وأمَّا أولئك الذين يهذُّون القُرآن هذًّا، ولا يتدبَّرون معانيَه، ولا يخشَعُون عند وعْده ووَعِيده - فقُلوبهم مشغولةٌ بغير القِراءة من مَتاع الدُّنيا وعَرضها الزائل.







ثالثًا: أنْ يقرَأ على طَهارةٍ كاملة؛ لأنَّ هذا من تعظيم كلام الله واحترامه، ولا حرج عليه لو كان مُضطرًّا للقِراءة، ولا يجد وسيلةً لبُلوغ الماء، كمَن يرقُد على السرير أو في سيارة لا يملك إيقافها أو في طائرة أو في سجن وما أشبه ذلك، فهؤلاء قد يكونون مَعذُورين وهم على غير طهارةٍ، شريطة أنْ يتطهَّروا من الحدث الأكبر، والله أعلم.







رابعًا: ألا يقرأ في أماكن مُستَقذَرة؛ كدورات المياه، وأماكن المنكرات والمعاصي، أو في مجتمع لا ينصت له؛ كمجتمع البيع والشراء أو مجتمع الرياضة أو مجتمع لعب الورق، وغير ذلك من المجتمعات المشغولة؛ لأنَّ القِراءة في هذه الأماكن إهانةٌ لكتاب الله.







خامسًا: أنْ يستعيذَ بالله من الشيطان الرجيم عند بدْء القِراءة، سَواء كان من أوَّل السُّورة أو من وسطها؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98].







سادسًا: أنْ يُحسِّن صوتَه بالقُرآن ما استَطاع إلى ذلك سبيلاً؛ لما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ (أي: ما استَمَع لشيءٍ) كما أَذِنَ لنبيٍّ حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن يجهَر به))؛ (رواه البخاري ومسلم، "صحيح البخاري" ج 6 ص 236، و"صحيح مسلم" ج 2 ص 192).







والجهر بالقِراءة أَوْلَى، إلا إذا كان حولَه مَن يتأذَّى بجهْره في قراءته؛ كالنائم والمصلِّي، فإنَّه حينئذٍ يجهرُ جهرًا خفيفًا يسمَعُه هو ولا يسمعه مَن حوله.







سابعًا: ومن آداب تلاوة القُرآن أنْ يَسجُد عند تِلاوة الآيات التي فيها سُجود، سَواء كان الوقت وقت نهي أو غيره.







موعظة:



يقول ابن رجب:



"يا مَن ضيَّع عُمرَه في غير الطاعة، يا مَن فرَّط في شهرِه بل في دهره وأضاعه، يا مَن بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة، يا مَن جعَل خصمَه القُرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممَّن جعلتَه خصمك الشفاعة؟!









وَيْلٌ لِمَنْ شُفَعَاؤُهُ خُصَمَاؤُهُ

وَالصُّورُ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ يُنْفَخُ










رُبَّ صائمٍ حظُّه من صِيامه الجوعُ والعطَش، وقائمٍ حظُّه من قيامه السَّهر، كلُّ قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر لا يزيدُ صاحبَه إلا بُعدًا، وكلُّ صيام لا يُصان عن قول الزُّور والعمل به لا يُورث صاحبه إلا مقتًا وردًّا.







يا قوم، أين آثار الصيام؟ أين أنوار القيام؟









إنْ كنت تنوح يا حمام البان

للبين فأين شاهد الأحزان



أجفانك للدموع أم أجفاني

لا يقبل مدع بلا برهان










هذا يا عباد الله شهرُ رمضان الذي أُنزِلَ فيه القرآن، وفي بقيَّته للعابدين مستمتع، وهذا كتابُ الله يُتلَى فيه بين أظهُركم ويُسمَع، وهو القُرآن الذي لو أُنزِلَ على جبلٍ لرأيته خاشعًا يتصدَّع، ومع هذا فلا قلْب يخشع، ولا عين تدمَع!











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.62 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]