عرض مشاركة واحدة
  #775  
قديم 25-09-2021, 11:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,680
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

صورة من اعتراضات السفهاء على أحكام الله تعالى الصادقة العادلة
وهل يوجد حكم في القرآن ليس فيه عدل ؟ قالوا: نعم. قلنا: كيف؟ قالوا: التركة توزع، فالرجل يعطى سهمين، والبنت تعطى سهماً، أين العدل؟ وقالوا: الرجل يعطى النصف من تركة امرأته وهي تعطى الربع، وهو يعطى الربع وهي تعطى الثمن! وتخبطوا، وصعدوا وهبطوا وجاسوا كالكلاب؛ وما عرفوا أن جوابهم بكلمة واحدة، ذلك أن المرأة حفظ الله عيشها وقوتها أولاً بوالدها، وثانياً: بزوجها، وثالثاً: بأولادها، ورابعاً: بولاية الله لها، فلماذا تأخذ مثل الرجل؟ المرأة ملكة في بيتها، تأتيها الكسوة واللبن واللحم، والرجل يعرق ويجد ويحرث ويخرق الأرض ويطير في السماء ليأتيها بطعامها وشرابها، وهي جالسة على الأريكة، هل نعطيها النصف؟ سفاهة وعبث، وهذا شأن من لا يؤمنون بالله. قالوا: كيف يفضل الرجل على المرأة؟ هذا ما هو بعدل، العدل في حق المرأة -المحفوظ رزقها- أن يعطيها أكثر من الرجل! وحاولوا أن يفعلوا العجب، ولكن القرآن كتاب الله يبقى هكذا تلوح أنواره لمن يريد الهداية الإلهية حتى يرفعه الله تعالى.
محاولة يائسة لتحريف القرآن الكريم
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا
)[الأنعام:115]، في الأخبار، ( وَعَدْلًا )[الأنعام:115] في الأحكام، ( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ )[الأنعام:115]، هل استطاع البشر أن يبدلوا كلمة واحدة في القرآن؟إن اليهود والمجوس والنصارى والبوذيين والهندوس وكل الدنيا ضد هذا القرآن، والله ما استطاعوا أن يبدلوا كلمة، ولو قدروا ما وصل القرآن إليكم الآن إلا محرفاً مبدلاً مغيراً، مزيداً فيه، منقوصاً منه، كالتوراة والإنجيل، هل التوراة ذات الألف سورة فيها النصف حق؟ والله لا يوجد، والإنجيل كذلك، لماذا؟ لأن الله ما تولى حفظهما، ولكن تولى حفظ القرآن الكريم، فقال: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )[الحجر:9].
اجتمع مرة قسس ورهبان في السودان من قديم في مؤتمر، فقالوا : كيف نستطيع نحذف كلمة (قل) من القرآن؟ (قل) كم حرفاً فيها؟ حرفان: القاف واللام، قالوا: إذا استطعنا أن نحذف (قل) فإننا نستطيع أن نثبت ما قلناه أن هذا القرآن ما هو من عند الله، وإنما هو من ذهن محمد ومن شعوره الصحراوي، فاض بهذه العلوم، ما هو من عند الله، لكن (قل) هذه هي المحنة؛ لأن الله يقول: ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ )[الأعراف:158]، وهل الرجل يقول لنفسه: (قل)؟ ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ )[آل عمران:64]، هل يقول: أنا أقول: قل يا أهل الكتاب، أو ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1]، ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1]، مستحيل أن يكون هذا كلامه ويقول: (قل)؟
إذاً: فانفضوا خزايا نادمين، قالوا: مستحيل أن ننقص كلمة من القرآن، وذلك لحفظ الله له.
إذاً: ( لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ )[الأنعام:115]، من أراد إغناءه ما تستطيع أن تفقره، من أراد إسعاده فلن تستطيع إشقاءه، من أراد كماله فلن تستطيع أنت هبوطه ونقصانه، ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ )[الأنعام:115] لأقوال عباده، ( الْعَلِيمُ )[الأنعام:115] بأعمالهم، لا يقولن قائل كلمة أو بعض كلمة إلا وقد علمها الله عز وجل أولاً، سمع صوته وعلم مقاله، فاحذر يا عبد الله -إذاً- أن تقول الباطل أو تنطق بغير الحق، ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )[الأنعام:115].
تفسير قوله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله...)
ثم قال تعالى: ( وَإِنْ تُطِعْ )[الأنعام:116] يا رسولنا.. أيها المبلغ عنا.. يا محمد صلى الله عليه وسلم! ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )[الأنعام:116] وإلى الآن، وإن تطع أكثر من في الأرض، فتسمع منهم ما يقولون، وتنفذ ما يأمرون، أو تترك ما ينهون، إن تطعهم ضللت وما اهتديت أبداً، بل يضلونك عن سبيل الله، تأملتهم هذه أم لا؟ أنت الآن في ديار المسلمين، إن تطع أكثر أهل المدينة والله ما اهتديت، ولن تهتدي إلى الخير، بل يشردونك وينفرونك ويضللونك، ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )[الأنعام:116]، ما السبب في ذلك؟ قال: ( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ )[الأنعام:116]، فلهذا لا يحل أن نتبع غير أولي البصائر والنهى، لا نتبع غير أهل العلم والمعرفة، أما أن نتبع كل من يقول وينعق ونجري وراءه فوالله ما اهتدينا، ( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ )[الأنعام:116]، فالذي ما عنده يقينيات ولا أنوار تلوح ولا ثقة فيما يروي عن ربه كيف تهتدي معه وهو يقول بالخرص والظن والشك والارتياب؟ فلهذا -يا رسولنا- اثبت على الوحي الذي ينزل إليك، ولا تقبل آراء الناس واتجاهاتهم وما يسولون وما يقولون، وهكذا كل داعٍ إلى الله في القرية في أسرته، لو أطاع أخبار امرأته وبناته لا يستقيم، كل واحد يقول له كلمة، ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )[الأنعام:116]، لأن أكثر من في الأرض جهلاء، ضلال عماة، لا يعرفون الطريق إلى الله، أليس كذلك؟ بلى، وما هي نسبة العالمين بالله والعارفين؟ ليست نسبة واحد إلى المليون.
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )[الأنعام:116]، هل تعرفون سبيل الله -هداكم الله إليه- ما هو؟
إنه الصراط المستقيم، أما عندكم صورة منه؟ موجودة: أوامر عن اليمين، ونواه عن الشمال، وامش أنت مستقيماً حتى تقرع باب دار السلام، فإن ملت هنا إلى المنهيات وهبطت، أو ملت إلى ترك الأوامر والواجبات واعتزلت فوالله لن تصل، أتعرفون صراط الله أم لا؟ إنه الصراط المستقيم الذي ليس فيه اعوجاج، كما قلت لكم غير ما مرة: أوامر عن اليمين، نواه عن الشمال، فولاية الله تعالى تمثل هذا، أي: محاب ومكاره.
(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ )[الأنعام:116]، إي: وما هم إلا يظنون ويخرصون، والخرص مأخوذ من خرص الفلاح حين يدخل البستان فيخرص بالتخمين: كم صاعاً في هذه، كم مداً في هذه النخلة. يقول ذلك بالخرص، كذلك الذي يقول بدون علم من الله ورسوله: هذا حلال، هذا حرام، هذا يجوز هذا كذا؛ فهو كالخراصين، يصيب في واحدة ويخطئ في عشر، فلا بد من العلم بمحاب الله ومكارهه.
تفسير قوله تعالى: (إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
ثم قال تعالى: ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )[الأنعام:117]، دعهم يقولوا ما شاءوا أن يقولوا، فربك -يا رسولنا- أعلم بمن يضل عن سبيله وأعلم بالمهتدين، والضال عن السبيل: هو الذي يخطئ الطريق، لا أمر ولا نهي، كالكفار كلهم، ولهذا رسمت في صورة في رسالة ستطبع خطاً مستقيماً في الصفحة، وعن يمينه وعن شماله الأوامر والنواهي، فالذين كفروا خرجوا خروجاً كاملاً عن الطريق، فتحطموا وتمزقوا ثم استقرت حالهم، فما بقي من يأسف ولا يكرب، الزنا عندهم حلال، الربا حلال، القتل حلال، والذين يخرجون من جهة ويعودون من أخرى يبقون في حيرتهم حتى يعودوا إلى الصراط بكاملهم، أو ينفصلوا فيتحطموا. وهنا تبجح الضلال والجهال وقالوا: الكفار ليس فيهم خلاف، بل عندهم استقرار في بلادهم، ونحن لماذا في اضطراب؟ فقلنا لهم: ما عرفتم لماذا؟ الكفار خرجوا عن طريق الله نهائياً وسقطوا فتألموا ثم سكنوا، فالزنا حلال، الربا حلال، لا عيب، لا حرام، لا باطل، ما هناك صراع، أما المسلمون فما انفصلوا عن الإسلام ولا قبلوه كاملاً، فهم في اضطرابهم وحيرتهم، إما أن يعودوا إلى الطريق السوي فيكملوا ويسعدوا ويهدءوا، وإما أن ينفصلوا نهائياً فيهلكوا ويهدءوا ويسكنوا بعد ذلك، إلا أننا نرضى بهم حيارى مرتفعين من جهة وهابطين من أخرى أحسن من الانفصال الكلي، أليس كذلك؟
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات
والآن نكتفي بهداية الآيات، هذه الآيات تحمل هداية، تهدي إلى ماذا؟ إلى الوليمة في البستان الفلاني! تهدي إلى أي شيء؟ إلى رضا الله وجواره في الملكوت الأعلى، وذلك بتزكية النفس وتطهيرها بهذه العبادات الإلهية، وبذلك تصل إلى مستواها وتنزل بدار السلام.
إذاً: كل آية لها هداية، كل آية في القرآن من ستة آلاف ومائتين وست وثلاثين آية تدل دلالة قطعية على أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولن يستطيع ذو عقل أن ينقضها، وبينا ذلك مرات، ذلك أن هذه الآية من أنزلها؟ إنه الله تعالى، وهل هناك من يقول: أمي أو أبي؟ فمن أين جاءت؟ من الله، آمنت بالله منزلها، آمنت بجلاله وكماله، لا إله إلا هو. وعلى من نزلت هذه الآية؟ الذي نزلت عليه لن يكون إلا رسول الله، مستحيل أن يكون غير رسوله، كل آية تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، على علم يقيني.
قال: [ أولاً: حرمة وبطلان التحاكم إلى غير الوحي الإلهي ]، ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا )[الأنعام:114]، دل هذا على أنه لا يحل أن نتحاكم إلى غير كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
[ ثانياً: تقرير صحة الدعوة الإسلامية ]، الدعوة الإسلامية: دعوة الناس إلى الله ليعبد وحده ويسعد العابدون، هذه الدعوة صحتها ثبتت [بأمرين: الأول: القرآن الكريم. الثاني: شهادة أهل الكتاب ممن أسلموا كـعبد الله بن سلام القرظي وأصحمة النجاشي المسيحي وغيرهم ]، فهمتم هذا؟ الدعوة الإسلامية ثبتت بماذا؟ بالقرآن الكريم، وبإيمان أهل الكتاب، من أين أخذنا هذا؟ من قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ )[الأنعام:114].
[ثالثاً: ميزة القرآن الكريم: أن أخباره كلها صدق وأحكامه كلها عدل ]، هذه ميزة القرآن، هذا ما امتاز به: كل أخباره صدق وكل أحكامه عدل، لا حيف ولا ظلم ولا جور.
[ رابعاً: وعود الله تعالى لا تتخلف أبداً ] إذا وعد الله، ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )[النور:55]، هل تم هذا لرسول الله وأصحابه أم لا؟ والآن والله ليتمنه لأية أمة في بلاد العالم في الشرق أو الغرب إن أقبلت على الله في صدق، وآمنت الإيمان الحق وعملت الصالحات، والله إن فعلت لمكن الله لها في الأرض ولسادت وحكمت، ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )[النور:55]، بم وعدهم؟ ( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )[النور:55].
[ خامساً: اتباع أكثر الناس يؤدي إلى الضلال ] كما بينت لكم؛ حتى أهل المدينة [ فلذا لا يتبع إلا أهل العلم الراسخون فيه ]، ولا يتبع ولا يمشى وراء أحد إلا أهل العلم، [ لقوله تعالى: ( وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )[يونس:89] ].

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]