الموضوع: كن للسد .. سدا
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-08-2022, 03:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي كن للسد .. سدا

كن للسد .. سدا
جواهر بنت صويلح المطرفي






الحمد لله الذي علم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم.. والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي انقاد لربه وأسلم..

وبعد،،
رسالتي هذه.. كتبت مدادها لكل من لهم حق علي من أهل الأرض..

لكل مسلم في أي أرض عاش وتحت أي سماء يستظل..

رسالتي هذه تصّور السد المجهول وكيف تستفيد منه في بناء السد المعلوم.

قصة السد المجهول.. في القرآن لنا منقول، ومع هذا قد نغفل عن حكمته ولا نقول!!

قصة السد المجهول قد حكاها الله في سورة الكهف.. وكان بطل القصة هو الرجل الصالح ذو القرنين، فبنا السد وقلصّ بذرة الفساد بإذن ربه المتعال.

ولكن ما أردت من قصة السد المجهول ليس سردها فقط.. بل أردت أن أنقلك من خلاله إلى سد آخر معلوم لا تجهله.. ولنأخذ العبرة التي قد بدأ الله بها وقال: "إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب".



إنها نصائح أبعثها عبر السد المعلوم ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].. وهي كالآتي:
وجود السد نعمة عظيمة تستحق الشكر.. واعلم أنه رحمة من ربك، فاللهم احفظ لنا سد الإسلام واجعله عزيزاً منيعاً.

تسديد الطرق أمام أعداء "السد" ثقافة يفهمها أصحاب العقول النيّرة التي لا تعصف بهم رياح الفتن.

عندما لا تمتلك قوة ولا عتاد كافٍ لمواجهة العدو، فلا تنّصب نفسك وتخدعها بأنك البطل الهمام الذي هزّ الكون بشجاعته.. دع للعقل مساحة، ولا تجني على نفسك وعلى أمتك.. ورحم الله عبداً توقّى الشر بأيسر وأقصر الأسباب ولم يفتح على نفسه وغيره الأبواب.

الفساد الجزئي أهون بكثير من الفساد الكلي.. فإن استطعت أن تحّد من الفساد وتحصره في مكان ضيق وتساعد في بناء السد بأي شكل كان فافعل.. وسدّد الله رميك وصوبّه.

في "السد".. لا تنشغل بالقيد وانشغل بمن قيدك!! لا تنشغل بنفاذ أعداء "السد" إليك بقدر ما تنشغل كيف نفذوا إليك؟؟

إياك أن تكون أنت السبب في نقض لبنة من لبنات هذا "السد"!! واعلم أن الله جعلك خلف السد لتكن جنداً من جنوده يذود عن حماه ويدافع عن دينه.

لا تقف عاجزاً أو متبلداً عندما ترى عُرى السد تنقض عروة عروه.. بل نافح عنه بكل ما أُتيت من قوة.

كن متيقظاً.. ولا تنسى أيها المسلم أن خلف "السد" أناس مفسدة مغرضة تسعى حثيثاً بالليل والنهار لتهدم السد أو تزعزع من كيانه.. فلا حقق الله لهم غاية،، ولا رفع لهم راية.

لدى أعداء "السد" عزيمة قوية.. لكن عدم إيمانهم برب "السد" يخذلهم كثيراً.. فيمحق الله محاولاتهم ويجعلها هباءً منثوراً.

لا بد أن يكون خلف "السّد" رجال مخلصين لا يهمهم من نصرهم أو خذلهم.. نصبوا وجهتهم لربهم الأعلى.

كن مطمئن الجانب.. فلن يهدم السّد محاولات الأعداء إلا أن يشاء الله عز وجل.

لبنة هذا "السد" تكفل الله بحفظه إلى اليوم الموعود.. فهو سد محفوظ لا يعبأ بذهاب الأشخاص ولا بتغيرهم ولا حتى بنكوصهم وخذلانهم.. هو باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!!

لا تقلق عند انهيار السد.. واعلم أنه لحكمة ربانية قد انتهت فيه المدة الزمنية: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾ [الكهف: 98].

هذا ولتعلم - يا رعاك الله - أن بين السد المجهول الذي بناه ذو القرنين والسد المعلوم "الإسلام" علاقة طردية فلا ينقص السد الأول إلا بنقصان الثاني.. ولعل هذا ما أشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: "ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذا وحلق بين أصبعيه" في نهاية الحديث سألت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها: "أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث" فهذا بيّن لنا علاقة السدين ببعضهما فحافظ على السد الأول كي يحفظ لك السد الثاني.


وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل راية الإسلام تعلو خفاقة ترفرف في مشارق الأرض ومغاربه.. وأن يعز الإسلام وأهله ويذل الشرك وأهله ويجعل النصر حليفاً لكل موحد آمن بربه وصدق رسوله.. وصل الله وسلم على نبينا محمد.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.98 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]