عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 14-10-2021, 08:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد



بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(16)
من صـــ 165 الى صـــ 173


والخطاب فى الآيتين للنبى صلى الله عليه وسلم والمراد (به) غيره.
قوله {قل إن الهدى هدى الله} وفى البقرة {قل إن هدى الله هو الهدى} [الهدى] فى هذه السورة هو الدين، وقد تقدم فى قوله {لمن تبع دينكم} (وهدى الله الإسلام، وكأنه قال بعد قولهم {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} قل إن الدين عند الله الإسلام كما سبق فى أول السورة. والذى فى البقرة معناه القبلة لأن الآية نزلت فى تحويل القبلة، وتقديره أن قبلة الله هى الكعبة.
قوله {من آمن تبغونها عوجا} ليس هاهنا (به) ولا واو العطف وفى الأعراف {من آمن به وتبغونها عوجا} بزيادة (به) وواو العطف لأن القياس من آمن به، كما فى الأعراف؛ لكنها حذفت فى هذه السورة موافقة لقوله {ومن كفر} فإن القياس فيه أيضا (كفر به) وقوله {تبغونها عوجا} هاهنا حال والواو لا يزيد مع الفعل إذا وقع حالا، نحو قوله {ولا تمنن تستكثر} و {دابة الأرض تأكل} وغير ذلك، وفى الأعراف عطف على الحال؛ والحال قوله (توعدون) و (تصدون) عطف عليه؛ وكذلك {تبغونها عوجا} .
قوله: {وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم} هاهنا بإثبات (لكم) وتأخير (به) وحذف (إن الله) وفى الأنفال بحذف (لكم) وتقديم (به) وإثبات (إن الله) لأن البشرى للمخاطبين؛ فبين وقال (لكم) وفى الأنفال قد تقدم لكم فى قوله {فاستجاب لكم} فاكتفى بذلك؛ وقدم (قلوبكم) وأخر (به) إزواجا (بين المخاطبين "فقال إلى بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به" وقدم "به" فى الأنفال إزدواجا) بين الغائبين فقال {وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به} وحذف (إن الله) هاهنا؛ لأن ما فى الأنفال قصة بدر؛ وهى سابقة على ما فى هذه السورة، فإنها فى قصة أحد فأخبر هناك أن الله عزيز حكيم، فاستقر الخبر. وجعله فى هذه السورة صفة، لأن الخبر قد سبق.
قوله: {ونعم أجر العاملين} بزيادة الواو لأن الاتصال بما قبلها أكثر من غيرها. وتقديره: ونعم أجر العاملين المغفرة، والجنات، والخلود.
قوله {رسولا من أنفسهم} بزيادة الأنفس، وفى غيرها {رسولا منهم} لأن الله سبحانه من على المؤمنين به، فجعله من أنفسهم؛ ليكون موجب المنة أظهر. وكذلك قوله: {لقد جآءكم رسول من أنفسكم} لما وصفه بقوله: {عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} جعله من أنفسهم ليكون موجب الإجابة والإيمان به أظهر، وأبين.
قوله {جآءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير} هاهنا بباء واحدة، إلا فى قراءة ابن عامر، وفى فاطر {بالبينات وبالزبر وبالكتاب} بثلاث باءات؛ لأن ما فى هذه السورة وقع فى كلام مبنى على الاختصار، وهو إقامة لفظ الماضى فى الشرط مقام لفظ المستقبل، ولفظ الماضى أخف، وبناء الفعل بالمجهول، فلا يحتاج إلى ذكر الفاعل. وهو قوله: {فإن كذبوك فقد كذب} . [ثم] حذف الباءات ليوافق الأول فى الاختصار بخلاف ما فى فاطر فإن الشرط فيه بلفظ المستقبل والفاعل مذكور مع الفعل وهو قوله: {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} ثم ذكر بعده الباءات؛ ليكون كله على نسق واحد.
قوله: {ثم مأواهم جهنم} وفى غيره: {ومأويهم جهنم} لأن ما قبله فى هذه السورة {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل} (أى ذلك متاع فى الدنيا قليل) ، والقليل يدل على تراخ وإن صغر وقل، و (ثم) للتراخى وكان موافقا. والله أعلم.
فضل السورة
عن النبى صلى الله عليه وسلم: "تعلموا البقرة وآل عمران؛ فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة فى صورة ملكين، يشفعان لصاحبهما، حتى يدخلاه الجنة" وتقدم فى البقرة (يأتيان كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، يظلان قارئهما، ويشفعان) ويروى بسند ضعيف: من قرأ سورة آل عمران أعطى بكل آية منها أمانا على جسر جهنم، يزوره فى كل جمعة آدم ونوح وإبراهيم وآل عمران، يغبطونه بمنزلته من الله، وحديث على (رفعه) : من قرأها لا يخرج من الدنيا حتى يرى ربه فى المنام؛ ذكر فى الموضوعات.
بصيرة فى.. يأيها الناس اتقوا ربكم
هذه السورة مدنية بإجماع القراء.
وعدد آياتها مائة وخمس وسبعون، فى عد الكوفى، وست فى عد البصرى، وسبع فى عد الشامى.
وكلماتها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأربعون. وحروفها ستة عشر ألفا وثلاثون حرفا.
والآيات المختلف فيها {أن تضلوا السبيل} ، {عذابا أليما} .

مجموع فواصل الآيات (م ل ان) يجمعها قولك (ملنا) فعلى اللام آية واحدة (السبيل) وعلى النون آية واحدة (مهين) وخمس آيات منها على الميم المضمومة، وسائر الآيات على الألف.
واسم السورة سورة النساء الكبرى، واسم سورة الطلاق سورة النساء الصغرى.
وأما ما اشتملت عليه السورة مجملا فبيان خلقة آدم وحواء، والأمر [بصلة] الرحم، والنهى عن أكل مال اليتيم، وما يترتب عليه من عظم الإثم، والعذاب لآكليه، وبيان المناكحات، وعدد النساء، وحكم الصداق، وحفظ المال من السفهاء، وتجربة اليتيم قبل دفع المال إليه، والرفق بالأقارب وقت قسمة الميراث، وحكم ميراث أصحاب الفرائض، وذكر ذوات المحارم، وبيان طول الحرة، وجواز التزوج بالأمة، والاجتناب عن الكبائر، وفضل الرجال على النساء، وبيان الحقوق،
وحكم السكران وقت الصلاة، وآية التيمم، وذم اليهود، وتحريفهم التوراة، ورد الأمانات إلى أهلها، وصفة المنافقين فى امتناعهم عن قبول أوامر القرآن، والأمر بالقتال، ووجوب رد السلام، والنهى عن موالاة المشركين، وتفصيل قتل العمد والخطأ، وفضل الهجرة، ووزر المتأخرين عنها، والإشارة إلى صلاة الخوف حال القتال، والنهى عن حماية الخائنين، وإيقاع الصلح بين الأزواج والزوجات، وإقامة الشهادات، ومدح العدل، وذم المنافقين، وذم اليهود، وذكر قصدهم قتل عيسى عليه السلام، وفضل الراسخين فى العلم، وإظهار فساد اعتقاد النصارى، وافتخار الملائكة والمسيح بمقام العبودية، وذكر ميراث الكلالة،
والإشارة إلى أن الغرض من بيان الأحكام صيانة الخلق من الضلالة، فى قوله {يبين الله لكم أن تضلوا} أى كراهة أن تضلوا. وأما الناسخ والمنسوخ فى هذه السورة ففى أربع وعشرين آية {وإذا حضر القسمة} م {يوصيكم الله في أولادكم} ن {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم} الآية م {فمن خاف من موص جنفا أو إثما} ن {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} م {قل إصلاح لهم خير}
ن {واللاتي يأتين الفاحشة من نسآئكم} م (الثيب بالثيب) ن {واللذان يأتيانها منكم} م {الزانية والزاني فاجلدوا} ن {إنما التوبة على الله} بعض الآية م {وليست التوبة للذين يعملون السيئات} ن والآيتان مفسرتان بالعموم والخصوص {لا يحل لكم أن ترثوا النسآء كرها} م والاستثناء فى قوله {إلا ما قد سلف} ن وقيل الآية محكمة {ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض مآ آتيتموهن} م والاستثناء فى قوله {إلا أن يأتين بفاحشة} ن {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النسآء} م والاستثناء فى قوله: {إلا ما قد سلف} ن وقيل الآية محكمة {وأن تجمعوا بين الأختين} م والاستثناء منه ن فيما مضى {فما استمتعتم به منهن} م {والذين هم لفروجهم حافظون} وقول النبى صلى الله عليه وسلم: "ألا وإنى حرمت المتعة" ن {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} م {ليس على الأعمى حرج} ن أراد مؤاكلتهم {والذين عقدت أيمانكم} م {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} ن {فأعرض عنهم وعظهم} م آية السيف
ن {واستغفر لهم الرسول} م {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} ن {خذوا حذركم} م {لينفروا كآفة} ن {فمآ أرسلناك عليهم حفيظا} م آية السيف ن {ستجدون آخرين} م {فاقتلوا المشركين} ن {فإن كان من قوم عدو لكم} م {برآءة من الله} ن {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} م {إن الله لا يغفر أن يشرك به} ن وقوله {والذين لا يدعون} إلى قوله {ومن تاب} ن {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} م {إلا الذين تابوا} ن {فما لكم في المنافقين فئتين} وقوله {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} م آية السيف ن.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]