طلب العلم في الكتاب في صغره، لكن نفسه لم تمل إلى الدراسة فسرعان ما غادر المدرسة، وكانت همته في الجندية وأعمال الفروسية، والضرب والطعن، والرياضة من سباحة وبناء الجسد، وغير ذلك.
ولما بلغ من العمر عشرين سنة ذهب إلى لكنو ليلتحق بمعسكر للجهاد فيها لكن نفسه كانت تتوق للذهاب إلى دهلي -وليس دلهي التي حرف اسمها الإنجليز- حيث مدرسة آل الدهلوي الذين كان على رأسهم مصلح الهند الكبير شاه ولي الله الدهلوي ولم يدركه لكن أدرك ولديه الذين رحبا به أعظم ترحيب لما عرفاه، فمكث ينهل من العلم والعبادة والزهد والتربية حتى تاقت نفسه للجهاد الذي خلق له، فذهب إلى معسكر النواب -أي نائب السلطنة- ميرخان واجتهد في المعسكر هذا وتعلم ألواناً من فنون القتال، لكن نفسه لم تطب فيه بسبب أن ميرخان كان يقاتل للمغنم وليس له هدف واضح، وقد هادن الإنجليز فانسحب من معسكره، وأقبل على إفادة الناس ودعوتهم إلى الحق، وقد استجاب له عدد كبير، وكان منهج دعوته يقوم على إنكار البدع الكثيرة التي كانت في المسلمين بسبب اختلاطهم بالهنادكة، وعلى إرجاع المسلمين إلى كتاب ربهم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أصلح الله على يديه عشرات الآلاف ممن تاب وأناب، وأسلم على يده من الهنادكة جملة كبيرة.