رابعًا : الطبق الرئيسي :
بما أن ليلتنا هذه هي أول ليلة من آخر رمضان سأذكركم ونفسي بقيام الليل وفضله ، وتحري ليلة القدر بلغنا الله وإياكم تلك الليلة .
ليالٍ تمضي وأيام ومركب الدنيا يسير ولا نعلم متى سيرسو بنا إلى مثوانا الأخير .
فلو سألت العبَّاد عن أجمل ما في الدنيا لقالوا تلك الساعات الآواخر من الليل يمضونها بمناجات خالقهم والناس نيام ، حتى أن أحدهم حين حضرته الوفاة بكى ، قال من حوله ما يبكيك وأنت عابد زاهد ، قال لهم شوقي إلى الليالي التي أقضيها أناجي ربي وأستلذ بقربه
نعم إنها لذة لا تعدلها لذة ، حرم منها كل قلب قاسٍ ، فمن لم يصلي الليل محروم ، ومن لم يعرف ما معنى مناجات الله في الثلث الأخير من الليل محروم ، ومن لم يبكِ من خشية الله والشوق لجناته والله لمحروم .
نعوذ بك ربي من الحرمان ، وسوء المصير .
هيا لنغسل قلوبنا من درن الذنوب وطبقات الران ، ولنجرب القرب من الله والأنس به ، ونستشعر قربه منا ، ونتذكر أن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا ليقول هل من داع فأستجيب له .
فالقيام القيام فإنها أيام عدودة وتنقضي ، ورمضان أوشك على الرحيل ، وداعًا رمضان.
أسأل الله أن يرزقنا تقواه ، ويحبب إلينا قربه ، ويجعلنا ممن قال عنهم في كتابه الكريم :
قال تعالى : "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)" سورة السجدة .
اللهم إنا نسألك أن تقر أعيننا بقربك ، وتبلغنا ليلة القدر بفضلك ، وتدخلنا الجنة بكرمك ، وتعتق رقابنا من النار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.